أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - صعود الهويات الفرعية الطائفية في ظل الهيمنة الغربية














المزيد.....

صعود الهويات الفرعية الطائفية في ظل الهيمنة الغربية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8220 - 2025 / 1 / 12 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا يعني أن تشتعل فجأة الأزمات والحروب الطائفية المذهبية في المشرق العربي وتتحول الى اقتتال دامٍ أحيانا بين السنة والشيعة والعلويين والدروز، بين المسلمين والمسيحيين أو بين العرب والأكراد في عصرنا وبعد قرون من التعايش على أساس الانتماء الوطني والثقافي الموروث؟ وهل كان ذلك التعايش حقيقيا وصادقا في مجتمع مندمج بعمق أم مزيفاً وديكوريا ومحمياً بالقمع السلطوي العميم؟
بعيدا عن إجابات أشباه الليبراليين المسطحة والتي مفادها إننا شعوب "متخلفة أصلا يتحكم بها الوعي الديني والخرافي، وتاريخنا كله حروب ومجازر وطغاة" (بعكس تاريخ أسيادهم الأوروبيين البيض السلمي الأنيق الوديع والعفيف النظيف والذي كان سببا في انقراض العديد من شعوب العالم القديم والمعاصر في الأميركيتين وأفريقيا)، دعونا نتأمل في إجابات أو احتمالات أخرى على هذا السؤال الشائك!
1-اننا نسينا طوائفنا ومذاهبنا وأدياننا كلها وكنا كفارا طوال قرون من التعايش التي مضت ثم أصابنا مَسٌّ من الجنون الطائفي الجماعي فعدنا إلى إيماننا فجأة وبدأنا بقتل بعضنا على الهوية!
2-اننا لم ننسَ أو نتناسَ انتماءاتنا الطائفية والمذهبية والدينية ولكننا نعتبرها شأنا شخصيا، وغلبنا عليها انتماؤنا الوطني والثقافي وحياتنا اليومية المشتركة لعدة قرون.
3-إننا انتكسنا بفعل فاعل أجنبي غربي أو بجهود عميله المحلي وهو هنا الطائفي الجاهل المتعطش للسلطة بعد أن كان محتقرا ومنبوذا طوال قرون، الذي منع مجتمعاتنا من الاندماج والانخراط عميقاً في العصر الحديث و"الزمن العالمي - بعبارة عزيز العظمة"، فالغرب هو الذي يريد تفريقنا لإضعافنا و"تخليفنا" فصفقت له بعض نخبنا وساستنا واشتعلت شرارات الغريزة وانطفأ نور العقل والانتماء الحقيقي إلى الإنسان والأرض.
4- إن أنظمة الحكم الاستبدادية في بلداننا كانت تمنع بواسطة القمع الدموي أي اندماج مجتمعي حقيقي ينتج عنه ولادة مجتمع موحد داخليا لا مظهرا وعلى أساس هوية رئيسة، وفضلت كبت وقمع كل التعبيرات الإنسانية عن الهويات الفرعية والتشوقات الإنسانية لبناء المجتمع الديموقراطي المعالج لأزماته بالمزيد من الحريات العامة والفردية ورفض الحكم الاستبدادي أيا كنت هويته السياسية.
الواقع أن تخلف - أو بعبارة أقل تشنجاً - عدم تطور مجتمعاتنا قياسا إلى المستوى العالمي المعاصر هو نتيجة لشبكة أسباب منها الهيمنة الغربية التي لم تسمح بقيام أنظمة حكم دستورية ديموقراطية مستقلة استقلالا حقيقيا لأن الغرب يرى في أية محاولة استقلال خطرا على مصالحه ولا يقبل بأقل من خضوع كامل لهيمنته لكي يتكرم بمنح شهادة الاعتدال والديموقراطية لأعتى الحكام عندنا وأكثرهم دموية. وحتى حين نجحت بعض بلداننا في الخروج من الهيمنة الغربية كما في مصر والعراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن فقد لاحقتها الدول الغربية بالعداء والحصارات والمؤامرات الانقلابية وترسيخ الحكومات المحلية الاستبدادية وحكم الفرد أو الحزب الأوحد.
من أسباب تكرس هذا الواقع دعم الغرب الإمبريالي لأنظمة الحكم الاستبدادية والطائفية حتى لو كانت تمثل أقليات مجتمعية وعدم السماح بتفعيل حالة اندماج مجتمعي حقيقي على أساس الهوية الرئيسة الوطنية بل نرى الولايات المتحدة قدمت للعراقيين بعد احتلالها لبلادهم سنة 2003 دستورا ونظام حكم يقومان على الهويات الفرعية والحكم التوافقي الذي تشرف عليه وتنهب مواردة عدة عوائل دينية وإقطاعية معروفة، حتى وصلنا الى مرحلة التقسيم الفعلي للعراق إلى ثلاثة مجتمعات منفصلة تحكمها دويلات وعصابات طائفية وعرقية فاسدة هي كردية في الشمال وعربية سنية في الغربية والوسط وشيعية في الجنوب أجزاء من الوسط.
إن هذا الواقع المزري الذي نتمنى أن لا تسقط فيه سوريا الشقيقة مثلما سقط فيه لبنان والعراق (وإلى حد ما ليبيا) والذي يتصور الجميع أنه كان عهد سلام وتآخي واندماج مجتمعي أكذوبة كبرى فهذا الانقسام المكوناتي كان موجودا ولكن حكم الاستبداد لفترة ما بعد الاستقلال في خمسينات القرن الماضي هو الذي كان يخفيه ويدفنه عميقا بواسطة القمع ولكن ما أن سقط نظام صدام حسين أو نظام آل الأسد اليوم حتى انفجرت طنجرة الضغط وطفح الأحقاد والثارات والنزعات الانفصالية.
إن العلاج الحقيقي وربما الوحيد لهذه الحالة من الانكفاء والانحدار والحروب الأهلية والمجاعات وفقدان الاستقلال والسيادة التي تشهدها مجتمعاتنا العربية والإسلامية يكمن أولا وثانيا وثالثا ورابعا في محاصرة وعزل أنظمة الحكم المكوناتي وتفكيكها بالوسائل المتاحة والممكنة، وأن يتبنى النظامُ الجديدُ برنامجا ديموقراطيا مساواتيا واستقلاليا سياسيا واقتصاديا وثقافيا بأفق الخروج من ظل هيمنة النظام الرأسمالي الغربي وبناء تحالفات دولية جديدة مع الدول والقوى الشرقية المتصدية للهيمنة الغربية.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زنوبيا في المصادر التأريخية القديمة والأدلة الأركيولوجية
- العلم السوري في مراحله التأريخية وتحولاته الثمانية
- يزورون الجولاني بوفد حكومي ثم يعتبرون زيارته وصمة عار!
- الحدث السوري: حين يتحول الباحث الرصين إلى محرض بائس!
- رداً على مزاعم الجولاني في لقائه مع (بي بي سي)
- أبو محمد الجولاني -أحمد الشرع- في سطور: قتال العراقيين زعيما ...
- الحدث السوري في سياقاته التأريخية: فلسطين قدر سوريا!
- الحدث السوري والأمل أقوى
- قائد معارض سوري مسلح: نسعى إلى السلام مع إسرائيل وممتنون لها
- ترامب؛ ملاكُ سلامٍ في أوكرانيا وشيطانُ جحيمٍ في فلسطين!
- البلدوزر الصهيوأميركي قادم على الجميع: إسرائيل تلوح باحتلال ...
- استشهاد نصر الله وقيادات المقاومة والخرق الأمني المعادي
- حول الاعتراض على عبارة -المعارضة السورية المسلحة-
- لماذا حدث ما حدث في شمال سورية؟
- جغرافيا التوراة والجوهر الإبادي التوراتي للحركة الصهيونية
- انتصار أم هزيمة، صمود المقاومة وخيبة العدو!
- بين التوراة والعلوم الحديثة: جنوب لبنان جزء من -إسرائيل- أم ...
- بين أكذوبة بوابة إسرائيل وأنقاض -صقلغ- المزعومة
- مشروع قانون هليفي لسرقة آثار الضفة وتلفيقات أركيولوجية أخرى
- نتنياهو وترامب؛ الرجل وظلُّ ذيله


المزيد.....




- أداء القيادة السورية وبلبنان بتصريح باراك يثير تفاعلا والأخي ...
- ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، ...
- هل حقًا الانتخابات القادمة نقطة تحول في سوريا؟
- ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي: لا نزال نريد اتفاقا مع أمريكا وسندافع عن م ...
- مغامر يحطم الرقم القياسي للمشي على أطول حبل معلق في النمسا
- الجيش السوداني يصد هجوما لقوات الدعم السريع في الفاشر
- 141 قتيلا في غزة خلال 24 ساعة في هجمات إسرائيلية
- هروب سجين فرنسي من محبسه بحيلة لا تخطر على البال
- تحذير طبي من تأثير جانبي -غير متوقع- لحقن التخسيس


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - صعود الهويات الفرعية الطائفية في ظل الهيمنة الغربية