أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالك بارودي - الرسائل الليلية (قصة قصيرة)














المزيد.....

الرسائل الليلية (قصة قصيرة)


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 18:00
المحور: الادب والفن
    


في ليلة باردة من ليالي الشتاء، جلست "ليلى" بجوار النافذة التي تطل على شارع هادئ يغلفه السكون. كانت الأضواء الخافتة من أعمدة الإنارة تضفي على المكان غموضًا خاصًا، بينما كانت زخات المطر الخفيفة تطرق الزجاج كأنها همسات غامضة. أمضت ليلى يومها كالمعتاد، منشغلة بعملها الروتيني، ولم تكن تتوقع أن حياتها ستنقلب رأسًا على عقب في تلك الليلة.
عندما دقت الساعة منتصف الليل، رن هاتفها بإشعار جديد. فتحت الرسالة، فوجدتها من رقم مجهول. لم تكن الرسالة طويلة، بل كانت كلماتها مختصرة وغامضة: "غدًا، في تمام الساعة التاسعة صباحًا، ستسقط مزهرية زرقاء من الطابق الثالث."
ابتسمت ليلى بسخرية. "لعبة سخيفة من أحدهم!"، فكرت في نفسها، ثم أغلقت الهاتف وأطفأت الأنوار، محاولة أن تتجاهل ما حدث.
في صباح اليوم التالي، وبينما كانت تسير إلى عملها، توقفت عند إشارات المرور بالقرب من مبنى قديم. فجأة، سمعت صوت ارتطام قوي، وعندما رفعت رأسها، رأت شظايا مزهرية زرقاء متناثرة على الأرض أمامها مباشرة. تجمدت في مكانها، وعاد شريط الرسالة إلى ذهنها. "هل يمكن أن يكون ما حدث مجرد صدفة؟"
مع حلول الليل، جلست ليلى على سريرها وهي تتأمل هاتفها. في تمام منتصف الليل، وصلتها رسالة جديدة من نفس الرقم: "غدًا، الساعة الرابعة مساءً، ستقابلين شخصًا يحمل حقيبة سوداء."
بدأ قلبها ينبض بسرعة. هل ستتجاهل هذه الرسالة أيضًا؟ قررت هذه المرة أن تراقب الوضع بحذر.
وفي اليوم التالي، خرجت من مكتبها عند الثالثة والنصف، وجدت نفسها تنظر للمارة من حولها بقلق وتأهّب كلما مرت بجانب أحدهم. وعند الساعة الرابعة تمامًا، اصطدمت بشاب يحمل حقيبة سوداء عند مدخل مقهى. نظر إليها معتذرًا وسأل: "هل أنت بخير؟" لكنها لم ترد، بل اكتفت بالتحديق فيه قبل أن تهرب مسرعة.
تكررت الرسائل الليلية، وكل واحدة منها كانت تحمل حدثًا صغيرًا لكنه واقعي ومحدد. ومع مرور الأيام، بدأت ليلى تشعر بثقل الرسائل وكأنها تُساق إلى لعبة لا تفهم قواعدها.
ذات ليلة، وبعد أسبوعين من الرسائل، وصلتها رسالة مختلفة عن سابقاتها: "غدًا، الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ستتخذين قرارًا يغير حياتك."
لم تستطع النوم تلك الليلة. كانت تطرح آلاف الأسئلة: ما القرار؟ ومن يرسل هذه الرسائل؟ ولماذا؟
في اليوم التالي، وبينما كانت تعمل في مكتبها، جاءها عرض عمل مفاجئ من شركة كبرى في مدينة أخرى. كان العرض مغريًا، لكنه يعني ترك كل ما تعرفه والبدء من جديد. تذكرت الرسالة وشعرت أن عليها اتخاذ القرار. بعد ساعات من التفكير، قبلت العرض.
وفي تلك الليلة، لم تصل أي رسالة. انتظرت ليلى حتى منتصف الليل، ولكن هاتفها ظل صامتًا. شعرت بفراغ غريب، وكأن الرسائل كانت نافذتها إلى شيء أكبر من الحياة العادية.
مرت أشهر، ولم تعد الرسائل تظهر، لكن حياتها تغيرت كليًا.
.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمنية الأخيرة (قصة قصيرة)
- مروى في عالم غريب (قصة قصيرة)
- الطفل الذي لا يكبر (قصة قصيرة)
- نحن غبار الكون - خمسون قصيدة هايكو (شعر)
- الحروب كدافع أساسي للتطور التكنولوجي والعلمي
- أريج ونور القمر (قصة قصيرة)
- ثقوب الذاكرة (قصة قصيرة)
- على حافة الحياة (قصة قصيرة)
- لقاء مُلغى (قصة قصيرة)
- زواج القاصرات: جريمة تتطلب وقفة جادة
- رحلة تطور العقل البشري: من الأسطورة إلى العلم
- ضوضاء الحياة (قصة قصيرة)
- إقصاء الٱخر: ملاحظات لتفكيك الفكر الديكتاتوري العروبي ...
- غزّة: على نفسها وأهلها جنت براقش
- تعليقا على مقال علاء اللامي -شهادة لباحث غربي حول الإلحاد ال ...
- فاتوا بسورة من مثله - سورة غزّة
- من أنت...؟
- عيدٌ، بأيّ عتهٍ عُدتَ، يا عيدُ...؟
- خيرُ أمّةٍ...؟
- طفولةٌ


المزيد.....




- نتاج أسئلة معلقة في هواءٍ مثقلٍ بالتحديات
- إدانة الفنان السينمائي الفرنسي جيرار دوبارديو بتهمة الاعتداء ...
- وزيرة الثقافة الفرنسية تدافع عن نجوم السينما المنددين بـ-الإ ...
- أفغانستان.. السلطات تلغي استوديو السينما الوطني -أفغان فيلم- ...
- مهرجان كان السينمائي يمنع -العري- .. فما الأسباب وراء القرار ...
- أفلام ومشاركة نشطة لصناع السينما العرب في مهرجان كان 2025
- ثقافة الخيول تجري في دمائهم.. أبطال الفروسية في كازاخستان يغ ...
- مصر.. القبض على فنان شهير لتنفيذ حكم صادر ضده بالسجن 3 سنوات ...
- فيلم -ثاندربولتس-.. هل ينقذ سلسلة مارفل من الركود؟
- بعد جدل ومنع.. مؤرخ إيطالي يدخل -الشوك والقرنفل- لجامعة لا س ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالك بارودي - الرسائل الليلية (قصة قصيرة)