اسطيفان هرمز
كاتب
(Estivan Hermez)
الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 08:18
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
معانات الإنسانيه ليس من العوز والفقر والجوع.
بل من السياسه العالميه.
الإنسانية اليوم تواجه تحديًا معقدًا يتجاوز الفقر والجوع المادي إلى أزمات ناتجة عن هيمنة السياسة العالمية وتشابك مصالح القوى الكبرى. فبينما لا تزال المعاناة الإنسانية الأساسية موجودة في العديد من المناطق، إلا أن جذورها غالبًا ما تعود إلى صراعات الجيوسياسية، والحروب بالوكالة، والاستغلال الاقتصادي، وعدم تكافؤ أنظمة الحكم العالمية.
١. الفقر كنتاج للسياسات العالمية
الفقر لم يعد مشكلة نقص موارد فحسب، بل هو نتيجة لسياسات التجارة غير العادلة، والدين الخارجي المفروض على الدول الفقيرة، واستنزاف ثرواتها عبر شركات متعددة الجنسيات. النظام الاقتصادي العالمي يكرس التبعية بدلاً من التنمية المستقلة.
٢. الجوع في عصر الوفرة
العالم ينتج غذاءً يكفي الجميع، لكن سوء التوزيع والنزاعات المسيّسة (مثل استخدام الجوع كسلاح في الحروب) يحرم الملايين من الطعام. الأزمات في اليمن أو السودان مثال صارخ على كيف تُحوّل السياسة الغذاء إلى أداة قمع.
٣. العوز في ظل الرأسمالية المتوحشة
اللامساواة العالمية تتفاقم بسبب سياسات التقشف المفروضة من مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي، والتي تزيد من بطالة الشباب وتقوض الخدمات العامة. حتى في الدول الغنية، تترك السياسات النيوليبرالية الملايين يعانون من انعدام الأمن السكني والصحي.
٤. هيمنة القوى الكبرى وانعدام العدالة
الأمم المتحدة ومؤسسات الحوكمة العالمية تعكس اختلالات القوة: حق النقض (الفيتو) يُستخدم لعرقلة حل النزاعات، والدول الغربية تفرض عقوبات جماعية تدمر شعوبًا بأكملها (كما في سوريا أو فنزويلا).
الخلاصة:
المأساة ليست في عدم وجود حلول، بل في إرادة سياسية غائبة. التغيير يتطلب:
- إصلاح النظام المالي الدولي.
- محاسبة الدول التي تستخدم المعاناة الإنسانية كأداة ضغط.
- تمكين صوت الجنوب العالمي في صنع القرار.
- مقاومة ثقافة "اللا إنسانية" التي تجعل السياسة مجرد لعبة قوة.
السؤال الأخلاقي الأكبر اليوم: هل يمكن أن توجد سياسة عالمية تقوم على الإنسانية المشتركة بدلاً من المصالح الضيقة؟ الإجابة عليه ستحدد مصير ملايين البشر.
#اسطيفان_هرمز (هاشتاغ)
Estivan_Hermez#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟