واخيرا وليس آخرا ، وكما كنا ننتظر على احر من الجمر ، فقد فعلها الغزيون !! الحلقة 2

صبحي خضر حجو

الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الحلقـــة الثانيـــــة
* ان الخطأ الكبير جدا ، الذي تقع فيه هذه الفصائل ، هوادخال فكرة خطيرة وقديمة ومستمدة من القرآن في اذهان جميع افراد حماس والجهاد وغيرهم والتي تقول ، من ان الله لابد ان ينصرهم !!، او انه سيأتي الى نصرتهم في يوم ما !! متى واين وكيف ؟؟ لا احد يستطيع ان يجيب على الفكرة الفنتازية !!! ومجرد وجود قناعة قوية بمثل هذه الفكرة ، فانها تشجعهم على التحمل والاستمرار على المقاومة مهما كانت النتائج ،خاصة اذا كانوا موعودين من الله والرسول والقرآن ، في حالة استشهادهم باستقبال حور العين لهم في الجنة الموعودة ، وكل شيئ سيكون على ما يرام ، وسيتوفر كل ما يحبونه ويشتهوه !!
والطامة الكبرى تكمن في الشعب المتدين هو مؤمن ايضا بهذه المقولة ، وهذا ما لا يساعد على نشوء معارضة داخلية قوية في مثل هذه الحالات ، وبالتأكيد ستكون نتائجها وبالا عليهم ومدمرا لهم جميعا وكما حصل الان !!.
* اذا كانت حجة حماس ان ما قامت به ، كان له هدفين بالاساس : الاول المطالبة باطلاق سراح الالاف من المعتقلين والموقوفين والاسرى المتواجدين في السجون الاسرائيلية ،!! والثاني هو تحريك القضية الفلسطينية في الساحة الدولية . ولم يكن في بداية الامر هذا الشعار " الثاني " مطروحا بالاساس ، ولانهم اصلا لايؤمنون بمثل هذه المطاليب ، لا بل اذا ما قامت بها السلطة الفلسطينية مثلا فانها ستحاول ان تؤدها في مهدها ، وحسب ما نصحوا به قادة حماس فانها اضافت هذا المطلب الى قائمتها فيما بعد
والغريب في هذا كله ، انه لا نعرف كيف نحلل هذا الامر وهي مسألة محيرة فاذا حسبناها من الناحية الحسابية فان هناك خطأ في الموضوع !! اذا كان كل ذلك العمل ( الجريمة ) الذي قامت به حماس هو من اجل اجبار اسرائيل على اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين !! ولهذا قاموا بهذا العمل وقتلوا واسروا اسرائيلين ومعهم اجانب !! والنتيجة كانت مروعة لا بل مرعبة : ان يقتل اكثر من 70,000 أنسان فلسطيني !! واكثر من 120,000 جريح ومعوق لتحقيق هدف " عظيم " اطلاق سراح لا اكثر من ( 10,000 ) اسيرومعتقل فقط !!! هل سمعتم او قرأتم حتى في اعماق التاريخ هكذا" حسبة " او بالاحرى جريمة يقترفها من يدعي بانه حريص على شعبه واسراه ومعتقليه ؟؟ انا شخصيا لا اجد اي تفسير سوى ان قيادة هذه المجموعات ما هي الا عصابات مافيا تتاجر بدماء الغزاويين وتأتمر باوامر جهة ما ( ولا استطيع ان اقول دماء شعبها ) لانهم لا يمثلون هذا الشعب وبصراحة شديدة ما هم الا من اشد اعدائه !!!
الشيئ الاخر الجدير بالذكر والذي آلمني كثيرا ، ان نشاهد التمثيلية التي عرفت كيف تضعها حماس وتخرجها وبكفاءة عالية ! بحيث عبرت على او بالاحرى خدعت بها اسرائيل نفسها !
2
ان قضية الاسرى ، والتي حولتها امام العالم كله الذي كان يتابع الاحداث ساعة بساعة من خلال وسائل الاعلام الى نصر لها (هههه )ولم تخجل قط من هذا الامر ، من خلال الاستعراض الذي كانت تقوم به شرطتها ولباسهم الموحد والاسلحة الموحدة ايضا ، وكانت بهذا الاستعراض تحاول ان تخدع الناس وكأـنها تقوا شاهدوا انني رغم ما جرى ، من كوارث فانني ما زلت قوية كالسابق وانا السلطة المسيطرة والنافذة هنا في غزة !! هذا الانطباع الاول الذي حاولوا ايهام الناس والغزاويين بشكل خاص به .
الشيئ الاخر : ان حماس حاولت ان تعطي انطباعا قويا لدى المجتمع الدولي واسرائيل واميركا بشكل خاص ، من انها تتعامل ورغم الذي حدث من منطلق التساوي في الحقوق وعلى قدم المساواة مع
الجميع كجهة رسمية ويحسب لها حساب !! وهي على" قد الامر " كما يقال شعبيا وتتعامل بكفاءة بمستوي" دولي معترف به "هذا ما حاولت حماس ان تظهره للدول بطريقة تصرف شرطتها ، وحضور ممثليها الى القاهرة والدوحة ولقاؤهم مع الممثلين العرب والاسرائليين والاميركيين وتصريحات ممثليهم ، والمضحك والمبكي في الامر ان ممثلي حماس احيانا كانوا يدللون انفسهم برفضهم بعض المقترحات او ابداء ملاحظاتهم ، وحتى كانت بعض الجلسات تتعطل بسبب مواقفهم
المتحفظة او الرافضة !!! يعني كانوا يقولون نحن هنا وانتم ما زلتم بحاجة لنا من منطلق فرض الامر الواقع عليهم !! وهو يمثل قمة الغرور القاتل .
وانا اقول وانضم الى بعض الاصوات التي كانت تقول ان المفاوضات مع حماس مع هو الا اعتراف قوي بها وبقوتها ومكانتها ، وان اسرائيل كل ما قامت به من جرائم بحق اهل غزة كأنه ذهب سدى ما دامت حماس موجودة !! و فضلا عن انه اصبحت لها مكانه دولية،!! وانها اي اسرائيل رغم ما صرفته من اسلحة واموال وخسارتها لسمعتها في المحافل الدولية ، وكما اعترف الكثير من المسؤولين الاسرائليين والدوليين من ان اسرائيل لم تكسب الحرب وكأنها لم تحقق اي مكسب عسكري!!! لان جل هدفها كان القضاء على حماس ، وتبين لها انه بعد الجهد الجهيد وكل ما ذكرناه سابقا فانها مضطرة للتعامل معها وعلى قدم المساواة !!

كما ان حماس استثمرت لابعد الحدود قضية اطلاق سراح الاسرى والمعتقلين " المطلب الاول لها " وكانت تحاول ، ان تستعرض استقبالهم وتحشيد الجماهير لهذا الاستقبال وتريد ان تبين وتثبت للناس بانه لولاها هي اي" حماس " لما تمتع هؤلاء المطلق سراحهم وعوائلهم واقرباؤهم بهذه النعمة
والحرية !! والافراح التي جاءت في ظرف هام لهؤلاء بعد اكثرمن عام من معاناة هائلة لم يكن لها مثيل واللقاء وهذه الافراح التي لم تكن متاحة لولا حماس والمتحالفين معها !!
بالتأكيد الذي كان له ضمير وحس انساني ايضا فرح لهؤلاء المطلق سراحهم ، وليتمتعوا بعد معاناة لسنوات طويلة مع عوائلهم ومحبيهم ، ولكن مع الاسف الشديد انطلقت " حيلة وخداع " حماس على الجميع ، ووضعتهم بوضع يجب ان يعبروا عن سرورهم وافراحهم واحيانا بشكل مبالغ به ، بحيث جعلتهم في ذروة الافراح .
ان ثمن هذه الافراح كان غاليا جدا جدا ، وكان عليهم اي المطلق سراحهم واهاليهم وعوائلهم مراعاة هذا الجانب ، وان يرفضوا الاحتفالات التي قاموا بها او فرضت عليهم ، وكان عليهم مراعاة اهالي الشهداء الذين كانوا سببا في اطلاق سراحهم !!!
نهاية الحلقة الثانية
يتبــــــــع

#صبحي_خضر_حجو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل