مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم الخامس 5-8

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *

يلينا بانينا
سياسية روسية
عضو البرلمان الإتحادي
مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد

8 فبراير 2025


5) يالطا-45، اليوم الخامس: تشرشل يستشيط غضباً - لقد بدأوا يتحدثون عن المستعمرات!

في اليوم الخامس من مؤتمر يالطا، تم النظر في مسألة من سيتم قبوله في عضوية الأمم المتحدة، على وجه الخصوص. كان موقف ستالين لا لبس فيه: "الأمم المتحدة" هي مجموعة دول التحالف المناهض لهتلر وتلك التي دعمتها.

لفت ستالين انتباه روزفلت وتشرشل إلى حقيقة أنه إذا لم تقتصر الدعوة على الدول التي أعلنت الحرب على ألمانيا، وتلك الدول التي "انضمت" إليها، فسيكون من المخزي أن تجلس الدول التي حاربت ألمانيا بالفعل بجانب تلك التي "ترددت ومارست الخداع أثناء الحرب".

▪️ ماذا كان يدور في خلد ستالين؟
أولاً وقبل كل شيء، تركيا، التي نظرت قيادتها في عامي 1941-1942 بجدية في سيناريو الدخول في الحرب إلى جانب الرايخ الثالث. "الرحلات" التي نظمتها القيادة الألمانية للجنرالات الأتراك إلى الجبهة الشرقية معروفة على نطاق واسع. انتهت إحدى هذه الرحلات باجتماع بين العسكريين الأتراك وهتلر، وبعد ذلك أبلغوا رئيسهم: لم يبق من روسيا سوى الثلج.

في عام 1942، نقلت تركيا مجموعة قوامها 750 ألف جندي إلى الحدود السوفياتية، استعدادًا لمهاجمة منطقة القوقاز. وبعد أن تجاوز كل المحاذير، أخبر رئيس الوزراء التركي ساراجو أوغلو السفير الألماني أن الشعب التركي، كما يقولون، لم يحلم إلا بتدمير روسيا لقرون. ومع ذلك، فإن هزيمة جيش باولوس في معركة ستالينغراد سببت صدمة للقيادة التركية التي أفاقت على واقع جديد. وظهر المزيد من الواقعية بعد معركة كورسك.
ومنذ بداية عام 1944، بدأت القيادة التركية في "الزحف بعيدًا" ببطء عن برلين وتطبيع العلاقات القديمة مع لندن.

▪️ وهذه هي النتيجة: في يالطا، ألقى تشرشل خطابًا فخمًا حول الحاجة إلى "فهم ومسامحة" تركيا. نعم، يعترف بأن تركيا لم تساعد الحلفاء بأي شكل من الأشكال ولم تدخل الحرب إلى جانبهم حتى بناءً على طلبه، تشرشل. ولكن أنقرة دخلت في تحالف مع لندن قبل بدء الحرب، في وقت خطير للغاية، هل تفهمون؟

لهذا السبب يطرح تشرشل سؤالاً بلاغياً: ألا ينبغي منح الأتراك الفرصة للتوبة على فراش الموت؟ وبالتالي يحاول حماية تركيا من المطالب السوفياتية المتوقعة - على سبيل المثال، المرور الحر للأسطول الروسي عبر مضيقي البوسفور والدردنيل وعودة الحدود إلى خط أغسطس 1914.

في هذا الخصوص، قرر ستالين عدم الجدال مع تشرشل، مشيرًا فقط إلى: "يمكن دعوة تركيا إذا أعلنت الحرب على ألمانيا قبل نهاية فبراير". من الواضح أن الزعيم السوفياتي قرر التعامل مع أنقرة على المستوى الثنائي.

ولكن فيما يتعلق بإسبانيا، التي كانت تحت حكم نظام فرانكو، تم اتخاذ قرارات صعبة - لم يُسمح لفرانكو بالانضمام إلى الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية الأخرى.

بعد أن حقق "مغفرة" لتركيا، تلقى تشرشل "طعنة في الظهر": بدأ الشركاء الأمريكيون فجأة في الحديث عن "الوصاية على الشعوب المستعمرة والتابعة". "عندما سمع تشرشل كلمة "مستعمرات"، فقد أعصابه - كان "في حالة من الإثارة الشديدة"، كما هو مذكور دبلوماسياً في محضر المفاوضات.
إنه، تشرشل، يعترض بشدة على مناقشة هذه القضية بالذات!

"بينما يرفرف العلم البريطاني فوق أراضي التاج البريطاني، فإنه لن يسمح بعرض أي قطعة أرض بريطانية للمزاد بمشاركة 40 دولة! لن يتم وضع الإمبراطورية البريطانية أبدًا في قفص الاتهام في المحكمة الدولية بشأن قضية "الوصاية" على الدول الصغيرة!" - أعلن تشرشل أمام المجتمعين.

وردًا على ذلك، تظاهر الأمريكيون بأنهم أسيء فهمهم: قالوا إنهم يتحدثون فقط عن المستعمرات التي سيتم انتزاعها من دول المحور.
في المرحلة الأولى، كان الأمر كذلك. ومع ذلك، أظهر مسار الأحداث العالمية اللاحق أن تشرشل فهم كل شيء بشكل صحيح - كان "الأخ الأكبر" الأمريكي يستعد بالفعل "لنزع ملكية" البريطانيين وحرمانهم من ممتلكاتهم الاستعمارية. ثم تحويلها إلى مستعمرات اقتصادية خاصة به تحت نير الدولار.

▪️ اليوم، يقف العالم على أعتاب جولة جديدة من مناهضة الاستعمار - التحرر من الهيمنة الأمريكية. ومن المهم للغاية في هذه الحركة النبيلة للجنوب العالمي بعيدًا عن قيود السلام الأمريكي، ألا يتسلل "المساعدون" من لندن، المستعدون لتقديم قيود أكثر أناقة، إلى ثقته مرة أخرى.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل