سعدية ، اسيا خولة عبد الهادي

مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 20:49
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

سعدية رواية لاسيا خولة عبد الهادي، تقع على متن ٢٣١ صفحة من القطع المتوسط وهي من اصدارات دار الايام للنشر والتوزيع في الاردن سنة ٢٠١٥.

رواية اجتماعية ونسوية وتربوية بحتة، كتبت بلغة بسيطة وسلسة، تسلط الضوء على حياة ابناء الطبقة الفقيرة من ابناء المخيم، فتلتقط صور الفقر والاكتظاظ والمدارس والحكمة والبيوت وطباع وعادات اهل المخيم من نبل وصدق والتزام الاصول واكرام الضيف ومساعدة الاخرين والتكافل والتضامن والامانة وشيوع قلة الامكانيات والعوز ببن ابناء المخيم...

تتحدث الرواية أيضا عن اضطرار الطبقات الفقيرة في المخيم للتخلي عن بعض المثل والمبادئ من أجل الحصول على المال ولقمة العيش، فيقعون فريسة تجار البشر وهذا ما يحصل مع ابو محمد الذي يضطر لبيع كليته طمعا في عيشة واحوال افضل من التي يغرف فيها، فيبيع كليته في بلد مجاور عن طريق احد سماسرة المخيم، وتنتج مضاعفات تكلفه كليته الاخرى وكل مبلغ البيع للكلية الى ان يتوفى ، فتضطر زوجته ام محمد للعمل في النظافة وكمشرفة نظافة في المدرسة، والتي تستقطب اليها جارتها الشابة سعدية والتي ستحتل من الان وصاعدا صفحات الرواية بكل جدارة واستحقاق، ومع هذا الاستحقاف تبدأ شخصية بطل الرواية بالصعود والنمو حتى تبلغ ذروتها بوفاة احمد وزواج سعدية من بعده..

سعدية بطلة الرواية ابنة المخيم البارة والاصيلة فتاة بسيطة لما تحلفها الظروف لاكمال تعليمها فتصطر للعمل خادمة في البيوت مقابل اجر زهيد، فتعمل لدى اسرة ام محمد في المخيم، ثم تعمل آذنة في مدرسة وعاملة في المنازل لدى الطبقات الغنية خارج المخيم.

في عملها في المدرسة او البيوت خارج المخيم تتفاجأ بمظاهر الترف والانحراف والاسراف والتبذير، وهي القادمة من مجتمع لا يعرف سوى الفضيلة والسعي للرزق الحلال. فترفض هذا المنطق وتتمرد علية وتعود الى بيتها.

ورغم الكسب الوفير والمغريات تترك سعدية كثيرا من ابواب الرزق حفاظا وانتصارا لكرامتها ومبادئها، وتقول سعدية لزوجها «أحمد»، كنترول الباص الذي ينتهي به الامر صريعا نتيجة دهسه: «الفساد يا أحمد، مرض معدي ينتقل الى معظم من يحيطون بالفاسد. وأنا لا اريد ان أصاب بهذا المرض. ولهذا قررت أن أترك. والله يغنينا عن الحرام».

كما تتحدث الرواية عن المعذبين في المخيمات، وعن الهجرة القسرية، وعن حق العودة، وحق الرفض، وأيضاً عن اضطرار الطبقات الفقيرة للتخلي عن بعض المثل والمبادئ من أجل الحصول على المال وقوت يومهم، فيقعون فريسة تجار البشر، كما ناقشت الرواية مشاكل المدارس والجامعات وانخفاض مستوى التعليم فيها، وشيوع المفاسد وانتشار المخدرات بين طلبة المدارس والجامعات، كما سلطت الضوء على النهب والفساد الذي يجري ويرتكب بحق البلاد واقتصادها موردة بعض الامثلة على مظاهر الفساد والافساد مثل ماجرى في سوق الأسهم، وغير ذلك من مظاهر غياب العدالة الاجتماعية مثل دور الواسطة في حرمان أصحاب الحقوق من حقوقهم.

بقي ان نشير الى سيرة الكاتبة اسيا خولة عبد الهادي:
هي آسيا «خولة» سعيد رمضان عبد الهادي. ولدت في سنة 1948 في بلدة سَلَمَة قرب يافا. أنهت دراستها الثانوية العامة في مدرسة البيرة الثانوية سنة 1966، درست سنة واحدة علم الاجتماع في جامعة دمشق، وسنة واحدة أدب عربي في جامعة بيروت العربية، وبعد ذلك التحقت بكلية الحقوق في الجامعة نفسها، إلا أنها لم تكمل الدراسة الجامعية وانقطعت عنها بعد ثلاث سنوات من الدراسة.
ثم انتقلت إلى الكويت وعملت في عدد من شركات النفط من 1966 حتى 1983. اشتغلت بالصحافة وكتبت زاوية يومية في كلٍّ من صحيفة « القبس» من 1978 حتى 1983، وصحيفة «الأسواق» الأردنية خلال صدورها ولمدة 3 سنوات. هي عضوة في رابطة الكتاب الأردنيين.
وصفها الناقد شعبان عبد الحكيم محمد بأنها «ملتزمة في كتاباتها الروائية بقضية وطنها وقضايا الإنسان العربي...».

مؤلفاتها
من رواياتها :

«الحب والخبز»، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت، 2006.
«الشتاء المرير»، دار دروب ودار اليازوري العلمية، عمّان، 2011 .
«غرب المحيط»، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2012 .
«ذكريات وأوهام»، دار الأيام للنشر والتوزيع ، 2015.
«سعدية»، دار الأيام للنشر والتوزيع، 2016 .
«دولة الكلاب العظمى: حكايات زمن العولمة»، الآن ناشرون وموزعون، 2017 .
«حكايات المطر»، الآن ناشرون وموزعون، 2020.
من مجموعاتها القصصية:

«سنوات الموت»، دار اليازوري العلمية، عمّان، 2007
ولها أيضًا:

«بكاء المشانق - ملحمة فلسطينية»، دار الأيام للنشر والتوزيع، 2015 .

#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل