أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - الكيان الصهيوني.. وهندسة سوريا ديموغرافيا وجغرافيا














المزيد.....

الكيان الصهيوني.. وهندسة سوريا ديموغرافيا وجغرافيا


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين الغارة التي استهدفت أحد سفن أسطول الحرية الإنساني لكسر الحصار، التي تحمل مواد إغاثة إلى منكوبي غزة، على بعد آلاف الكيلومترات بالقرب من جزيرة مالطة في البحر الأبيض المتوسط، وأمام نظر دول المنطقة والعالم، وسلسلة الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية في محافظات ريف دمشق، وحماة، ودرعا، مستهدفة منشآت عسكرية وبنى تحتية للدفاع الجوي. واستهداف بيروت، واستباحة غزة والضفة، وانكفاء فصائل العراق وإيران؛ مساحة، جعلت الكيان يتصرف دون خشية من أي رد موجع.، من أي جهة، وأن يده طويلة..
هذا الاتساع في عدوانية الكيان، يعكس حالة استقواء، من شأنها أن تضع علامة استفهام حول مفاهيم طالما قللت من قدرة العدو، وهي أنه لا يستطيع خوض حرب واسعة وطويلة، وعلى أكثر من جبهة، قياسا على حروبه السابقة، وأنه يكفي استدراجه إلى حرب استنزاف طويلة لهزيمته، كما كان يعتقد أحد قادة طوفان الأقصى، لكن الوقائع وما جرى منذ أحداث ما بعد 7 أكتوبر 2023، أكدت خطل ذلك.. مع كل تناقضات الكيان الداخلية، وأزمته البنيوية.
وفي تقديري أن ذلك ليس بسب قدرات العدو؛ مع أن لديه منها الكثير، ولكن بسبب إمكانيات وأداء وقرارات، الجانب الفلسطيني والعربي المعني بما جرى، فمن كان يتصور أن يسقط حزب الله بهذا الشكل، وأقصى ما يريده الآن هو الحفاظ على ماء وجهه، وسلامة ما بقي منه، وهو الذي كان العدو يعتبره التهديد الأكثر خطرا على وجوده، لعلاقته العضوية مع إيران، وطبيعة حاضنته العقائدية، وهو ما جعل نتنياهو يقول إنه ماض في مهمة "تغيير الشرق الأوسط" واعتبر أن كيانه يقود التغيير في الشرق الأوسط باغتياله حسن نصر الله، وقرار تجريد الحزب من سلاحه بعد انسحابه من جنوب الليطاني، وفق اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان والدولة اللبنانية برعاية أمريكية فرنسية.
هذا المتغير الذي طال قطاع غزة ولبنان وسوريا والعراق وإيران، جراء العدوان الذي أعقب واقعة 7 أكتوبر، من قبل الكيان الصهيوني في بعده الجيوسياسي، أعاد مسألة هندسة سوريا جغرافيا وديمغرافيا، إلى الواجهة لدى الكيان الصهيوني، عبر استحضار خطة "أوديد إينون" مستشار شارون، وهي الخطة التي شرحها في كتاب "الأرض الموعودة: خطة الصهيونية من الثمانينيات" من مبدئين أساسيين استراتيجيين ينبغي لإسرائيل مراعاتهما: العمل على تحول "إسرائيل" إلى قوة إقليمية إمبريالية، والعمل على تحويل المنطقة برمتها إلى دويلات صغيرة عن طريق تفكيك جميع الدول العربية القائمة حاليا.
وتتضمن الخطة رؤية لتفكيك الدول العربية إلى كيانات طائفية وعرقية صغيرة بهدف ضمان تفوق إسرائيل الإقليمي، وركزت بشكل خاص على سوريا، مشيرة إلى ضرورة تقسيمها إلى دويلات علوية وسنية ودرزية، على غرار ما حدث في لبنان.
وقد قدمت بعض القوى المتشددة، التي هي جزء من الإدارة السورية الحالية، الذريعة للكيان الصهيوني عبر تكفير تلك القوى، للمكونات العلوية والدرزية، وهي خدمة مجانية قدمت للكيان الصهيوني، الذي يزعم أنه يدافع عن تلك المكونات المذهبية، بقرار منه؛ وليس بطلب من تلك المكونات، وهو التدخل الذي من شأنه أن يسعر التناقض الداخلي، ويفاقم العداء لتلك المكونات تحت مزاعم أن الكيان الصهيوني ينتصر لها، في حين أن الكيان أضر بها ولم يخدمها، لأنه يسعى وراء مصالحة على حساب الجميع.
لكن تذرع الكيان ب"حماية الدروز"، يأتي في سياق مقاربة لاستراتيجية أوسع، وذلك عبر هندسة الواقع الأمني والجيوسياسي في جنوب سوريا، بهدف خدمة مصالح الكيان، وهي المصالح التي أعيد تعريفها عقب هجوم واقعة 7 أكتوبر 2023، بكل تداعياتها على امتداد الإقليم، لتأتي محاولة استباحة الطائفة الدرزية في أكثر من منطقة في سوريا، من قبل قوى تابعة للإدارة الجديدة، لتصب في مصلحة الكيان الصهيوني طويلة الأمد؛ وهي الهدية التي استثمرها الكيان في تسريع تنفيذ خططه التوسعية، تحت لافتة العامل الإنساني التي اتخذها كغطاء لتحركاته السياسية والعسكرية، وهي أنه لن يسمح بالمساس بالطائفة الدرزية.
وفي سياق هذا الهدف كشفت تقارير أن الكيان لحماية حدوده مع سوريا، ينوي إقامة ثلاثة مستويات دفاعية، تبدأ بإنشاء منطقة حدودية عازلة داخل الأراضي المحتلة، يليها نظام دفاع أمامي داخل الأراضي السورية، وأخيرا فرض نزع السلاح في جنوب سوريا.
وهذا يعني تقسيم سوريا بين مكوناته العرقية والمذهبية على حساب سوريا الدولة المركزية الواحدة، عبر تفكيك سوريا وإقامة أقاليم ضعيفة لن تهدد الكيان الصهيوني. بسبب من سياسة الإدارة الجديدة التي لم تأخذ بعين الاعتبار طبيعة التكوين المذهبي في سوريا، وتركت العنان لتغول القوى المتشددة لتستبيح بعض المناطق.. مما صدم العالم وجرى إنذار الإدارة الجديدة جراء ذلك.
هذا التدخل المكشوف ربما هو ما جعل الرئيس أحمد الشرع يناقش مع وزير أوقافه أهمية تعزيز "الخطاب الديني الوسطي" وترسيخ قيم التسامح والانتماء الوطني.
والانتماء الوطني هنا، يعني مغادرة مربع تقسيم المواطنين حسب مذاهبهم، وإنما في كونهم مواطنين.. من خلال "الدور المحوري للمؤسسات الدينية في تعزيز الوحدة المجتمعية، وضرورة مواكبة الخطاب الديني للتحديات المعاصرة".
لكن هل تستطيع الإدارة الجديدة التي تشكل وعيها على وقع فكر يكفر الآخر، أن تجعل المواطنة هي أساس الانتماء إلى الوطن.؟.وأن تنزع الذرائع من يد الكيان الصهيوني، إنه تحدي لإدارة الشرع، في مواجهة بناء فكري وسياسي استمر تنظيمه التعبئة به لسنوات، وهو البناء الذي لم يكن يرى في الآخر شريكا في الوطن بصرف النظر عن مذهبة، وإنما في كونه إما مسلم أو كافر.!؟



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة
- عندما يجري تجريم النقد..!
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2
- حتى لا تصبح غزة.. بيئة طاردة
- بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق
- بين الضفة وغزة. ودعم موقف حماس
- أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته
- كي الوعي.. وذاكرة اللقطة الأخيرة
- كما وصفته عائلته..-أحمق-..-مهرج-..-بلطجي-..-نرجسي-
- نوايا ترامب تجاه غزة.. جريمة موصوفة
- إرادة الفلسطينيين والأمة العربية.. وتحدي هذيان ترامب
- ترامب.. يكافئ مرتكبي محرقة غزة.. بمشروع تطهير عرقي للناجين
- قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
- نعم للتهجير من قطاع غزة.. ولكن..
- وعد السنوار للأسرى.. أي ثمن؟!
- اتفاق وقف إطلاق.. وأوهام النصر التاريخي
- اتفاق وقف إطلاق النار.. والمفهوم الواسع للضمانات الأمنية


المزيد.....




- زيادة كبيرة.. مصر تستقبل 3.9 مليون سائح خلال أول 3 شهور من 2 ...
- السودان: ما دلالات استهداف الدعم السريع لقاعدة جوية في بورتس ...
- أوكرانيا: إصابة 11 شخصًا في هجوم روسي بطائرات مُسيرة على كيي ...
- الكرادلة يدخلون مرحلة الصمت الانتخابي قبيل انعقاد المجمع الم ...
- المحادثات النووية مع أمريكا - شكوك وأمل لدى المعارضة الإيران ...
- الجيش السوداني يعرض أسلحة غنمها من الدعم
- مصر.. الكشف عن قضية فساد تضم 16 مسؤولا حكوميا
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد تفجير عدد من آليات الجيش الإسرائيلي ...
- نتنياهو يتوعد بشن -المزيد من الضربات- على اليمن
- غزة.. 65 ألف طفل مهددون بالموت جوعا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - الكيان الصهيوني.. وهندسة سوريا ديموغرافيا وجغرافيا