ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر
(Zuhair Al Shaibani)
الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 07:56
المحور:
الادب والفن
منفى الزمن .
( الدفتر العاشر)
ساعة الحائط لا تشير إليّ
في غرفتي،
تتدلّى ساعة حائط قديمة
ورثتها عن جدّ ظنّ أن الوقت ملكٌ خاص،
فاحتفظ به في علبة تبغ ونسيها.
الساعة لا تشير إليّ.
تمرّ عليّ كما تمرّ الريح على مدينة منسية
تدقّ،
ثم تدقّ،
ثم تدقّ…
ولا أحد يفتح الباب.
أحاول مجاراتها:
أسرّح شعري كما في تمام السادسة،
أكتب رسالة حب في الحادية عشرة والثلث،
أبكي في الثانية فجراً دون إنذار،
لكنها تبقى معلّقة على توقيتٍ آخر،
زمن لا يعترف بي.
أصدقائي تزوّجوا الزمن
وأنجبوا تقاويم معلّبة،
أنا وحدي
أحتفظ بعلاقة سريّة مع لحظة لم تحدث بعد،
لحظة أقول فيها:
“كان يمكن لهذا العمر أن يكون أقلّ قسوة…
لو دلّني أحد على زرّ الإيقاف المؤقت.”
في الخارج،
الناس يركضون خلف الساعات الذكية،
أما أنا
فأبحث عن منبّه عاطفي
يوقظني من الحنين كلما تجاوز الجرعة المسموح بها قانونيًا.
في عيد ميلادي الأخير،
أطفأت شمعة على كعكة غير مرئية،
وتمنّيت أن يتوقّف الوقت… لا لأنني سعيد،
بل لأنني لم أبدأ بعد.
خاتمة مؤقتة:
الزمن لصّ مهذب،
يخلع حذاءه قبل أن يسرقك،
ويترك لك على الحائط توقيعاً بسيطاً:
“كنتَ هنا… لكن متأخراً.”
أبو يوسف الغريب
#ابو_يوسف_الغريب (هاشتاغ)
Zuhair_Al_Shaibani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟