أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الطائفية السياسية بين سوريا والعراق














المزيد.....

الطائفية السياسية بين سوريا والعراق


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8256 - 2025 / 2 / 17 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعتقد أن تشبث السلفيين الجهادين بزعامة الجولاني /الشرع برفض التقسيم الطائفي والعرقي للحكم والمجتمع السوري لا يعني إنهم وطنيون ديموقراطيون بقدر ما يعني من باب أولى تشبثهم بزعامة الطائفة الأكبر وفرض سيادتها على باقي الطوائف والإثنيات تحت شعار رفض التقسيم الطائفي والإثني! وعلى الرغم من ذلك فهذه المناسبة تقدم لنا صورة واضحة عن الدور التخريبي والمدمر الذي لعبه الساسة الطائفيون وخاصة الشيعة والكرد من حلفاء الاحتلال الأميركي سنة 2003. وحتى هنا فرفض الساسة السُّنة العراقيين للطائفية السياسية التي تأسس على أساسها نظام حكم ودستور المكونات تحت ظلال الاحتلال الأجنبي قبل أن يلتحق هؤلاء -الساسة السنة - بالعملية ويمنحوها الشرعية المجتمعية الكاملة لم يأت من دوافع وطنية في العمق بقدر ما كان دافعه الأرأس الحفاظ على الهيمنة الطائفية العريقة والتي دامت طوال عهد الدولة العراقية الحديثة باستثناء حكم الخمس سنوات من الحكم القاسمي.
الطائفية السياسية ليست كيانية مجتمعية ومؤسسية صلبة وثابتة بل هي نمط من العلاقات التي تنظم حركة وبناء مؤسسات الحكم. وعلى هذا يخطئ الذين يبشرون بنظرية فاسدة تقول: "هذه هي مجتمعاتنا وهذه هي حقيقتها: إنها طوائف وعرقيات متذابحة طوال التاريخ ويجب تنظيم حكمها بتنظيم حصصها في الحكم"! فهذه الأكذوبة يفضحها أولا؛ أن هذه المجتمعات لا تختلف عن المجتمعات التي أخذت بأنظمة الحكم اللاطائفية بل وحرمت الطائفية السياسية. فهي مجتمعات مكونة هي الأخرى من طوائف وعرقيات وأديان عديدة ولا نكاد نجد مجتمعا واحدي التكوين من روسيا شرقا التي توصف بحديقة الأديان والطوائف واللغات وحتى الكونفدرالية السويسرية القائمة على مناصفة إحصائية مجتمعية بين الكاثوليك والبروتستانت وذات الحكم الديموقراطي العلماني بلغاته الرسمية الأربع وكانتوناته شبه المستقلة الستة وعشرين. ويفضحها ثانيا؛ أن هذا التقاسم الطائفي والعرقي هو ليس إلا تقاسم لغنائم الحكم والمال العام بين الحاكمين الفاسدين كما تجلى في التجربة العراقية وليس لخيرات البلد بين أبناء الطوائف أو من يمثلها حقيقة حيث من الصعب أن يمثل أحد ما مكونا مجتمعيا قلقا كالطائفة أو العرق القومي.
ما يجري في سوريا كما أعتقد هو الوجه الآخر لما جرى في العراق ففي الأولى يجري تثبيت هيمنة الطائفة الأكبر "العربية السنية" تحت شعارات "وطنية" وسيستمر اضطهاد الغالبية بمن فيهم الكادحين من "العرب السنة" باسم هذه الشعارات وفي الثاني -العراق - جرى تقسيم المجتمع بين ساسة طائفيين فاسدين تحالفوا مع الاحتلال الأجنبي ودمروا الدولة والمجتمع وحولوهما إلى حصص غنائمية لهم ولمحازبيهم، وسيستمر الحال على ماهو عليه في البلدين حتى يقيم الشعب حكما ديموقراطيا مساواتيا.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا المستقلة أم ولاية -شام شريف- التركية مجددا؟
- ترامب معتوه وخَطِر -مسودن وبيده فالة-!
- خطاب المالكي الأخير ومأزق حكم الطائفية السياسية في بلد تعددي ...
- أكذوبة الوحدة الإبراهيمية: حول الفرق بين إبراهيم التوراتي وإ ...
- ثلاثة قوانين في سلة برلمانية واحدة نصب واحتيال
- رجل السلام يهدد بإحراق العالم وعلاجه الوحيد المقاومة
- التطبيع مع الطائفية السياسية كالتطبيع مع الصهيونية
- العدو لم ينتصر والمقاومة لم تُهزم
- الطائفي المقنع أخطر من الطائفي الصريح!
- صعود الهويات الفرعية الطائفية في ظل الهيمنة الغربية
- زنوبيا في المصادر التأريخية القديمة والأدلة الأركيولوجية
- العلم السوري في مراحله التأريخية وتحولاته الثمانية
- يزورون الجولاني بوفد حكومي ثم يعتبرون زيارته وصمة عار!
- الحدث السوري: حين يتحول الباحث الرصين إلى محرض بائس!
- رداً على مزاعم الجولاني في لقائه مع (بي بي سي)
- أبو محمد الجولاني -أحمد الشرع- في سطور: قتال العراقيين زعيما ...
- الحدث السوري في سياقاته التأريخية: فلسطين قدر سوريا!
- الحدث السوري والأمل أقوى
- قائد معارض سوري مسلح: نسعى إلى السلام مع إسرائيل وممتنون لها
- ترامب؛ ملاكُ سلامٍ في أوكرانيا وشيطانُ جحيمٍ في فلسطين!


المزيد.....




- شاهد.. سفينة حاويات ضخمة تقتحم حديقة منزل في النرويج بعد جنو ...
- نتنياهو يشعل تفاعلا بتشبيه هتاف -فلسطين حرة- بالتحية النازية ...
- طالبان تجري محادثات مع روسيا والصين لإتمام المعاملات التجاري ...
- مؤسسة غزة الإنسانية-... شكوك وتوقعات بالفشل أمام خطة ترامب
- تقرير أمريكي: كوريا الشمالية في -أقوى موقف استراتيجي- منذ عق ...
- فضيحة تلوح في أفق الولايات المتحدة مع مرض جو بايدن
- ترامب سيغطّي أمريكا بقبّة ذهبية
- على حد شفرة
- إضافة بسيطة إلى طعامك قد تحد من استهلاك السعرات الحرارية
- وزارة الداخلية اللبنانية: 109 بلديات فازت بالتزكية من أصل 27 ...


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الطائفية السياسية بين سوريا والعراق