ثائر ابو رغيف
كاتب مهتم بالأوضاع ألسياسية
(Arthur Burgif)
الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 18:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
فلسفة ديڤد هيوم (1711–1776) حول نقد السببية تُعتبر واحدة من أكثر الأفكار ثورية في تاريخ الفلسفة، حيث هزّت المفاهيم التقليدية عن العلاقة بين السبب والنتيجة، ووضعت أسئلة جوهرية عن أساس معرفتنا بالعالم. وما يلي شرحًا مُبسطًا لأفكاره,
هيوم فيلسوف تجريبي، يؤمن أن كل معرفتنا تأتي من التجربة الحسية، ويرفض الأفكار الفطرية أو الميتافيزيقية كالدين مثلا التي لا تستند إلى دليل ملموس
سؤاله المركزي: كيف نعرف أن الأسباب تؤدي إلى نتائج؟ وما أساس اعتقادنا بأن الشمس ستشرق غدًا لأنها أشرقت في اليوم ألماضي
هاجم هيوم الفكرة التقليدية التي ترى أن السببية قانون ضروري في الطبيعة، ويقول لا نرى السببية، بل نرى تعاقبًا للأحداث فعندما نرى كرة (أ) تصطدم بكرة (ب) فتتحرك، لا نرى "قوة" خفية تسبب الحركة، بل نرى حدثًا يتبع آخر فالعقل يُكوّن عادة ذهنية تربط بين الحدثين بسبب التكرار و الاستنتاج هنا يكون إن "السببية ليست سوى إحساس بالاتصال نكتسبه من التكرار، وليس لها أساس في الواقع نفسه"
"السببية ليست سوى إحساس بالاتصال نكتسبه من التكرار، وليس لها أساس في الواقع نفسه"
الاستقراء هو: تعميم النتائج من حالات محدودة إلى قانون عام (مثل: كل النار تحرق لأننا رأيناها تحرق مرات كثيرة)
هيوم يطرح سؤالًا مدمرًا: ما الذي يبرر افتراض أن المستقبل سيشبه الماضي؟:
فلو كانت الشمس أشرقت كل يوم لـ 10,000 يوم، فلماذا نعتقد أنها ستشرق في اليوم 10,001؟
الجواب: لا يوجد تبرير منطقي، بل اعتماد على العادة النفسية
ألجواب هذا يهدم اليقين العلمي فالعلم يعتمد على الاستقراء، لكن هيوم يُظهر أنه مبني على إيمان أعمى بالتجارب ألسابقة.
قسم هيوم ألمعرفة إلى نوعين
ألعلاقة بين الأفكار
مثل ألحقائق ألرياضية وألمنطقية (مثل: 2+2=4)، وهي يقينية لكنها لا تخبرنا عن العالم و ألحقائق ألواقعية مثل معرفتنا بالعالم (مثل: النار تحرق)، وهي غير يقينية وتعتمد على التجربة. فالسببية تنتمي للنوع الثاني، لذا فهي احتمالية وليست ضرورية. نقد ألسببية يكمن في تهديدها للمنهج العلمي: فإذا كانت السببية مجرد عادة، فكيف نثق في القوانين العلمية؟
و نسف فكرة الميتافيزيقا: كل الادعاءات عن "القوى الخفية" أو "العلل الأولى" (مثل وجود الله كعلة للكون) لا أساس تجريبي لها و تأسيس لفلسفة الشك: هيوم لا ينفي السببية، لكنه يقول إننا لا نملك مبررًا عقلانيًا للإيمان بها.
كانط: حاول إنقاذ السببية عبر فكرة "الفئات العقلية الفطرية" (السببية من أدوات العقل لفهم العالم)
العلم الحديث: قبل بفكرة أن السببية احتمالية (ميكانيكا الكمية)، لكنه حافظ عليها كأداة عملية
الفلسفة التحليلية: حاولت إعادة تعريف السببية عبر اللغة والمنطق (مثل: برتراند رسل)
نقد هيوم للسببية ليس هدمًا للمعرفة، بل دعوة لتواضع فكري فالعلم لا يكتشف ضرورات، بل يصيغ توقعات مبنية على التجربة.
#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)
Arthur_Burgif#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟