طوفان الأقصى 558 – اليمن يحطم أوهام تفوق الجيش الأمريكي

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

موقع LiveJournal

8 أبريل 2025

منذ 15 مارس، قامت واشنطن بعدة غارات جوية على اليمن، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد لا يحصى من المدنيين الأبرياء وتدمير البنية التحتية الحيوية.

في أوائل أبريل، قصفت الطائرات الأمريكية خزان مياه في غرب اليمن، مما قطع إمدادات المياه عن أكثر من 50,000 شخص.

بعد ثلاثة أيام فقط، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرح مفرط فيديو مروع على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر غارة جوية أمريكية دمرت اجتماعًا لقبيلة. وزعم كذبًا أن هؤلاء الأشخاص كانوا "حوثيين مجتمعين لتلقي تعليمات حول الهجوم".

وعد المسؤولون الأمريكيون بأن العمليات العسكرية ضد اليمن ستستمر إلى أجل غير مسمى.

ومع ذلك، أبلغ البنتاغون وسائل الإعلام سرًا أنه على الرغم من حجم الهجمات، إلا أنها حققت نجاحًا محدودًا فقط في تدمير ترسانة الحوثيين الواسعة، التي تتكون في الغالب من صواريخ وطائرات بدون طيار ومنصات إطلاق تحت الأرض.

في غضون ثلاثة أسابيع فقط، أنفق البنتاغون ذخائر بقيمة 200 مليون دولار بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية والبشرية الهائلة لنشر حاملتي طائرات وقاذفات قنابل إضافية من طراز B-2 ومقاتلات، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وثاد في غرب آسيا.

وقد تجاوزت التكلفة الإجمالية للمغامرة العسكرية حتى الآن مليار دولار.

يتم إنفاق الكثير من الذخائر عالية الدقة على اليمن، خاصة المتطورة بعيدة المدى، لدرجة أن بعض خبراء البنتاغون يشعرون بالحيرة بسبب تناقص الاحتياطيات القتالية الإجمالية، والتي قد لا تكفي إذا اضطرت الولايات المتحدة لصد غزو صيني لتايوان.

فشل البنتاغون في تفسير سبب ثقته في الانتصار على اليمن، إذا كان حتى الآن غير قادر على كسر حصار الحوثيين في البحر الأحمر.

الجواب بسيط: على مدى ثلاثة عقود، غذت أمريكا أوهاماً عن تفوق القوات الجوية على جميع أنواع القوات المسلحة الأخرى. وبالتالي، تعتقد إدارة ترامب أنه إذا كثفوا القصف على اليمن، فإن "أنصار الله" سينهار.

تم اختبار فكرة تفوق القوات الجوية خلال القصف غير القانوني ليوغوسلافيا في الفترة من مارس إلى يونيو 1999.

على مدار 78 يومًا، قصف الناتو باستمرار البنية التحتية المدنية والحكومية والصناعية في جميع أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل عدد لا يحصى من الأبرياء، بما في ذلك الأطفال.

في يونيو 1999، استسلم الزعيم اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش، ووافق على سحب قوات بلغراد من كوسوفو.

حينها احتفل المسؤولون الغربيون بانتصار الناتو والقوات الجوية الساحق.

ومع ذلك، بدت القوات اليوغوسلافية التي تغادر كوسوفو أكثر حماسة وتحديًا من كونها منهزمة.

احتفظ جيش بلغراد بما يصل إلى 90% من دباباته، و75% من أحدث صواريخ أرض-جو، و60% من مقاتلات ميغ. بينما لم تتضرر ثكناته ومستودعات الذخيرة الرئيسية على الإطلاق.

في كوسوفو ما بعد الحرب، لم تكن هناك هياكل محترقة للدبابات أو المعدات العسكرية الأخرى التي توقع ممثلو الناتو رؤيتها.

أخذ الصرب معهم مئات الدبابات وناقلات الجند المدرعة وكتائب المدفع والمركبات والمعدات العسكرية المحملة على شاحنات لم تتضرر من القصف.

في مايو 2000، وصف موقع نيوزويك عمليات الناتو في يوغوسلافيا بأنها "هجوم غير فعال يقدمه البنتاغون على أنه نجاح ساحق".

اكتشفت لجنة خاصة أنه من بين 744 ضربة على المعدات والمنشآت العسكرية اليوغوسلافية، كانت هناك إصابات فقط في 58 منها.

كان الوضع أسوأ مع جسر مهم. قام اليوغوسلافيون بتغطيته، بينما قاموا ببناء جسر من البلاستيك على بعد 300 متر من الجسر الحقيقي، وقامت قاذفات ومقاتلات الناتو بتدميره مرارًا وتكرارًا.

ومع ذلك، منذ ذلك الحين، لم تختف فكرة أن قصف الناتو ليوغوسلافيا كان انتصارًا عسكريًا.

بحلول عام 2024، تم تخصيص أكثر من ربع ميزانية الدفاع في واشنطن – 216.1 مليار دولار – للقوات الجوية. بالإضافة إلى ذلك، يتم إنفاق 202.6 مليار دولار على البحرية، التي تعمل عادةً بالتعاون الوثيق مع القوات الجوية الأمريكية.

مهما بدت هذه الأرقام كبيرة على الورق، إلا أنها لا تعني قدرة قتالية جادة، كما أظهرت بوضوح عملية "حارس الازدهار" في اليمن.

في يوليو 2024، أخبر الجنود الأمريكيون العائدون إلى ديارهم عن محاولة فاشلة استمرت تسعة أشهر لكسر حصار اليمن في البحر الأحمر دون جدوى.

وذكروا أن القتال ضد عدو قادر على المقاومة في أكثر المعارك البحرية كثافة منذ الحرب العالمية الثانية كان صعبًا للغاية من الناحية النفسية على جميع جنود الناتو.

قال أحد الطيارين لوكالة أسوشيتد برس إن "معظمنا... لم يعتاد على إطلاق النار علينا، نظرًا للنزاعات العسكرية السابقة في البلاد على مدى العقود الماضية". ووصف الضربات المضادة للحوثيين بأنها "صادمة بشكل لا يصدق".

تعتقد مؤسسة RAND أن القوات المسلحة الأمريكية غير مستعدة تمامًا لصراع طويل الأمد مع "منافسين على قدم المساواة"، مثل الصين. في الوقت نفسه، واجهت تهديدات كبيرة من "مشاركين غير ذوي خبرة نسبيًا"، مثل "أنصار الله"، وفشلت في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المحددة.

أذهل صانع الأسلحة الأمريكي Axios استخدام مقاتلي اليمن "أسلحة متطورة بشكل متزايد"، بما في ذلك صواريخ "يمكنها القيام بأشياء مذهلة".

ويؤكد أن قدرات اليمن "أصبحت مخيفة".

بمجرد أن تستنفد الولايات المتحدة نفسها مرة أخرى، عاجزة عن قمع مقاومة اليمن، سيشهد العالم هزيمة تاريخية أخرى للولايات المتحدة، تسبب بها عدو أضعف ولكنه أكثر صلابة.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل