أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاهد صبحي حلس - الغزي والبدوي: حين تصبح الهوية رهينة الرحيل














المزيد.....

الغزي والبدوي: حين تصبح الهوية رهينة الرحيل


عاهد صبحي حلس

الحوار المتمدن-العدد: 8304 - 2025 / 4 / 6 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي يهدد الهوية الغزاوية بعد الابادة ، او ما الذي يجمع بين الغزي الذي فُجرت ذاكرته المكانية تحت الركام، وفقد بيته ومدينته ومقبرة أجداده، وبين البدوي الذي نشأ على التنقل، يتبع الماء والكلأ ويغادر دون أن يودّع؟

الجواب: غياب الجذور، وتحوّل المكان إلى محطة لا مرسى.

فالبدو الرحّل ينظرون إلى المكان كوسيلة للبقاء لا كحاضنة للانتماء. لا يرتبطون بالأرض كرمز أو ذاكرة، بل كوظيفة؛ ما دام العشب يابسًا والماء ناضبًا، فلا مبرر للبقاء. هذه العلاقة الهشة بالمكان تمتدّ نحو العلاقات الاجتماعية ذاتها، فيصبح التنقّل في المشاعر والعلاقات شبيهًا بالتنقل في الصحراء: لا عهد ثابت، ولا جذور، فقط ما تقتضيه الضرورة، "الاعراب اشد كفرا ونفاقا" وصف قرآني لهم ، ليس بسبب صفة عرفية جامعة انما بسبب نمط معيشي جامع. اساسه الترحال والافتقار الى العلاقة المستقرة مع المكان. .
والسؤال المرير اليوم: هل تتجه غزة نحو هوية بدوية قسرية؟

الجيل الجديد في غزة، الذي عاش الانقسام ثم الحصار ثم الإبادة، ينشأ في واقع يسلبه معنى “الوطن” كفضاء ثابت؛ فالبيت خيمة مؤقتة، المدرسة أنقاض. الشارع خطر. الحياة نفسها تبدو مؤقتة، مؤجلة، متحفزة للهجرة عند أول فرصة.

جيل يجلس على ركبة ونصف، لا يخطط للغد إلا بوصفه طائرة قد تهبط به خارج الجحيم. في مثل هذا السياق، تتآكل الثقة، وتضعف فكرة الالتزام، وتتشكل أخلاقيات جديدة تقوم على النجاة لا على الوفاء، على المصلحة لا على الاستقرار، ( قصة زمن الاشتباك او الصغير بذهب الى المخيم لغسان كنفاني تحمل فكرة مشابهة عن تشكل مثل هذه النوع من الاخلاقيات بعد الاقتلاع والتشرد واللجوء ) تمامًا كما تشكّلت لدى البدو بفعل علاقتهم المتوترة بالمكان,
،
لكن هذا ليس قدرًا محتوماً، بل نداء استباقي:
إذا لم يُعاد إعمار الذاكرة، لا فقط الجدران،
وإذا لم تُزرع الجذور في الأرض والوعي،
فإن غزة ستنجب جيلا بلا ظلال، لا يتذكر ولا ينتظر، فقط يرحل.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية
- حروب المناخ كارثة قادمة .. أن تشن إعصارًا فيردّ العدوّ بتسون ...
- ترامب: ما يحصل في غزة مفجع ومؤسف وعار
- لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاع ...
- ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وحماس تشترط -وقف التجويع- لاستئناف ...
- سرايا القدس تبثّ -رسالة أخيرة- لأسير إسرائيلي في غزة: -أموت ...
- تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
- مفاوضات سوريا وإسرائيل: خلاصة الأخطاء والدروس
- مسرح أوروبا الدموي يعود من جديد
- مصر تعتبر المظاهرات أمام سفاراتها لا تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاهد صبحي حلس - الغزي والبدوي: حين تصبح الهوية رهينة الرحيل