ثائر ابو رغيف
كاتب مهتم بالأوضاع ألسياسية
(Arthur Burgif)
الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 19:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تستند الفكرة القائلة بأن السيد ألشهيد حسن نصر الله فشل في اختيار خليفة لقيادة حزب الله بسبب ثقته المتزايدة بإيران إلى عدة عوامل وُردت في السياق التاريخي والسياسي للحزب، مع وجود إشارات ضمنية في المعلومات المتاحة:
الاعتماد التاريخي على الدعم الإيراني
تأسس حزب الله عام 1982 بدعم مباشر من إيران، حيث ساهم الحرس الثوري الإيراني في توحيد الفصائل الشيعية اللبنانية تحت مظلة الحزب وقد أظهر البيان التأسيسي للحزب عام 1985 ولاءً واضحًا للقيادة الإيرانية، خاصةً لآية الله الخميني، مما عزز التبعية الإستراتيجية لإيران. هذا الارتباط الوثيق ربما قلل من حافز الحزب لبناء هيكل قيادي مستقل، معتمدًا بدلًا من ذلك على التوجيه الإيراني
نعرف أن أمين حزب ألله حسن نصر الله منذ 1992، اغتُيل خلال الحرب مع إسرائيل في أكتوبر مع إبن خالته ووصيه ألسيد هاشم صفي الدين في 3 أكتوبر 2024
نعرف أيضا وعلى الرغم من وجود نائب للأمين العام (الشيخ نعيم قاسم)، فالمناصب القيادية مثل "رئيس المجلس التنفيذي" ظلت شاغرة حتى وقت كتابة المقالة، مما يعكس غياب آلية واضحة لخلافة القيادة. قد يُعزى هذا الفراغ إلى التركيز على الولاء لإيران بدلًا من تطوير كوادر محلية قادرة على القيادة.
ربط الحزب، منذ تأسيسه مصيره بالتحالف مع إيران ضمن ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، جعل قراراته العسكرية والسياسية خاضعة لتوافق مع المصالح الإيرانية . هذا الواقع ربما حدّ من استقلالية الحزب في اختيار قيادة بديلة دون موافقة طهران، خاصةً في ظل الأزمات المتلاحقة مثل الحرب في سوريا والضغوط الدولية.
من ألداخل أللبناني واجه الحزب تراجعًا في شعبيته داخل لبنان، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، حيث اتُهم بتعطيل التحقيقات. وأظهر استطلاع "الباروميتر العربي" عام 2024 أن 55% من اللبنانيين لا يثقون بالحزب، رغم بقائه قويًا بين الشيعة. هذه العوامل قد تكون عرقلت توافقًا داخليًا على خليفة لنصر الله، خاصة مع تعقيدات المشهد اللبناني والتدخلات الخارجية.
أدت المشاركة المكثفة للحزب في الحروب الإقليمية (مثل سوريا والصراع مع ألكيان ألصهيوني) إلى استنزاف موارده وتركيزه على البعد العسكري على حساب البنى التنظيمية الداخلية. كما أن التصنيف الدولي للحزب كمنظمة إرهابية من قبل دول غربية عديدة زاد من عزلته، مما جعل عملية انتقال القيادة أكثر تعقيدًا
الثقة المفرطة بإيران ربما أدت إلى إهمال بناء هيكل قيادي بديل مستقل، خاصة مع غياب آليات ديمقراطية داخل الحزب لاختيار القادة. ومع اغتيال نصر الله وغياب شخصية كاريزمية بديلة، يواجه الحزب أزمة وجودية تعكس إشكالية الاعتماد ويجب ان لا ننسى ابدا دور الميلشيات مثل تلك التي تحت قيادة سمير جعجع في التربص بحزب الله وقياداته ممن الجمت افواهمهم لعقود.
#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)
Arthur_Burgif#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟