أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - يتحكمون.. يكسبون و نحن نعمل















المزيد.....

يتحكمون.. يكسبون و نحن نعمل


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سجل السومريون والاكاديون و الأشوريون و البابليون أن جماعة من أتباع ((أنو )) الرب الأكبر ..أطلقوا عليهم (الخمسون الذين هبطوا من السماء إلى الأرض) ( الأنوناكي ) أداروا بحكمة الأرباب في قديم الزمان بلادهم ( ميزوبوتاميا )..وأنهم قبل مغادرتهم الأرض تزاوجوا منهم بحيث أصبح نسلهم هو العرق المتحكم في البشر بعد ذلك.
بعض من العلماء المحدثين يفسرون هذا بأن هؤلاء الأنوناكي كانوا كائنات فضائية قدمت من أجل البحث عن الذهب و بعض المعادن الثمينة علي كوكبنا ..و أنها وجدت مشقة في إستخراجها .بأنفسها .لذلك غيروا في ال D.N.A الخاص بالبدائيين المحليين ..بحيث أصبح منهم أجداد الإنسان الحديث ..و أنهم شكلوا أوليجاركية حاكمة تتمتع بالعلم و القوة و النفوذ علي الجنس الجديد بعد تعليمهم.. وتدريبهم لأداء العديد من الحرف و الأنشطة ..مستعبدبن إياهم للعمل في المناجم..و إقامة المنشئات .
بغض النظر عن صدق هذا الإقتراب من عدمه .. فالإنسان عبر التاريخ أعاد هذا المشهد عدة مرات ..و في أماكن مختلفة .. أحفاد (الانوناكي )المسيطرون وأحفاد (العبيد ) يستخدمونهم في أداء الأعمال الشاقة.
أو كما كانت أوروبا القرون الوسطي .. طبقة من الإرستقراطية تمتلك وسائل الإنتاج و القوة ..تساعدها عناصرمحلية وسيطة تحصل علي إمتيازات خاصة و تستخدمهم للسيطرة علي قاعدة واسعة من الشغيلة و العبيد .
أكثر المشاهد قسوة المعروفة لنا ..كانت مع إصطياد الأفارقة ..وتسفيرهم في ظروف غير إنسانية و تسخيرهم للعمل في حقول القطن الأمريكية بفرجينيا لقرنين و نصف (من حوالي عام 1619...وحتي يناير 1863 ) عندما قام أبراهم لنكولن ..بتحريرهم .
عبيد القرن التاسع عشر و العشرين ..كانوا شغيلة يذهبون بأنفسهم إلي أباطرة العمل .. يرجونهم أن يستغلوهم..لقاء فتات .. تجعلهم يعيشون .. و يتكاثرون .. و يقدمون للسوق المزيج من الأقنان .
اليوم .بعد مضي الربع الأول للقرن الحادى و العشرين لم يتغير الحال ..
فرغم كل ما يشاع عن حقوق الإنسان ..و حريته ..و إدانه الإستغلال العبودى .. عاد أحفاد الأنوناكي يرتدون ملابس السهرة و يدخنون السيجار و يشربون الويسكي ويعيشون في ترف و أبهه بأمريكا و الصين و أوروبا بما في ذلك روسيا . أكثر قسوة و حرفيةمن أجدادهم .يلعبون في ال D.N.A الخاص بالشعوب الأكثر تخلفا ..و يحولوننا إلي تابعين خاضعين .
.
المعادلة لم تتغير .. أصحاب الكرتيلات العظمي .. يعدون بصبر عملاء لهم من عناصر محلية يعلمونهم و يدربوهم في معاهدهم و يسيطرون عليهم من خلال رشوتهم ببعض الإمتيازات .. بحيث يتحكمون في القوى العاملة ويسوقون القطيع حسب إرادة السيد .
إستغلال البشر .. لا ينحصر في شعوب التخلف و الجهل .. فأبناء أوروبا و أمريكا و الصين وروسيا .. يخضعون أيضا لإستغلال كثيف ..ولكن ما يوجه لهم من خطاب يختلف .. إنهم ضحايا قوى الإستهلاك المبهرة التي تحافظ عليهم يديرون سواقي الزيت لتمتليء خزائن الأسياد بالأموال ..
يصارعون و ينشغلون في العاب و أدوات .. ينتجها السوق ليظلوا علي عماهم .. يستهلكون ..و ينجبون ..و يعملون ..وقد يتحولون إلي قطاع طرق مرتزقة ..في جيوش الغزو ...أو بائعات هوى في سوق إستغلال الجنس للتكسب ...أو قراصنة يسطون علي أموال العاجزين بواسطة صندوق النقد و البنك الدولي .
سكان هذا الكوكب يعيشون زمنا فاصلا من تاريخ البشرية .. فبعد تقلص نفوذ القوى الفاعلة ليتمركز في عدد من العائلات (روتشيلد .. روكفلر .. الخ ) تدير الإقتصاد العالمي لصالحها تحكم بواسطة الذكاء الصناعي والكومبيوترات الضخمة ..و المراصد العملاقة ..و أجهزة المراقبة الإلكترونية التي ترصد كل شبرعلي الأرض .. أصبح كل ما تعلمة الإنسان من قبل .. مكانه متاحف الأنثروبولوجي . .. هناك علم جديد طوروه مجهول لدينا
لقد تغيرت .. نظرة أحفاد الأنوناكي في العصر الحديث ..تماما .. لماهية الحياة ..و البشر .. و أهداف الوجود و أصبح الاسياد يتطلعون في إتجاه مزيد من القوة و السيطرة عن طريق العلم و التكنولوجبا الحديثة ..و حفظ الإتزان بين جموع متخلفة لاهية ..و حفنة من المليارديرات يمتلكون ثروة الكوكب
التاريخ يعيد نفسه .. ولكن الفارق بين الحكام الأرباب في سومر و كميت و الهند و أثينا و روما .. و بين أرباب الكرتيلات و المؤسسات المالتي ناشيونال التي تسير العالم ..أن عبيد اليوم يبدو من الخارج كما لو كانوا أحرارا ..و أن خضوعهم لأوامر سادتهم يجرى بإختيارهم ..و أن سبب تعاستهم ..شخصي في كونهم لم يتطوروا و ظلوا أقل نضجا وعلي درجة مريعة من الجهل و التسطح ..و الإستسلام للغيبيات التي تبعدهم عن فكر السادة العظام الذين يحسنون عليهم بفيض نتاج العلم و التكنولوجيا .
بكلمات أخرى القرن الحادى و العشرين كان لحظة التغير النوعي لقد تميزنا تماما .. أصبحنا أغلبية من الكائنات المتخلفة تعيش علي أفكار لا تبعد بها كثيرا عن ذكاء الشمبانزى..
وحفنة من الاوليجاركية الحديثة مسيطرة تضع قدميها علي بداية طريق المعرفة و اليقين و إستخدام منتجات متقدمة للسيطرة .. علي قطعان الجهالة ..و التخلف ..و إدارة حياتهم بحيث تنتهي جهودهم إلي ملأ خزائن العارفين بنتاج جهد المتخلفين .
منذ 11 سبتمبر 2001 تغيرت الصورة .. أنظر حولك .. راقب ماذا فعل أحفاد الأنوناكي في أفغانستان و ليبيا و اليمن والسودان .. وأربط علاقة القوى التي تحكمها الان بالإدارة الأمريكية..و إندهش أن السلاح الاقوى المستخدم للسيطرة كان هو الدين الإسلامي .. في اقصي درجاته تشددا و عنفا .
و كيف تغيرت سوريا و العراق و مصر و إمارات الخليج و السعودية وإسرائيل ..لقد خلقوا طبقة من المديرين الغافلين المرتبطة مصالحهم بمصالح الكرتلات الكبرى .. مهمتها أن تصب نتاج عمل الملايين في الخزائن الأمريكية
.
لقد تطورت علوم الأنوناكي .. بما في ذلك النفسية و الإجتماعية و الإقتصادية و الفلسفية بسرعة شديدة بحيث تهدف لإستمرار العلاقة الإستغلالية بين القادمين من سماء البزينيس ..و العبيد المعدلة جيناتهم ليستمر خضوعهم ..و صراعهم الداخلي ..و إستهلاكهم ..وتعصبهم العقائدى ..و توقيرهم لكل ما ياتي من عند الأسياد .
نعيش في بداية الربع الثاني من القرن الحادى و العشرين في مأزق عدم الوعي ( إحنا وسكان بلاد الواق الواق ) ..لقد أمسك عجلة القيادة نخبة مقدسة من أحفاد الأنوناكي رجال البزينيس .. تختار الحكام بما في ذلك ترامب و بوتن ..و ملوك و أمراء الخليج ..و توجههم هم و سلطتهم و جيوشهم و أسلحة دمارهم في إتجاه زيادة ثروات الأغنياء و نفوذهم ..
وسنظل علي حالنا هذا نقتتل ..و يدمر بعضنا بعضا ..نعاني الجوع و البرد و فقدان العدالة ..و محكي عن الإنتماء الوطمي و الديني دون جدوى حتي يعود الأنوناكي المحدثين إلي ديار الأجداد.. بعيدا بين النجوم ..و يتركون الأرض لاهلها يديرونها .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس تاريخ للاطفال
- هل يعود الأنوناكي لنتعلم منهم الإنسانية
- هذة العقائد ستذهب لمتاحف الأنثروبولجي
- الإسلام دين و ليس حضارة لها فن
- أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ
- عندما تختفي الجيوش و تترك بلادها للنهيبة
- الإنكشارية تعيد إحتلال المنطقة
- الإرهاب الشرقي نمط حياة
- لازال طريق المقاومة هو الدرب الصحيح
- لماذا يشترى الخلايجة في سوق غير مشجع
- البردية المجهولة(كمان و كمان ).
- سلوك القتلة ..و مفاهيم الفلسفة
- شخص يجتهد و لكنه ساخط
- لم تتغيرأهداف الإستعمار ..تغيرت أساليبه
- corruption.. الفساد
- ما بعد الموت عند القدماء
- الابراج العالية لا تصنع حضارة
- إنهم يدمرون الأثار ..و سيدمرونها .
- تدمير الاثار ليس خبرا جديدا
- نصف قرن من الغربة


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - يتحكمون.. يكسبون و نحن نعمل