أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاهد صبحي حلس - حرب غزة وعصر التنوير المؤجل














المزيد.....

حرب غزة وعصر التنوير المؤجل


عاهد صبحي حلس

الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست حرب غزة مجرد لحظة عابرة من الألم والمعاناة، بل قد تكون منعطفًا تاريخيًا يؤذن بولادة وعي جديد، لو توفرت له شروط المراجعة لا شروط المناكفة. إنها ليست فقط حربًا بالسلاح، بل صدمة وجودية عميقة كشفت هشاشة البنية العقلية للعالم العربي، وجعلت من الأسئلة القديمة أكثر إلحاحًا:
ما العلاقة بين الدين والعقل؟
هل النص الغيبي يُلغي الفعل العقلي أم يستدعيه؟
ما حدود المقاومة، هل تقاس عظمتها بقدر ما تقدمه من دملء ام بقدر ما تحققه من اهداف ؟
هل الغرب كيان منافق أم نموذج حضاري علينا تفكيكه لا استعداؤه؟
وما موقعنا – نحن العرب – من هذا كله؟

هذه الحرب، رغم ما خلّفته من دمار هائل في غزة، ورغم ما فضحته من خذلان عربي وفقدان للتوازن الأخلاقي العالمي، تحمل في طياتها فرصة نادرة لمراجعة شاملة. لحظة من هذا النوع، بكل مأساويتها، تُعادل في عمقها الفلسفي ما مثّلته فتنة خلق القرآن في العصر العباسي من انفجار أسئلة كبرى أعادت تعريف العلاقة بين النص والعقل، والسلطة والحرية، والإيمان والتأويل.

لكن ما يُجهض هذه اللحظة ويجعلها عقيمة هو مناخ الرداءة الذي فرضته المناكفات الحزبية. لا تقتل هذه المناكفات إمكانية التأمل وحسب، بل تقود إلى حالة من الغباء الجماعي، حيث تُستبدل الأسئلة بالتخوين، والحوار بالتشويه، ويصبح الهدف ليس الفهم بل الانتصار على الخصم.
في هذا المناخ، يُتهم من انتقدوا هجوم السابع من أكتوبر بالجبن والخيانة، بل وبالحديث بلسان العدو، في حين يُتهم من اتخذوا قرار الهجوم بالتهور والغطرسة والتفريط بدماء المدنيين لأجندات حزبية أو إقليمية. لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا من هذه التنميطات الساذجة.
فالمقاومون لم يجنوا مكسبًا شخصيًا،والمنتقدون لم يكونوا انهزاميين، بل عقلانيين يبحثون في العواقب، لا في الشعارات.

غياب التأمل الفلسفي لا يعني فقط أننا نُفوّت فرصة للمعرفة، بل يعني أننا نعيد إنتاج الخطأ ذاته، ونزرع البذور لمآسٍ قادمة.
ما نحتاجه ليس انتصار خطاب على آخر، بل انبثاق وعي يتجاوز هذا الانقسام الثنائي الذي يُجرّد الطرف الآخر من إنسانيته في سبيل إثبات “صوابية الذات”.

القرآن نفسه لم يكن نصًا يُكرّس المكابرة، بل حثّ على المراجعة، وأقسم بالنفس اللوامة التي تُعيد النظر في خطاياها لتتطهر منها. أين هذه النفس في واقعنا السياسي والفكري؟
أين لحظة الصدق مع الذات التي تقول: “أخطأنا، تعالوا نفكر من جديد”؟
التاريخ لا ينتظر، والدماء لا تُمحى بالشعارات، والمستقبل لا يُبنى إلا بأدوات تفكيك الحاضر.
.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزي والبدوي: حين تصبح الهوية رهينة الرحيل


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الطائرة الصينية التي أسقطت الرافال الفرنسية في ...
- الفلسطينيون يهجرون منازلهم قسرًا بعد هدم مبانٍ في مخيم نور ش ...
- من طالبة في معهد تعليمي إلى البرقع الأفغاني.. قصة ميرا الغام ...
- حلفاء كييف الأوروبيون يوافقون على إنشاء محكمة لمحاكمة بوتين ...
- 8 عقود على انتهاء الحرب: هل تترك واشنطن أوروبا في مهب بوتين؟ ...
- سوريا.. تغريدة وزير الطاقة حول اتفاق مع تركيا تثير تفاعلا
- -واشنطن بوست-: حضور زعماء الدول عرض النصر في موسكو يمثل فشلا ...
- ترحيب حار وحديث بين السيسي وشي جين بينغ في موسكو
- المغرب.. مقتل 9 أشخاص بانهيار مبنى سكني في مدينة فاس
- حتى لو استسلموا أبيدوهم!


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاهد صبحي حلس - حرب غزة وعصر التنوير المؤجل