أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميادة العاني - قصة قصيرة // قرار بين كانونين














المزيد.....

قصة قصيرة // قرار بين كانونين


ميادة العاني

الحوار المتمدن-العدد: 1804 - 2007 / 1 / 23 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


تننننننن .تننننننن ....تنننننننن
إنها الساعة الثانية عشرة ......
تسلل كانون بكانون معلنا بداية سنة جديدة
وقفت في شرفتي الصغيرة المطلة على الشارع أتطلع إلى اضواء تناثرت هنا وهناك ..... أرقب انعكاسات الألوان البراقة المتصاعدة إلى السماء من الألعاب النارية
عجيب أمر هؤلاء الناس يفرحون ويمرحون وقد مضت من العمر سنة كاملة !!
البرودة اللذيذة جعلتني ارتدي رداءا آخر.. وأعاود إلى الشرفة أراقب تباشير الفرح على وجوه الناس وأنا أفكر مرةو أتململ اخرى ........
سنة جديدة ...هه سنة أخرى تضاف إلى سنوات التسكع والكذب.. يااااه لكم تجرعت مراراتها وهوانها
تننننننن . تننننننن . تننننننن
إنها طبول الساعة الثانية عشرة.. تقرع في أذني ولا بد انها تنبئ بشيء جديد هذه السنة ..... حسنا لاعمل اي شيئ يخرجني من قوقعة الكابة ورتابة الوقت هذه - قلت في نفسي -
أغلقت باب الشرفة ,أسدلت الستائر .. خلعت ردائي ورميته على السرير وتوجهت نحو المرآة فتحت شعري لينساب على كتفي . أخرجت علبة مكياجي . وحاولت بها إخفاء شحوب تلونت به ملامحي منذ عصور لم احصيها
أدرت جهاز التسجيل , وبدأت ارقص على أنغام الموسيقى .. وأدور حول نفسي وشعري يدور متمردا في الهواء ... و ارقص .........وارقص ....و.........
رن جرس الهاتف .. رفعت السماعة .. كما توقعت .. انه هو
- صباح الخير حبيبتي ... كل عام وأنت بخير , وبدء يدندن بكلمات الساهر .. كل عام وأنت حبيبتي.. غبطته لايوازيها الا انكساراتي وعمق اوجاعي
- صباح الخير ... وأنت بخير
- بل قولي وأنت حبيبي .. كم اعشق هذا الساهر .. سأراك اليوم بالتأكيد لنحتفل سويا بالسنة الجديدة
- لكن ....
- لا تعتذري
- ...فقط أريد أن ....
- اسمعي سنخرج اليوم في نزهة جميلة على شاطئ دجلة ... ثم نذهب إلى مكان ساحر أعددت له منذ زمن للاحتفال براس السنة أنا وأنت .. أنت وأنا
- دجلة في هذا الجو القارص . ؟؟ لكم انت غريب
- معقول ؟ كيف يداهمك البرد وأحضاني أغطية دفء ؟
- هل لك أن تسمعني ؟
- لا لا لن اقبل أعذارا ... اسمعيني.. هذه المرة أريدك أن ترتدي ثوبك الأحمر ولا ترفعي شعرك اتركيه منسدلا ... تعرفين كم احب أن تتخلله أصابعي .. وأريدك أن ... الو .. الو , هل تسمعينني؟
- نعم أسمعك
- لم لا تجيبين ؟
- أنا أصغي ..
- حسنا اليوم سنحتفل بسنة جديدة من سنوات حبنا...سترقصين لي ؟ ها سترقصين بالتاكيد سترقصين انها سنة ليست عادية ...وحين تتعبين سترتمين في أحضاني ...آه ما أطول الساعات...... متشوق أنا لخصلات شعرك الأسود وهي ..... الو.. الو .. هل أنت معي ؟ الو ... الو .... ال.....
بكل هدوء وروية وضعت السماعة وأغلقت الهاتف
آآآآآآآآآآه وتنفست صعداءا كانت مخبأة من ثلاثين عاما في صدري
انتشيت . أحسست بخدر ينتاب مفاصلي وجسدي كله , شعرت بحاجتي للنوم
ارتميت على فراشي وأنا أطالبه بان يحمل عني جعب الهم التي طالما أثقلني بها
ولأول مرة... ومنذ زمن ليس يسير... لا أمد يدي إلى كاس الحليب وحبة ( الفاليوم ) مستنجدة بها من يقظة ازلية اعتلت روحي .
أدركت طعم الحرية من قيود استعبدتني طويلا , فغفوت بهدوء على أنغام السيدة أم كلثوم ........
...................... أنا لن أعود إليك ....مهما استرحمت دقات قلبي....................
(( فعلا هي سنة ليست عادية ))
تننننننن ....تننننننن ....تنننننننن
انه قرار الساعة الثانية عشرة



#ميادة_العاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة // مشانق غضة
- الى شاعر من زمن العزلة
- بين المقصلة والجسد .. قصة قصيرة
- بضع خطوات نحو .. لوركا
- المراة الاعلامية .. بين المتاح والمفروض
- هذيان بعد منتصف الحلم
- هواجس متأرجحة
- سكرات البكاء
- لدمك يصرخ المدى
- قراءة اولية في .. معطف غوغول
- تم امرأة رد
- طقوس تجر اذيال خيبتها
- اعدام مؤجل لربيع مقيد بالبراءة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميادة العاني - قصة قصيرة // قرار بين كانونين