أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليمان يوسف يوسف - آشوريو العراق وديمقراطية البرزاني















المزيد.....

آشوريو العراق وديمقراطية البرزاني


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 09:29
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


انسحبت سلطة ومؤسسات وجيش الدولة العراقية في آذار 1991 من الشمال العراقي ذات (الغالبية الكردية)، بعد دخول قوات (التحالف الدولي) الى العراق،وهو التحالف الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية عام 1991 لتحرير الكويت من الغزو العراقي لها.إذ اعتبر الشمال العراقي حتى خط العرض(36) (منطقة آمنة) يحظر على قوات (صدام حسين) دخولها.وبموجب الدستور الجديد الذي وضع للعراق وإعلانه (دولة اتحادية فدرالية)،بعد الغزو الأمريكي له وإسقاط نظام صدام حسين،في نيسان 2003،اعترفت الحكومة المركزية في بغداد بإقليم كردستان كإقليم فدرالي ضمن الدولة العراقية يتمتع بالحكم الذاتي وانتخب السيد (مسعود البرزاني) رئيساً للإقليم.منذ بداية هذه التحولات السياسية والعسكرية الدراماتيكية التي حصلت في العراق،نحن السوريون المهتمون بالشأن العراقي نقرأ ونسمع عن (التجربة الديمقراطية) الرائدة للحكومة الكردية التي تحكم الإقليم وتدير شؤونه بطريقة هي اقرب إلى سلطات(الدولة المستقلة)،مستفيدة من شلل وعطالة(حكومة المركز) في بغداد، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والتناقضات السياسية والمذهبية والعرقية بين الكتل والأطراف الأساسية التي تتشكل منها.
بتاريخ 2/12/2006, نشر موقع (كوردستان بوست) الالكتروني خبراً مفاده: ((ان وزير المالية في الكابينة الخامسة لحكومة الاقليم(سركيس اغاجان)، وتصفه بالشخص المقرب من عائلة البارزاني وتربطه علاقات قوية وخاصة مع السيد نيجيرفان البارزاني, بأنه منكب ولفترة طويلة لتحقيق حلم الآشوريين.وبأنه استطاع وبمساعدة ودعم عائلة البارزاني وعلاقاته القوية مع شخصي مسعود البارزاني وجلال الطالباني, استطاع ان يقنع نيجيرفان البارزاني لمساندته في انشاء وطن للآشوريين ومنحهم حق الحكم الذاتي))- الخبر قرأناه باللغة العربية على - http://www.ankawa.com في 5 كانون الأول 2006-12 ). الخبر لا يخفي الافتخار والتباهي والتبجح بالنفوذ الغير محدود للسيد (نيجيرفان البرزاني) في حكومة وسلطة الإقليم.ويبدو أن نشوة الانتصار القومي الكردي والاستئثار بالسلطة والقرار والثروة في الإقليم من قبل القيادات والزعامات الكردية التقليدية، أنساهم أن نشر مثل هذه الأخبار والكشف عن هكذا وقائع وممارسات سياسية تكشف وتعري زيف ادعاءات هذه القيادات والزعامات فيما يخص الديمقراطية وسلطة القانون والمؤسسات التي يقولون أنهم أرسوا أسسها في (إقليم كردستان) منذ انسحاب سلطة وإدارة حكومة المركز منه و بدء سلطتهم الفعلية عليه.ويؤكد مثل هذا الخبر،أن الحديث والكتابة عن الحريات والحقوق والديمقراطية الكردية شيء وما هو مطبق على أرض الواقع شيء آخر.ويبدو أن الحكومة الكردية لن تختلف عن باقي أنظمة وحكومات دول المنطقة،جمهوريات كانت أم ملكيات، مشيخات كانت أم إمارات، التي حولت دولها الى مجرد مزارع واقطاعيات مملوكة للعائلة أو للطائفة الحاكمة أو بأفضل الحالات للحزب الحاكم،وجعلت من الشعوب مجرد قطعان و(رعايا) لديها وليسوا بمواطنين.بالطبع لم يكن أحداً يتوقع أن يتحول (الشمال العراقي) في ظل الحكومة الكردية الى (سويسرا الشرق) في الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وبناء دولة المواطنة خلال عقد ونصف من الحكم الذاتي، لكن بالمقابل لم نكن ننتظر أبداً أن تقلد الحكومة الكردية، في تركيبتها وطريقة حكمها، الدكتاتور (صدام حسين)- الذي أعدم شنقاً فجر 30/12/2006، وصادف أول أيام عيد الأضحى المبارك، عقاباً على الجرائم الإنسانية التي ارتكبها بحق شعب العراق، عرباً وكورداً وآشوريين وتركماناًً وغيرهم- وتعيد (الحكومة الكردية) إنتاج من جديد عدي وقصي وبرزان التكريتي وطارق عزيز وطه ياسين رمضان بأسماء كردية، خاصة وإن الأخوة (أكراد العراق) هم أكثر من عانى من مظالم حكم وبطش نظام صدام حسين.إذ كان من المفترض أن تكون القيادات الكردية،بعد هذه المعاناة الطويلة، اكثر قابلية واستعداد ونضوج لإقامة سلطة القانون والمؤسسات والقضاء المستقل وأكثر دفاعاً عن الديمقراطية والحريات السياسية، وأكثر الحكومات تحسساً لمعاناة الآخرين وأكثرها تجاوباً مع المطالب المشروعة للقوميات الأخرى التي تعيش في الإقليم وأكثرها احتراماً لحقوق الإنسان ولحقوق المواطنة.لنتأمل الخبر الذي نشره الموقع الكردي، الذي يؤكد على السلطات والصلاحيات، التشريعية والتنفيذية والقضائية،المطلقة التي يتمتع بها الأستاذ(نيجيرفان)،رئيس حكومة الإقليم، وهو ابن أخيه لرئيس الإقليم السيد(مسعود البرزاني).وقد أوهم السيد نيجرفان بصلاحياته المطلقة ونفوذه الذي لا حدود له في حكومة الإقليم، الكثير من الآشوريين (سريان/كلدان) والمسيحيين،حتى أحزابهم وتنظيماتهم السياسية ومؤسساتهم الدينية، ليس في العراق فحسب وإنما خارج العراق أيضاً،أوهمهم بأنه هو أملهم الوحيد ومخلصهم المنتظر في تحقيق (حلمهم القومي) بإنشاء (وطن للآشوريين ومنحهم الحكم الذاتي)،تكريماً وتقديراً للعلاقة الخاصة والمتميزة للأستاذ (سركيس آغاجان)-الوزير الآشوري في الحكومة الكردية وهو قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم- بالسيد نيجيرفان البرزاني ومع عائلة البرزاني. فأين الناحية المبدأية والقاعدة الحقوقية والقانونية والديمقراطية في تعامل الطرف الكردي مع الحقوق المشروعة للآشوريين،إذا كان طرح مشروع الحكم الذاتي للآشوريين يعود فقط لوجود السيد سركيس آغاجان بحكومة الإقليم؟.بمعنى آخر ما كان ليطرح هذا المشروع لولا وجود السيد سركيس آغاجان في الحكومة الكردية وعلاقاته المتميزة مع عائلة البرزاني.والحكومة الكردستانية كانت ستتجاهل مطالب جميع الأحزاب والتنظيمات والكنائس والمؤسسات الآشورية وآمال الآشوريين (سريان/كلدان) في إقامة حكم ذاتياً لهم في إقليم (سهل نينوى) لولا العلاقة الحميمية بين السيد آغاجان وعائلة البرزاني،بالطبع ابراز الأستاذ سركيس وتعظيمه الهدف منه تهميش ومحاصرة الأحزاب الآشورية في الإقليم.جدير بالذكر أن الحكومة الكردية تمنع أي شكل من أشكال العمل السياسي والحزبي أو الإعلامي المعارض في الإقليم، إذ لا يتجرأ حزباً أو شخصاً أو كاتباً، كردياً أو غير كردياً، أن ينتقد علناً حكم البرزاني وممارساته السياسية.
لا شك،أن (الأحزاب الآشورية)، على اختلاف تسمياتها، السريانية الكلدانية، التي تقف اليوم متحمسة خلف السيد سركيس آغاجان ووضعت كل البيض الآشوري في سلة (حكومة الإقليم)، وأسقطت من حساباتها حكومة المركز، هي تغطي، بشكل أو بآخر، على إفلاسها السياسي والقومي، أو بالأحرى هي تخفي عجزها التام عن تقديم البديل، وموقف هذه الأحزاب الآشورية هنا هو أشبه بالغريق الذي يتعلق بالقشة. ماذا لو استقرت الأوضاع الأمنية والسياسية في كامل العراق ومارس الآشوريون حقوقهم القومية في كامل مناطقهم، ولو بعد حين، ألا نرى نزوحاً آشورياً معاكساً، من الشمال الى الوسط، عندها هل ستبقى الأحزاب الآشورية/الكلدانية/السريانية الدائرة في فلك البرزاني والحكومة الكردستانية على موقفها الحالي؟.ربما لا نختلف على توصيف الحالة العراقية عامة والآشورية المسيحية خاصة، وعلى ضعف (المجتمع الآشوري) ومحدودية الخيارات السياسية أمام الآشوريين العراقيين وصعوبة المرحلة والمخاطر التي تهدد وجودهم في العراق، لكن من الخطأ القاتل إذا ما استسلم الآشوريون كلياً لقدرهم وللظروف التي يمرون بها وأعلنوا بأن لم يبق أمل لهم سوى بما يطرحه الآخرون عليهم، أكراد كانوا أم عرباً.في حين ما زال بالامكان أن يفعل الآشوريون أشياءً والقيام بخطوات من شأنها أن تحسن شروطهم السياسية والقومية على الساحة العراقية، طبعاً إذا ما توفرت (الإرادة والعزيمة الآشورية) و(روح التضحية) لديهم، وإذا ما تضافرت جهود جميع الآشوريين(سريان/كلدان)، بجميع مؤسساتهم وأحزابهم وفعالياتهم، السياسية والاجتماعية والدينية، داخل العراق وفي العالم،خاصة وأن الصورة النهائية للدولة العراقية مازالت غير نهائية وغير محسومة، وأن التوازنات السياسية داخل العراق قابلة لأن تتبدل وتتغيراً تبعاً لتبدل سياسات بعض الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة على الساحة العراقية .لا أحد ينكر بأن آشوريي العراق هم أدرى بظروفهم وبمصالحهم، لكن أعتقد من حقنا، بحكم الانتماء القومي المشترك وارتباط المصير وفي ظل المخاوف من الضبابية التي تلف المشهد العراقي عامة وموقف الحكومة الكردية من المسألة الآشورية خاصة والتي تسعى لتوسيع خريطة إقليم كردستان ولو على حساب حقوق الآشوريين والتركمان وغيرهم،ولما لتطورات المشهد العراقي من تأثيرات ومضاعفات مباشرة على وضع الآشوريين في سوريا، أظن من حقنا أن نتساءل: أي آفاق مستقبلية للآشوريين العراقيين إذا كان مشروعهم القومي اليوم يرتبط بشخص بعينه،أياً يكن هذا الشخص؟.فهل حقاً مصير الآشوريين العراقيين اليوم يتوقف على قرار من السيد نيجيرفان البرزاني(رئيس الحكومة الكردية) وعلى رغبة السيد سركيس آغاجان بتحقيق ذلك؟.بالطبع الإجابة هي برسم الأحزاب والتنظيمات الآشورية الكلدانية السريانية عامة، داخل وخارج العراق !.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيحيو سوريا والخوف من الطريق الى الديمقراطية - الجزء الثاني
- مسيحيو سوريا والخوف من الطريق الى الديمقراطية
- سهل نينوى بين الأمل الآشوري والمشروع الكردي
- كوليت خوري: لم أعين لإرضاء المسيحيين
- المنظمة الآثورية والاضطراب السياسي
- آشوريو العراق والملاذ الآمن
- هل من يوم غضب مسيحي
- مسيحيو سوريا والخوف على المصير
- تركيا وشبح الاعتراف بالمذبحة الكبرى
- آشوريو سوريا والمأزق السياسي
- في الشرق: عنف اسلامي وقلق مسيحي
- سوريا بين التغير الديمقراطي والعنف الطائفي
- أحداث أيلول والحرب على الإرهاب
- لبنان والفرصة التاريخية
- تساؤلات حول نهج الحركة الاشورية السورية
- لماذا لبنان..؟
- الحركة الآشورية السورية في عامها الخمسين
- سوريا(الآشورية المسيحية) ماذا بقي منها
- العلاقات السورية اللبنانية: المازق والحل
- سوريا وعتقالات اعلان بيروت دمشق


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليمان يوسف يوسف - آشوريو العراق وديمقراطية البرزاني