|
التحول ، او الانقلاب الفكري الهام والكبير الذي حدث لدي !! في تقييم الحوادث الكبرى ك ( ثورة اكتوبر الروسية عام 1917 ، ثورة 14 تموز العراقية ، والثورة الكوردية )
صبحي خضر حجو
الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 10:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحلقة الـ 8 وقد رأينا وتلمسنا نحن بالذات مثل هذه التجربة ، مرارا وتكرارا ، عندنا في العراق !! اذ بعد التغيير الذي حدث وسمي بـ " ثورة 14 تموز " وحكم عبد الكريم قاسم ، وبعد فترة وجيزة من الوقت ، تمكتت ، القوى والمجموعات البرجوازية والاقطاع ورجال الدين ، من استعادة هيبتهم السابقة ، بعد الضربة الهائلة التي تلقوها بالتغيير الذي حدث ، واستطاعوا بكل سهولة من استخدام نفوذهم وتأثيرهم في مختلف دوائر الدولة ، مستخدمين تـأثيرهم المعنوي القديم والذي لم تستطع السلطة الجديدة من ازالته من نفوس الناس تماما ، لضعف اجراءاتها ، وانشغالها بالخلافات الحزبية وقمع المؤامرات التي كانت اساسا تقوم بها تلك القوى بعينها !!، والشيء المهم كان انشغال عبد الكريم قاسم بتوطيد حكمه ودكتاتوريته الجديدة ، بخلاف ، ما كان قد تم الاتفاق عليه ، من ان يحكم لمدى سنتين ويقوم بتهيأية الاوضاع ةاعطاء حرية تشكيل الاحزاب ، ويسلم الحكم للقوى المدنية بعد انتخابات نزيهة . نعم ، تمكنت تلك القوى ان تدير مقود الدولة باتجاه مغاير تماما لما قام من اجله ذلك التغيير !! وبعد ازالة حكمه ، بانقلاب اسود دموي من قبل القوى القومية في شباط عام 1963 ، واعدامه ، لم يدم الحكم للبعثيين الذين انقلبوا على حلفائهم القوميين ، وقد شعر القوميون بالمهانة لانقلاب البعث عليهم ، وخيانتهم بتلك الطريقة ، فقاموا هم ايضا بالانقلاب عليهم وتم طردهم من الحكم بواسطة حليفهم عبد السلام عارف ، ولكن لم يدم الحكم لهم طويلا ، اذ اعاد حزب البعث ،الكرة بانقلاب ابيض في تموز ايضا من عام 1968 ، وفي هذه المرة رأينا كيف اعاد البعث والذي انفرد بالسلطة ، التجربة العالمية في التوسع الحزبي ومن ثم التوجه نحو التفرد في السلطة والدكتاتوية في الحكم . والتخلص بطريقة اجرامية من القياديين والكوادر الحزبية التي كانت افضل من من مسكوا السلطة بايديهم واسنانهم ، ولم يتركوها الا وقد حولوا العراق الى خراب .!!! راينا تفاصيل التجربة ، في التوسع الحزبي اعتمادا اول الامر على المؤيدين لهم ، ومن ثم عامة الناس ، وقد كانت فرصة هائلة لكل الانتهازيين للولوج للحزب وكسب النفوذ والدرجات ا لحزبية والوظيفية ايضا . وقد تلمسنا ذلك ايضا ، في الاحزاب الكردية التي كانت معارضة للنظام العراقي ، ورفعت السلاح تقاتل لسنوات كثيرة من اجل حقوقها " وحقوق " شعبها "، اذ سرعان ما طبقت هذه التجربة بحذافيرها وزيادة عليها بعض الشيئ ههههه !! ، وراينا لمرات كثيرة كيف ان القوى المعارضة لها والذين ساهموا بقوة في القتال الى جانب السلطات الدكتاتورية ضد البيشمه ركة والثورة عموما ، وساهموا بقتل وانتهاكات كثيرة ضد المواطنين الاكراد ، وفد كان بعضهم من هؤلاء الجحوش ولو بنسبة قليلة يساعدون الثوار ببعض العتاد او يوصلون لهم بعض المعلومات عن تحركات قطعات الجيش أ!! وكانوا يطلقون علىهم اسم " الجحوش " وكان هؤلاء يستعيدون مكانتهم ، عند قادة " الثورة وحزبها " بعد كل استراحة قتال او مفاوضات بين " الثوار " والسلطات ، ويتحولون الى جزء هام من السلطة الجديدة والحزب الحاكم الجديد !!! وينقلب الامر بشكل دراماتيكي مضحك ومبكي ، في نفس الوقت ، اذ ان الجحوش " او المرتزقة ، يبقون جزءا ، من السلطة والحزب الحاكم الكردي طبعا ، كما قلنا انفا ، ويتحول الثوار تدريجيا ، الى مشردين غريبين كل الغربة عن الثورة ومكاسبها ـ وتكون الحظوة والمال الوفير للمرتزقة ، ويعطى الفتات للثوار ، الذين قاتلوا لسنوات طويلة ، وضحوا بكل شيئ ، بما فيها ارواحهم وعوائلهم ومستقبل ابنائهم ايضا !!!! نتيجة اخلاصهم اللامتناهي " للثورة العتيدة " كيف خسروا مستقبل ابنائهم ؟ طبعا كانوا هؤلاء الثوار " المكاريد " التعبانة والمغلوبين على امرهم من اشد الناس فقرا واملاقا ، ومن اخلص الناس لـ " ثورتهم " هم وعوائلهم ولان الحركة دامت سنوات كثيرة ، ولم تكن هناك مدارس في المناطق التي كانت تحت قيادة الحركة، ولم تكن تلك القيادة لتشجع الناس للتعلم اصلا . وكذا حرم الالاف من ابناء وبنات المنتمين للحركة من التعليم ، والكثير منهم كانوا اميين !! بينما ابناء "الجحوش والمرتزقة " الذين كانوا يقيمون في المناطق الخاضعة للنظام ، درسوا وتعلموا ، والغالبية منهم تخرجوا من الكليات والجامعات ، وبمختلف الاختصاصات !!! والمضحك في هذا الامر ، ان نجاح الحركة ، والذي جاء بسبب او نتيجة الانتفاضة الآذارية للشعب العراقي ، ومن ضمنه الشعب الكردي ، حيث بدأت من مدينة رانية وامتدت وانتشرت كالنار في الهشيم ، ومن بعدها تم اقامة الاقليم بمساعدة الامريكيين وحلفائهم ، وتشكيل حكومة للاقليم ، وقيام تلك الحكومة ، وتحت ضغط الحاجة للبناء والاعمار ايضا ، ان يتم اللجوء لابناء هؤلاء المرتزقة ، وتعيينهم في وظائف الاقليم المختلفة ، وتمت الاستعانة بأبناء " الثوار الاشاوس "، لاشغال الوظائف التي تتناسب وامكانياتهم البسيطة ، كـ فراشين ، كناسين ، حراس للمدارس او المستشفيات و... الخ ، من الوظائف المتدنية في مفهوم الناس ، ومتدنية في رواتبها وامتيازاتها ايضا . !!! وكنا ، نحن الشيوعيون العراقيين ، وفي الكثير من الاوقات ـ في مناقشاتنا لتجربة تموز ، كنا نحمد الله ونشكره ، لانه لم يتح لنا ان نستولي على الحكم ، ويفسح بذلك المجال للانتهازييين الذي كانوا سيدخلون الحزب ويغيروا كل شيئ فيه ، وكنا نتوقع ان يعملوا ويقيموا المجازر وباسم الحزب ، وكانت ستكون الطامة الكبرى التي ستقع على الحزب ، بحيث كانت تلك الافعال عالقة بالحزب وباسمه لعقشود كثيرة ، ولنا خير مثال احداث مدينة الموصل التي قام بها الانتهازيون من كل الاطراف بالنهب والسرقة والقتل والسحل ايضا ، ولان الحزب الشيوعي كان قد تصدى لمؤامرة الشواف دفاعا عن حكم قاسم ، ولان الحزب الشيوعي كان يقود الجماهير لوأد التمرد ، ولان الحزب انذاك لم يكن مسيطرا على الوضع بشكل جيد ، ولقلة خبرة القيادة الشيوعية ، في المدينة انذاك .
#صبحي_خضر_حجو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التبدل ، او بالاحرى الانقلاب الفكري الذي حدث لدي !! في تقييم
...
-
التبدل او بالاحرى الانقلاب الفكري الهام والكبير الذي حدث لدي
...
المزيد.....
-
إخلاء نحو 200 راكب من طائرة بوينغ اشتعلت النار فيها على مدرج
...
-
عاجل: قتيلة وعدة إصابات في عملية إطلاق نار ببئر السبع
-
إقبال متفاوت في انتخابات ينافس فيها سعيد اثنين أحدهما بالسجن
...
-
السفير التركي يقارن الجيش المصري بالجيش التركي
-
الدفاع الروسية حول تطورات محور كورسك: تحييد 200 جندي أوكراني
...
-
فيتسو يكشف سبب استمرار النزاع الأوكراني
-
وزير خارجية رواندا: الكونغو رفضت توقيع اتفاق لإنهاء صراع حرك
...
-
البن الأوغندي.. شهرة عابرة للحدود ومذاق يكتسب شهرة عالمية
-
-لن أذهب إلى كانوسا-.. تبون يستبعد زيارة فرنسا
-
من واينستين إلى -ديدي- الجرائم الجنسية تهز قطاع الترفيه مجدد
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|