أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - سوريا وعتقالات اعلان بيروت دمشق















المزيد.....

سوريا وعتقالات اعلان بيروت دمشق


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1581 - 2006 / 6 / 14 - 10:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سوريا واعتقالات (اعلان بيروت دمشق)
قبل سنوات وبمناسبة مرور مائتي عام على (الثورة الفرنسية) 1789 التي قامت على المبادئ الإنسانية والقيم الكونية في الحقوق والحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية التي نادى بها (فكتور هوغو) وغيره من الكتاب والمفكرين الفرنسيين رواد عصر التنوير الأوربي أمثال (روسو)، أبرزت جريدة ( لوموند) الفرنسية رسماً كاريكاتيريا يظهر (نابليون)،على عظمته، قزماً أمام عملاق الفكر والثقافة والأدب الفرنسي( فكتور هوغو).أراد الرسام بهذه المناسبة لفت انتباه العالم الى عظمة دور رجال الفكر والثقافة في صناعة التاريخ ونهضة الشعوب وبناء الأمم،والذي هو أهم بكثير من دور الجنرالات وقواد الحملات العسكرية.من التجربة الفرنسية وغيرها من تجارب (النهضة الأوربية) يمكن لنا أن نستقرئ الأسباب الأساسية لإخفاق (سوريا) ودول المشرق العربي والإسلامي عامة في إحداث (نهضة حقيقة) في مجتمعاتها.هذه الأسباب تعود بالدرجة الأولى الى تغييب الأفكار المستنيرة و لجم الثقافة وتهجينها عبر فرض الحصار على حركة الفكر الحر وقمع المثقفين والتضييق عليهم من قبل العسكر وجنرالات الأمن وتدجينهم على مقياس النظام الحاكم.في اطار سياسة التهجين والتدجين هذه، تقوم سلطات الأمن السورية من حين لآخر بحملة اعتقالات للمثقفين ونشطاء التغيير الديمقراطي والحراك الثقافي في سوريا، آخرها جرت في أيار الماضي، طالت أكثر من عشرة ممن وضعوا وثيقة(اعلان بيروت دمشق) أو وقعوا عليها، أبرزهم(ميشيل كيلو وأنور البني).ثمة تساؤلات كبيرة وكثيرة تركتها هذه الاعتقالات، في الشارع السوري ولدى مختلف الأوساط والنخب السياسية السورية،خاصة وأنها جاءت في مرحلة تتزايد فيها الضغوط الخارجية على النظام السوري، وهي لم تطال شخصيات سوريا ساهمت منذ البداية مع مجموعة المثقفين اللبنانيين في إنجاز وصياغة وثيقة (اعلان دمشق بيروت)، في حين اعتقل من وقع عليها عبر البريد الإلكتروني.أولى هذه التساؤلات:هل حقاً (اعلان دمشق بيروت)،الذي يدعو الى تصحيح العلاقة المتأزمة بين سوريا و لبنان، فيه ما يضعف الشعور القومي و ينال من هيبة الدولة السورية وايقاظ النعرات العنصرية وغيرها من المخاطر المهددة لأمن الوطن السوري التي اتهم بها ممن اعتقل بسبب هذا الإعلان؟ جدير بالذكر أن هذه التهم عادة توجه لغالبية معتقلي الرأي في سوريا.وهل حقاً أن(اعلان دمشق بيروت)، وبما حمله من مطالب سياسية وبما تضمنه من مبادئ يمكن على أساسها إقامة علاقات متوازنة ومتكافئة بين سوريا ولبنان، شكل اختراقاً مهماً وتجاوزاً خطيراً للخطوط الحمر، وما أكثرها، في السياسة السورية استوجبت كل هذا الاستنفار الأمني السوري..؟ أم أن اعتقال هؤلاء وإن جاء تحت عنوان واحد له أسباب أخرى تتعلق بوضع كل معتقل لم يعلن عنها بعد،وربما لا علاقة لها بالإعلان المذكور ،على سبيل المثال هناك في سوريا، وأنا منهم، من يرجح أن اعتقال (ميشيل كيلو) جاء على خلفية مقاله ( نعوات سورية) نشر في جريدة (القدس العربي) قبل يومين من اعتقاله والتي شخص فيها، من وجهة نظره طبعاً، بعض مظاهر (الطائفية) في المجتمع السوري؟.على أية حال، مهما تعددت أسباب الاعتقال السياسي،ومهما حاولت السلطات السورية تبرير الاعتقالات الأخيرة، إنها تعد انتهاكاً جديداً لحرية الرأي والتعبير في سوريا وتعدياً على حقوق الإنسان والمواطن التي ضمنها الدستور السوري. كما أن هذه (الاعتقالات)،الى جانب كونها تأتي ضمن سياسة تهجين الفكر وتدجين المثقفين، لها جذرها الإيديولوجي والعقائدي، حيث يقدم النظام خطابه على أساس انه (الحقيقة المطلقة) ورفض كل فكر أو خطاب آخر يتعارض مع أيديولوجيته وتخوين صاحبه ومعاقبته. لا خلاف،على أن النظام السوري يمسك وبقوة بكل أشكال السلطة في بلاده، ويقف خلفه حزب كبير(حزب البعث) له أكثر من مليون ونصف المليون عضو، ومجموعة من الأحزاب الأخرى المتحالفة معه في اطار (الجبهة الوطنية التقدمية)، لكن عوضاً من أن تمنحه كل هذه القوة والسلطة المزيد من الثقة بالنفس وإطلاق الحريات السياسية والديمقراطية وتنظيم انتخابات برلمانية و رئاسية حرة وديمقراطية يتنافس عليها كل مواطن سوري يغض النظر عن انتمائه الديني أو الحزبي والسياسي أو القومي، نجده يمارس العكس،إذ يزيد من درجة الضغط والحصار على نشاط المعارضة وعلى كل دوائر المجتمع السياسي والمدني.ثم أن حالات الاعتقال السياسي والرأي ، توقع النظام في إشكال وتناقض واضح مع نفسه،فهي(الاعتقالات)، بشكل أو بآخر، إقرار صريح من النظام بانعدام الحياة الديمقراطية والحريات السياسية في سوريا،إذ من غير المعقول أن يقال عن نظام انه ديمقراطي وهو يلاحق ويعتقل مواطنيه لأسباب تتعلق بمواقفهم وآرائهم السياسية، فمن أهم شروط الديمقراطية وجود معارضة تمارس حقوقها الديمقراطية وتعلن عن برنامجها السياسي بكل حرية هذا من جهة أولى، ومن جهة ثانية، في الوقت الذي يصر النظام على انكار وجود معارضة في سوريا، تأتي حملات الاعتقال السياسي لتؤكد اعتراف النظام ليس بوجود معارضة فحسب، وإنما بوجود معارضة يخشاها النظام وتقلقه، ومن جهة ثالثة، أنها(الاعتقالات) تعكس بقدر معين أزمة النظام وعدم قدرته على مقاربة مشكلات الواقع السوري بعقلية مدنية منفتحة بعيداً عن العقلية الأمنية الاقصائية، وعجزه عن إيجاد حلول معقولة ومناسبة لأزمات سوريا، تخفف من تصاعد ونمو حالات الاحتقان السياسي والقومي والاجتماعي، خاصة مع اتساع دائرة الحرمان والفقر والعوز والبطالة التي بدأت تطال شرائح كبيرة من السوريين وتمتد الى خريجي المعاهد والجامعات.فهذه جميعها، الى جانب القمع والضغط الممارس على المجتمع، تعد من الأسباب الأساسية للتوتر والتطرف.وهنا يحضرني قول لـ(ميشيل كيلو)-فك الله أسره- قاله في برنامج حواري حول الواقع السياسي الراهن في المنطقة قبل اشهر عبر إحدى الفضائيات العربية: (( أخشى أن نتحول جميعنا الى إرهابيين))،ربما ميشيل يدفع اليوم ثمن صراحته وقلقه على وطنه وحبه الزائد له.

سليمان يوسف.. كاتب سوري آشوري
من الموقعين على (اعلان بيروت دمشق)
[email protected]



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميشيل كيلو :ضمير وطن
- نعم: سوريا أولاً وأخيراً
- تركيا المذنبة: هل ستحرم من الفردوس الأوربي
- سوريا: هل مضت جمهورية الخوف
- المسيحية وجذورها الآشورية
- معركة الديمقراطية في سوريا
- المسلمة لاجئة سياسية
- سوريا: الأحزاب تحت الإقامة الجبرية
- تدويل قضية أقباط مصر
- أبرز رسائل الانتفاضة الإسلامية على الرسوم الدنمركية
- انشقاق شارون وخدام في الميزان الديمقراطي
- المسيحية تصلب من جديد في الشرق
- خدام يحرج النظام والمعارضة
- من المشهد السياسي السوري
- لبنان لم يعد لبنان
- الحوار المسيحي الإسلامي ولأفق المسدود
- الخطأ والخطر في اعلان دمشق
- معركة الدستور في سوريا .. رؤية آشورية
- سوريا على المحك
- سوريا باتجاه المجهول


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - سوريا وعتقالات اعلان بيروت دمشق