أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - العلاقات السورية اللبنانية: المازق والحل














المزيد.....

العلاقات السورية اللبنانية: المازق والحل


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 05:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بحكم التاريخ والجغرافية تميزت، العلاقات اللبنانية السورية، رسمياً وشعبياً وعلى كل المستويات، منذ استقلال الدولتين، بكثير من الخصوصية، الى درجة انتفت الحاجة للتبادل الدبلوماسي وفتح السفارات، وترسيم الحدود، وفي اطار هذه العلاقة الحميمية دخلت (القوات السورية) الى لبنان لوقف (الحرب الأهلية) عام 1976.لكن مع اطالة أمد هذه القوات من غير بقاء حاجة للبنان بها، و تراكم الأخطاء السورية في لبنان،والانغماس الزائد في شؤونه الداخلية التي توجت بالتمديد القسري للرئيس إميل لحود 2004 وما أعقبه من سلسلة اغتيالات سياسية، أبرزها اغتيال (رفيق الحريري)،رئيس الوزراء الأسبق، وضعت (النظام السوري) في دائرة الاتهام والشبهات وفتحت باب الضغوطات الدولية عليه، بفعل هذه التطورات السياسية والأمنية وغيرها تدهورت العلاقة اللبنانية السورية ودخلت مرحلة جديدة اتسمت بالتأزم والتوتر.ومع دخول قوى إقليمية ودولية على خط الأزمة عبر (مجلس الأمن الدولي) الذي أصدر العديد من القرارات بشأنها،بعضها يصب باتجاه إعادة السيادة المنقوصة للدولة اللبنانية وبعضها الآخر باتجاه انتزاع (الورقة اللبنانية) من يد سوريا وعزل نظامها الحاكم، وجدت بعض الشرائح والقوى اللبنانية في هذه الأزمة، فرصتها للحديث عن مخاوفها وتوجساتها القديمة والجديدة من الوجود السوري في لبنان والتعبير عن شكوكها بالنوايا السورية وسر تمسكها بعلاقات خاصة معه، و تشجعت للمطالبة بإقامة علاقات دبلوماسية ورسم الحدود بين البلدين للتأكد من حسن نوايا سوريا تجاه لبنان كـ(دولة مستقلة) ذات سيادة.فالمهتم والمتتبع للشأن اللبناني السوري يدرك جيداً عمق مخاوف اللبنانيين وقلقهم على وجود وبقاء ( لبنان) الصغير من الجار والشقيق الأكبر (سوريا) ذات النزعة والتوجهات القومية الوحدوية ( السورية و العربية) والتي تخفى خلفها الوجود العسكري السوري في لبنان طيلة ثلاثة عقود،بلغت المخاوف اللبنانية ذروتها مع هذا الوجود السوري، الذي انتهى بموجب قرار مجلس الأمن 1559 في نهاية نيسان 2005، بعد أن ترك خلفه حلفاء أقوياء يواصل من خلالها النظام السوري وبتحدي ممارسة نفوذه في لبنان، الذي بدأ يقلق القوى الديمقراطية والليبرالية،ليس في لبنان فحسب وإنما في سوريا أيضاً، على مستقبل لبنان السياسي، خاصة مع التغيير الحاصل في موازين القوى الاجتماعية والخريطة السياسية اللبنانية، الذي لا بد من أن تتبعه تغيرات وتبدلات نوعية وبنيوية أخرى ومهمة في المجتمع اللبناني وعلى بنية الدولة اللبنانية.لا جدال، على أن لسوريا أيضاً مخاوفها من لبنان، الخوف من أن يؤدي انفتاح (لبنان الديمقراطي) في علاقاته، السياسية والاقتصادية والثقافية، على أمريكا والغرب الأوربي، الى انسلاخه عن محيطه السوري والعربي.ومثلما كانت في الماضي الانقلابات السياسية في دمشق، تشكل مصدر قلق وتوجسات سياسية لبيروت، يتوجس اليوم النظام السوري ويتخوف كثيراً من أن تتأثر و تتلقح البيئة الثقافية والسياسية السورية بالهبات والانتفاضات التي تجتاح لبنان من حين لآخر، وبالتالي من انتقال عدوى الحريات و(الديمقراطية اللبنانية)، على علاتها، الى سوريا.هذه المخاوف دفعت السلطات السورية في أيار الماضي لاعتقال العديد من الناشطين السوريين من اللذين صاغوا أو وقعوا، مع مثقفين لبنانيين، على (اعلان بيروت دمشق)، طالبوا فيه بترسيم الحدود بين الدولتين وفتح السفارات واعتراف سوري رسمي ونهائي بالدولة اللبنانية، واعتبر الإعلان أنجاز هذه الخطوات شرطاً لازماً وضرورياً لتصحيح العلاقات بين البلدين ومدخل لطي صفحة الماضي السلبي.
بلا ريب،من الخطأ التقليل من مخاطر وتداعيات استمرار محنة العلاقات السورية اللبنانية ومن انعكاساتها السلبية على أمن واستقرار الدولتين، خاصة على الوضع اللبناني الأكثر هشاشة وضعفاً وانقساماً على ذاته،في هذا المناخ الإقليمي والدولي المتوتر و الضاغط على المنطقة في مرحلة جداً صعبة وقاسية على البلدين، حيث برزت فيها تحديات واستحقاقات يصعب مواجهتها إلا في اطار علاقات طبيعية ومستقرة ومتوازنة بينهما ومع العالم الخارجي ومن غير أن يعملا معاً، بجدية وارادة حقيقية، كل ما من شأنه أن يخرج العلاقة اللبنانية السورية من النفق الذي دخلت فيه ومن أجل تجاوز الماضي بكل سلبياته وحل جميع قضايا الخلاف(السياسية والاقتصادية والأمنية ومشاكل الحدود) والتأسيس لمرحلة جديدة من العلاقة تقوم على قاعدة المصالح المشتركة وضمان أمن البلدين واحترام سيادة واستقلال كل دولة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدولة الأخرى.بالطبع،لا يمكن للبنان في وضعه الراهن،(دولة بنظام ضعيف و منقوصة السيادة والسلطة، قطيعة بين الحكومة والرئاسة، شرخ داخل الحكومة بين أغلبية وأقلية،شعباً منقسماً على ذاته تتجاذبه الانتماءات الطائفية والمذهبية والسياسية وامتداداتها الإقليمية)،أن يبني علاقات صحية وسليمة ومتوازنة، ليس مع سوريا فحسب وإنما مع أية دولة أخرى. كذلك الحال بالنسبة لسوريا،لا يمكن لها أن تبني علاقات متوازنة ومستقرة مع لبنان طالما بقيت سياساتها تجاه هذا البلد الجار والشقيق أسيرة عقدة الحدود (السياسية المصطنعة)،متجاهلة حقيقة كون معظم حدود دول العالم هي حصيلة توافقات إقليمية ودولية، ولطالما بقيت(نظرية المؤامرة) ومبدأ التخوين والتشكيك تشكل القاعدة الأساسية للسياسة السورية في التعامل والتعاطي مع الآخر المختلف معه، في الداخل والخارج،فليس من الواقعية والمنطق بشيء أن يفسر ما جرى ويجري لبنان وسوريا بسياقات الخارج وحده وتحميله للآخرين وإعفاء الذات كلياً من المسؤولية عن الأزمة الراهنة.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا وعتقالات اعلان بيروت دمشق
- ميشيل كيلو :ضمير وطن
- نعم: سوريا أولاً وأخيراً
- تركيا المذنبة: هل ستحرم من الفردوس الأوربي
- سوريا: هل مضت جمهورية الخوف
- المسيحية وجذورها الآشورية
- معركة الديمقراطية في سوريا
- المسلمة لاجئة سياسية
- سوريا: الأحزاب تحت الإقامة الجبرية
- تدويل قضية أقباط مصر
- أبرز رسائل الانتفاضة الإسلامية على الرسوم الدنمركية
- انشقاق شارون وخدام في الميزان الديمقراطي
- المسيحية تصلب من جديد في الشرق
- خدام يحرج النظام والمعارضة
- من المشهد السياسي السوري
- لبنان لم يعد لبنان
- الحوار المسيحي الإسلامي ولأفق المسدود
- الخطأ والخطر في اعلان دمشق
- معركة الدستور في سوريا .. رؤية آشورية
- سوريا على المحك


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - العلاقات السورية اللبنانية: المازق والحل