حيدر سالار
الحوار المتمدن-العدد: 8342 - 2025 / 5 / 14 - 00:01
المحور:
الادب والفن
من نكون حين لا أحد يُراقبنا؟
هل نظل نحن، أم نتقشر، طبقة بعد أخرى، حتى لا يبقى سوى نواة لا نعرف إن كانت طهراً أم ظلاً باهتاً من حقيقتنا؟
تتساقط الأقنعة حين تنطفئ الأنظار.
لكن، من قال إننا نرتدي الأقنعة من أجل الآخرين فقط؟
أليس فينا من يخاف أن يرى ذاته عارية، بلا تبرير، بلا مجاملة، بلا تهذيب؟
ألسنا نخشى أنفسنا أكثر مما نخشى الناس؟
ما معنى "الذات"؟
هل هي تلك اللحظة التي نقف فيها وحدنا أمام مرآة لا تكذب؟
أم تلك التي نكذب فيها على أنفسنا، ونصدق الكذبة، ونمضي؟
إنك حين تصمت، تتحدث روحك.
وحين تُترَك وحدك، ينفجر الضجيج في داخلك.
وهناك، في العزلة، تُختبر الأخلاق، لا في زحام التصفيق.
هل الخير حقًا فطرة، أم اختيار؟
ولو نُزع عنا الخوف من العقاب، والرغبة في المدح، هل نبقى طيبين؟
أم نحن أخلاق مؤقتة، مرهونة بنظرة الآخر وميزانه؟
وهل هناك "أنا" حقيقية؟
أم أننا نتشكل كالماء، كل مرة بشكل جديد، وفق إناء اللحظة؟
وإذا كنا نتحول دائماً، فهل نعرف أنفسنا حقاً؟
أم أننا غابة من الظنون، نسميها "هوية" لنطمئن؟
هذه النفس التي نحملها، هل هي حمل أم هدية؟
هل نسير بها، أم تجرّنا هي إلى حيث لا نريد؟
وهل خلاصنا أن نعرفها، أم أن نرتاب فيها للأبد؟
أسئلة كثيرة، لا أجوبة لها…
لكن ربما في السؤال نفسه، شيء من النجاة.
لعلنا حين نتأمل، لا نجد الحقيقة،
لكننا نقترب من الصدق،
وذاك يكفي.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟