أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مسلم الحسيني - الخطة الأمريكية في العراق ، ما الجديد فيها ! ؟















المزيد.....

الخطة الأمريكية في العراق ، ما الجديد فيها ! ؟


محمد مسلم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 1794 - 2007 / 1 / 13 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حينما يتحدث الرئيس الأمريكي أمام التلفاز هذه الأيام يغلق الأمريكيون تلفازهم أو يغيروا القناة للهروب من سماع ما سيقوله رئيسهم !. وهذا التصرف أصبح تصرفا روتينيا عندهم !. لم يكن هذا العمل بدافع الحقد والكره على رئيسهم كما كان يفعل العراقيون في عهد صدام حسين ، فالرئيس بوش لم يأت بأنقلاب عسكري دموي ولم يفرض نفسه بقوة الحديد والنار كما فعل صدام , وإنما جاء بمحض رغبة الأمريكيين وإرادتهم . لكن الذي حصل هو أن رئيسهم صار يتكلم بما لا يفعل وراح يغطس في خيالات وهمية خصبة كما غطس الحكام العرب في خيالاتهم وأوهامهم ! . وهكذا فقد صار جزءا منهم ، يتصرف بما يتصرفون.... ويفكر كما يفكرون.... وياللعجب والدهشة !. وهكذا فقد الشعب الأمريكي الثقة والأطمئنان في كلام وأفعال رئيسهم كما فقدت الشعوب العربية الثقة والأطمئنان في كلام وأفعال حكامها ! . أن من يريد أن يتعمق في تحليل حالة الرئيس الأمريكي بوش ونفسيته وأسرار غرابة تصرفاته ، سوف لن يجد تحليلا مقنعا ومرضيا لحالته وطبيعة تصرفاته ، عدا أنه قد سقط في مستنقع عميق بطينه ومائه ، حيث لا يعرف طريقة الخلاص منه . وهذا هو مستنقع العراق الجديد الذي كان الخطوة الأولى من مشروعه الجبار والذي أسماه : (مشروع الشرق الأوسط الكبير) ! .
لم يكن في حسبان الأمريكيين أن تصل الحالة في العراق الى ما وصلت اليه اليوم من بعثرة في كل الجوانب والأمور . ولم يتصور الأمريكيون بأن القوة العسكرية هي ليست كل شيء في حسابات إدارة البلدان وتمشية شؤونها . كما لم يدركوا أيضا بأن التعامل مع شعوب بلدان الشرق الأوسط تتطلب كثير من الدراية والدراسة والحكمة والفطنة والفهم . أن الأخطاء الأمريكية التي أرتكبوها منذ بداية إجتياح العراق والى حد هذا اليوم هي أخطاء كثيرة وكبيرة في حجمها وتأثيرها ومردوداتها . كما أن ردود الفعل المعاكسة والساخطة على سياسة أمريكا في العراق في حالة تزايد مستمر وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي ومع مرور حركة الزمن . ومن يتابع الأوضاع والأحداث اليومية التي تعصف بالعراق والعراقيين كل يوم سوف يرى وكأنه قد دخل في نفق فيه بداية ولكن ليس له نهاية !. وكأن الأحوال قد وصلت الى مرحلة اللاعودة أو اللارجعة ! .
أن الأدارة الأمريكية قد أخطأت مرة أخرى هذا اليوم حينما وعدت شعوبها بتحقيق النصرفي الخطة الجديدة التي سوف ينجزها لهم جنود المارينز الجدد والذين سيصلون العراق قريبا أو ربما قد وصلوا الآن. أن المسألة هي ليست مسألة زيادة أو نقصان في عدد الجنود أو أنتشار القوات . أن الطبيب حينما يداوي مريضه الذي تحرق جسده نيران الحمى بزيادة عدد أقراص مادة الباراسيتامول سوف لن يشفي مريضه بهذه الزيادة . على الطبيب أن يفهم أسباب المرض ويعالج الداء بالتي كانت هي الداء.... . وإلاّ سوف تهدأ الحمى قليلا ثم تعود! . أن هذا المنهج العملي والعلمي ينطبق تماما على الحالة السياسية في العراق . إذ على الأمريكيين أن يتفحصوا أسباب العلة الحقيقية وأن يعالجوها من الجذور بدلا من الدوران في دوائر مفرغة ومن دون جدوى ! . أن الأخطاء والأسباب مفهومة ومعدودة ومعروفة ومشخصة لدواعي الخلل والتخبط والضياع في العراق وربما يعرفها السواد الأعظم من الناس كما يعرفها المختصون والضالعون في أمور السياسة وأركانها ! . وقد كتبت سابقا في مواقع الخلل والتخبط اللذان يضربان العراق في موضوع تحت عنوان (لماذا يئن العراق ؟)، حيث لا يسع المجال الآن التحدث عن ذلك مرة أخرى في هذا المقال .

أن الضجة الأعلامية التي تتحدث عنها وسائل الأعلام وكذلك الشخصيات الأمريكية المختصة بشأن العراق في إطار الخطة الأمريكية الأمنية الجديدة في العراق لا تتناسب مع الحجم الحقيقي لتأثير الحدث . إذ أن إضافة عشرين ألفا من المارينز الى القوات الأمريكية المتواجدة أصلا سوف لا يغير من المعادلة شيئا في الحسابات العسكرية والأستراتيجية . أن هذا العدد ما هو إلاّ تعويضا لعدد الخسائر التي أصابتهم . حيث أن عدد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي قد وصل، وحسب الأحصائيات الأمريكية الرسمية ، الى ما يزيد عن الثلاثة آلاف جندي منذ الأجتياح . وطبقا للقاعدة العسكرية المتبعة والتي تقول بأن مع كل قتيل يوجد (3) الى ( 4 ) جرحى . أي أن هنالك ما يقارب ال(12) ألف جريح أمريكي على الساحة ، وأن أخذنا عدد المرضى والمصابين بالأمراض النفسية والذين قد أصبحوا خارج نطاق الخدمة العسكرية بنظر الأعتبار ، فسيصل العدد الكلي التقريبي للخسائر المعلنة رسميا من القتلى والجرحى والمرضى الى (18) الفا لحد هذا اليوم . فما هؤلاء الجنود الجدد الاّ سدّا للفراغ الحاصل لخسائرهم ،وتعويضا لقواتهم المتواجدة في العراق بمن أكلتهم الحرب! .وإن يعترض معترض ويقول بأن هذه الزيادة هي زيادة حقيقية للعدد الأصلي بغض النظرعن عدد الخسائر ، فأني أقول أن هذه الزيادة في عدد القوات لا تتجاوزال( 15) في المائة من العدد الأصلي ،فما قيمة هذه الزيادة العددية بالمقارنة مع الهبوط الحاد في معنويات الجنود وحماسهم . ففي المقاييس العسكرية تحسب درجة المعنوية عند الجندي قبل الحساب العددي للجنود! . فهل هنالك من معترض على أن درجة المعنوية عند الجندي الأمريكي هابطة وقد وصلت أدنى مستوياتها ! ؟ . فلا أدري مالذي يدفع الأدارة الأمريكية الى إطلاق مثل هذه الحملات الدعائية اللاّمنتجة غير تضليل أفكار الشعب الأمريكي الذي بدأ يئن ويلعن تلك الساعة التي أيد بها رئيسه بأجتياح العراق ! . وهكذا ستبوء هذه الخطة الوهمية بالفشل كما باءت الخطط الأمريكية الوهمية الأخرى من قبلها ، وطالما لا يريد الأمريكيون أن يفهموا الواقع الحقيقي للمشكلة ، ويحاولون طمر رؤوسهم في الرمال ، كما تفعل النعامة ، هروبا من قساوة الحقيقة وصعوبة الواقع !!!.



#محمد_مسلم_الحسيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يطل على العراق عام جديد وفي النفس آمال
- وأد العقول العراقية , مسؤولية من... ! ؟
- دور المثقف العراقي في عراق التغيير
- هل يرحل الأمريكيون من العراق؟


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مسلم الحسيني - الخطة الأمريكية في العراق ، ما الجديد فيها ! ؟