|
قراءة في كتاب {التمرد - كيف يهتز نظامنا العالمي} /أولريكه إيفلر*
رشيد غويلب
الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 00:12
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
في تشرين الأول 2024، نشرت دار برومير للنشر كتابا مذهلا بعنوان: "التمرد - كيف يهتز نظامنا العالمي"، لمؤلفه، بيتر ميرتنز، السكرتير العام لحزب العمال البلجيكي. يقدم الكتاب تحليلاً ذكياً وواقعياً للأزمة العالمية الراهنة، ويساعد على فهم التطورات المعقدة، ويفحص التناقضات التي تحتويها، ويخلق أفقاً للتغيير.
اتهام الظروف في كتابه "التمرد"، يصف ميرتنز التأثيرات المعقدة والمتنوعة لأزمة عصرنا: ظلم الكبير في التوزيع، فقر متزايد للأكثرية وثراء للقِلة، وارتفاع أسعار الإيجارات في سوق السكن، مما يضع المزيد والمزيد من الناس تحت الضغط للعثور على منزل. ظروف العمل مروعة في جميع أنحاء العالم وخطر مستمر الذي يهدد العمال بالانزلاق إلى المزيد من الفقر، ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمضاربة الفاحشة في الأغذية، تزايد فقر الطاقة وزيادة أرباح شركات الطاقة، العواقب المخزية لعقود من خصخصة الخدمات العامة، الانهيار المناخي الوشيك. والتهديد المتزايد بالحرب. ويسلط ميرتنز الضوء على تأثير هذه التطورات على الطبقات العاملة وكذلك الدور الهائل الذي لعبته الطبقات الحاكمة غير العاملة في هذا التطور. ويصبح الوصف الشامل للظلم والأزمات والحرب بمثابة لائحة اتهام قاسية للظروف الاجتماعية.
لكن تركيز الكتاب لا ينصب على وصف الدمار المعروف منذ زمن طويل فقط، بل أيضا على تحليل المتغيرات. تقول إحدى أطروحات الكتاب المركزية، أن الليبرالية الجديدة، التي شوهت العلاقات الوطنية والدولية لقرابة خمسة عقود، دخلت الآن في أزمة التناقضات الداخلية. يتناول ميرتنز وباء كورونا، الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تعليق معاييره الصارمة للميزانية والديون (ما يسمى بميثاق النمو والاستقرار) لمدة ثلاث سنوات. ويشير إلى أن إعادة تطبيق هذه القواعد الصارمة دون تغيير سيؤدي إلى انخفاض غير مسبوق في الإنفاق العام. وفي الوقت نفسه، تنتظرنا تحديات ضخمة. وسيكون من الضروري توفير 430 مليار يورو سنويا لتحقيق الهدف المناخي الأوروبي. إن مستوى الاستثمار العام في الطاقة والنقل وشبكات الألياف الضوئية والإسكان والبنية الأساسية سوف يحدد مستقبل القارة. وتعمل ألمانيا خصوصا، من خلال سياسة الميزانية الصارمة، على تحديد النغمة في الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء للتحرك نحو مد من اجراءات الادخار الجديدة. إن المحركات الرئيسية لهذه المدخرات هي الخطط الرامية إلى توسيع المجمع الصناعي العسكري الأوروبي: فالتخفيضات العمياء وارتفاع الإنفاق العسكري يسيران جنباً إلى جنب. ويبدو أن أزمة اليورو التي شهدناها عام ٢٠١١ ستتكرر. ولكن هذه المرة، في زمن الحرب والاضطرابات الاجتماعية والاستقطاب، وبالتالي يستنتج المؤلف أن الأمور تتفاقم.
تحليل جيوسياسي وتكمن الاهمية الكبيرة للكتاب في التزامه المستمر بمساعدة القارئ على فهم الآليات المعقدة التي تؤدي إلى هذه التطورات، التي تدفعنا إلى أعماق أزمة الفقر، وأزمة المناخ، والحرب النووية. ويرى ميرتنز أن العلاقات بين الجنوب والشمال آخذة في التحول. ويلعب الصعود الاقتصادي والسياسي للصين دوراً رئيسياً فيها. ومن بين أهم العوامل التي ساهمت في ذلك انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001. لقد ساهم ذلك في تعزيز التنمية السريعة للصناعات الجديدة في الصين. وللتغلب على الأزمة العالمية التي بدأت في عام 2008، استثمرت بكين بشكل كبير في البنية الأساسية والإنتاج في السنوات الأخيرة. وما يزعج الولايات المتحدة أن الصين لم تعد مجرد طاولة عمل ممتدة للعالم، بل أصبحت تنتج تقنيات ومنتجات متطورة، في حين أصبح الاقتصاد الأميركي أكثر مالية بشكل متزايد مع تراجع الصناعة، لقد ركزت الصين على التصنيع، وانتقل مركز العالم الصناعي تدريجيا إلى جنوب شرق آسيا.
وفي ظل هذا المزيج، تحاول الولايات المتحدة، بكل الوسائل، فرض نفسها كقوة عالمية. على سبيل المثال، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، تمكن جو بايدن من ممارسة ضغوط هائلة على أوروبا من أجل إحداث تحول في سياسة الغاز. لقد أدت سياسة العقوبات إلى حرمان السوق الأوروبية الكبيرة من الغاز الرخيص القادم من روسيا عبر خطوط الأنابيب، وربطتها بالغاز الصخري الأميركي القذر والمكلف، والذي كان من الصعب بيعه في السابق. وهي خطوة أدت في غضون بضعة أشهر فقط إلى إضعاف موقف الصناعة الأوروبية بشكل كبير وتعزيز موقف الصناعة الأمريكية. ويأتي هذا التطور في إطار استراتيجية الولايات المتحدة الهادفة إلى استقطاب الصناعة الأوروبية، وخاصة في مجالات بطاريات السيارات، وطواحين الهواء، والخلايا الشمسية، وأشباه الموصلات. إن أسعار الطاقة المرتفعة وبرنامج الدعم الشامل مع الإعانات السخية ــ قانون خفض التضخم ــ يخلقان الظروف المناسبة لذلك. ولكن ميرتنز يرى أن هذه ليست نهاية الليبرالية الجديدة، بل بداية حرب باردة جديدة. وبذلك، ستُعطى مصالح القوة الجيوسياسية الأولوية على وصفات أصولية السوق: "نحن ندخل مرحلة جديدة لا تحمل اسما مناسبا بعد. ولكنها ستتأثر بشكل كبير بالواقع المتنامي للصين الصاعدة".
تحولات في العلاقات العالمية بالإضافة الى ذلك يتسم العالم أيضا بحمائية جديدة. وتهدف الرسوم الكمركية على الواردات والعقوبات الأمريكية القاسية إلى حماية السوق الأمريكية وإبطاء التطور التكنولوجي والاقتصادي في الصين. ويتزايد خطر تحول المنافسة الاقتصادية إلى منافسة عسكرية. وتعتبر المواد الخام مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل والجرافيت ضرورية للانتقال إلى الإنتاج منخفض الكربون. ومع ذلك، فإن أكثر من أربعة أخماس المعادن المهمة تتم معالجتها الآن في دولة واحدة هي الصين. لقد أصبح إنتاج البطاريات ساحة معركة، مما يؤدي إلى تفاقم الصراع بين الشمال والجنوب. وتقاوم بالفعل إندونيسيا وزيمبابوي وناميبيا وتشيلي والبرازيل وبوليفيا النهب المستمر لموادها الخام على يد الولايات المتحدة. لقد أدت خمس نقاط تحول في التاريخ الحديث إلى تعزيز هذه الثقة الجديدة بالنفس لدى بلدان الجنوب واستعداده لتحدي الهيمنة الأميركية: حرب العراق غير الشرعية في عام 2003، والأزمة المالية العالمية في عام 2008، وقمة المناخ في عام 2009، ووباء كورونا، ومنذ عام 2022، حرب أوكرانيا. وقد أظهرت هذه اللحظات الخمس الرئيسية، وفق ميرتنز ما يلي: "لقد أصبحت واشنطن عرضة للخطر، وبات عدد متزايد من البلدان يبحث عن بدائل".
وتشكل هذه التغيرات الاقتصادية الأساس المادي للتحولات في العلاقات بين الشمال والجنوب العالمي. في عام 2023، ولأول مرة منذ قرون، تجاوزت حصة الجنوب العالمي في الناتج الإجمالي المحلي العالمي حصة بلدان الشمال. وتفوقت مجموعة دول بريكس على مجموعة الدول السبع الكبرى، في حصتها من الاقتصاد العالمي،. إن حقيقة انضمام المزيد من البلدان إلى مجموعة بريكس، وإعراب 40 دولة أخرى عن اهتمامها بالتعاون، تشير إلى أن التعاون في ما بين بلدان الجنوب آخذ في الازدياد. ولم تعد بلدان الجنوب راغبة في الالتزام بالانضباط، بل أصبحت تضع مصالحها الوطنية في المقام الأول، مثل ضمان واردات الطاقة والغذاء. وفي سياق هذا التطور، تنشأ علاقات عالمية جديدة لم تنعكس بعد في المؤسسات الدولية، لا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولا في صندوق النقد الدولي.
التمرد كعنوان فخري تتحدث فيونا هيل، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الامريكي، عن "تمرد"، وعن "تمرد مفتوح"، وعن "ثورة البقية ضد الولايات المتحدة". ويقترح ميرتنز اعتماد هذا المصطلح كنوع من "العنوان الفخري" وعدم إغفال العلاقة الجدلية بين التمردات المختلفة للغاية: على سبيل المثال، بينما تتمرد الحكومة الهندية ضد النظام العالمي الحالي (التمرد الأول)، ينتفض المزارعون والنساء والعمال والأقليات الهنود ضد حكومة ناريندرا مودي الرجعية (التمرد الثاني). ويتحدث ميرتنز عن "تمرد مزدوج". من ناحية أخرى، يثور الجنوب العالمي ضد الشمال. ومن ناحية أخرى، تتزايد الضغوط في بلدان الجنوب نفسها. هناك "حركات شعبية تسعى لتمرير أجندة تقدمية. كلٌّ منها يفعل ذلك في سياقه الخاص: من حركة الفلاحين المعدمين في البرازيل، إلى الحركة النسوية العظيمة في الهند، إلى نضال نقابة عمال المعادن في جنوب أفريقيا. إنها انتفاضة تحت السطح، ترفع صوتها عاليا من أجل الحقوق الديمقراطية، وإصلاح الأراضي، والعمل بأجر جيد. وفي الوقت نفسه، إنها نضال من أجل الحرية، ضد الأنظمة الرجعية والديكتاتورية".
بالنسبة لميرتنز، هذه هي أعراض لعالم يحتضر. ويقول إن العديد من الناس يريدون أشياء بسيطة مثل دخل لائق، اطعام صحي، سقف فوق رؤوسهم، وطاقة بأسعار معقولة. وللقيام بذلك، ينضمون لبعضهم البعض وينهضون. ويحذر قائلاً: "ما دام هناك ظلم وقمع، فسوف تكون هناك مقاومة أيضاً"، ويحثنا على التفكير في تناقضات عصرنا. نحن نقف عند مفترق طرق في عالم مستقطب قد يتأرجح في أي لحظة. الوحوش ليست بعيدة. الأمل مجرد كلمة، وعلينا أن نعمل على تحقيقه. بمساعدة الناس على النهوض بشموخ، ورفع أصواتهم، والوحدة، وتثقيف الذات، واتخاذ ما يلزم".
كتاب لحزب يساري قوي في "التمرد" نجد كتابا توجيهيا وملهما ومستنيرا، لكل الذين لا يريدون أن يكتفوا بديناميكيات الأزمة والحرب الحالية. إذا كانت الرأسمالية لاتؤدي إلى نهاية الكوكب، فلا بد أن لا تكون نهاية التاريخ. يهدف الكتاب إلى التشجيع واستنهاض العزائم وبالتالي يسعى إلى شرح العلاقات المتبادلة المعقدة للتغيرات العالمية بلغة مفهومة، مع العديد من النوادر والحجج الجيدة.
وليس مصادفة أن يصدر كتاب بهذه القوة التحليلية والوضوح من أحد الأحزاب اليسارية القليلة المستقرة في أوروبا اليوم. يحدد ميرتنز ثلاثة أشياء يجب أن تشكل الأساس لليسار من أجل النجاة من عواصف عصرنا وإطلاق أشرعته: الثقة بالنفس، والطبقة، والأممية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أولريكه إيفلر: مواليد 1975، المتحدثة باسم شؤون النقابات العمالية والمصانع، وعضوة اللجنة التنفيذية لحزب اليسار الألماني. الترجمة باختصار طفيف لنصها المنشور في 14 كانون الثاني 2025 في موقع "شيوعيون" الألماني.
#رشيد_غويلب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في مواجهة غطرسة ترامب.. أمريكا اللاتينية مرتاحة لفوز الليبرا
...
-
عَلّمَنا ان هزيمة الامبريالية ممكنة / في الذكرى الخمسين لانت
...
-
البابا الذي وُصف بأنه شيوعي
-
زعيم الشيوعي الأمريكي: عن تجديد الحزب ورؤيته للبديل الاشتراك
...
-
مقاومة لمنطق العودة الى الحرب / تصاعد المشاركة في مسيرات الس
...
-
الذكرى الخمسون لانتصار فيتنام / الصين وفيتنام تشكلان تحالفا
...
-
في ذكراه الثانية والعشرين.. كيف غيّر غزو العراق العالم نحو ا
...
-
ردا على سياسات ترامب العدوانية / دول أمريكا اللاتينية والبحر
...
-
ما يحدث في إندونيسيا يذكر بدكتاتورية سوهارتو
-
بعد أن تجاوز الصدمة / الشارع الأمريكي ينتفض ضد ترامب
-
محاولات لشقّ المعارضة التركية بدلاً من قمعها المباشر / احتجا
...
-
عبر حيلة برلمانية.. إقرار تخصيصات هائلة للعسكرة والحرب في أل
...
-
الحاجة إلى نظرية جديدة للإمبريالية
-
صربيا.. استمرار الاحتجاجات ضد الحكومة والفساد
-
سلطة ترامب مبنية على الرمال / بقلم: أنغار سولتي*
-
مع تصاعد الغضب الشعبي.. هل يتجاوز رئيس وزراء اليونان الأزمة؟
-
صراع الهيمنة الرأسمالية في زمن البلطجية
-
خطط تَسلُّح الاتحاد الأوروبي.. أرباح على حساب السلام
-
قراءة في النجاح الانتخابي لحزب اليسار الالماني
-
على الرغم من تقدم اليمين المحافظ والمتطرف/ الانتخابات الألما
...
المزيد.....
-
-اعذروني على حفيدي الخائن-.. صورة لجد زيلينسكي تظهر على النص
...
-
المسبار السوفييتي كوزموس 482 يتحطم في المحيط الهندي بعد أكثر
...
-
ندوة: الهجرة في مواجهة اليمين المتطرف التحولات السياسية وتحد
...
-
كيف تنظر أنقرة إلى الإعلان المرتقب بحل حزب العمال الكردستاني
...
-
دائرة المقاطعة في الجبهة الديمقراطية: من أوسلو إلى مدريد… ال
...
-
النشاط الاسبوعي في مدينة هلسنبوري/السويد دعما لصمود غزة
-
واقع البروليتاريا العالمية والثورة الاشتراكية اليوم
-
حكومة حزب العمال البريطاني تنحرف يمينا.. تحوّل ظرفي أم جذري؟
...
-
محطات تاريخية في مسار النزاع بين تركيا وحزب العمال الكردستان
...
-
مصطفى علوي// معركة قرية با محمد.. حين يصير الجسد سلاحا في م
...
المزيد.....
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|