مسلسل (رأس الهرم ) ..............وآراء حول السلطة

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 8211 - 2025 / 1 / 3 - 22:13
المحور: الادب والفن
    

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
كمؤرخ ، وكاتب ، وصحفي ، شاهدت الحلقات العشر من المسلسل التلفزيوني الرائع الموسوم ( رأس الهرم) . تابعته بشغف ، واهتمام ، وأبارك العمل من الناحيتين الدرامية والاجتماعية .
كاتب المسلسل المهندس الاستاذ الفنان احمد وحيد ، ومن اخرجه الاستاذ مصطفى حكمت . والمسلسل ، يقع في عشر حلقات ، وقد كان من المؤمل ان يُعرض على بعض المنصات ، لكن اشترط بعضهم حذف بعض المشاهد .كاتب المسلسل وبطله الرئيس احمد وحيد رفض ذلك وقال : الدراما يجب أن تكون قوية ، ومؤثرة والا فلا .
المسلسل نجح في التعبير عن فكرته ، وهدفه ومما ساعد على ذلك قوة النص ، واداء البطل ، وتوفر الامكانيات الفنية .كان برفقته - أي برفقة البطل - مجموعة من الممثلين الجادين الملتزمين وهم فضلا عن احمد وحيد ، الفنانة المتألقة زهور علاء ، والفنانَين الكبار إياد الطائي، ومحمد البصري، صبا إبراهيم، ويحيى إبراهيم .
أحمد وحيد تحدث عن العمل وقال انه يتناول من اسمه (رأس الهرم ) ، ورأس الهرم من يمتلك السلطة في بلد ما ، واراد ان يسوس الناس بطريقة تقوم على الدم و الاستبداد ، والدكتاتورية وعدم الاستماع الى اي رأي .. وحصر السلطة بيد رأس الهرم ، علما أن طريقة تسلم الرأس للسلطة كانت دموية ، وانتهت نهاية دموية والدم يأتي بالدم ، والعنف يأتي بالعنف ، والقتل يأتي بالقتل ، والحقد يولد الحقد ، والناس التي ذهبت الى الانتخابات لم تكن تمتلك الوعي الكافي .الحاجة الى الفلوس ، وشراء الذمم ، والجهل ، والتخلف ، والطائفية، والمناطقية ، ووجود المنافقين ، والحاشية كل هؤلاء هم من يُنهي النظام . فضلا عن أن عدم الركون الى القانون ، وغياب الاستراتيجية ، والخطط الكفيلة بإدارة البلد والناس تؤدي الى التهلكة . أي محاولة لتحسين الوضع يريدها رأس الهرم ، وهو من ابتدأ بالقتل والعنف ؟!.واي محاولة لتحسين الوضع وهو يريد من المسؤولين ان يجعلوا الشعب يخاف من رأس الهرم لا ان يحترمونه ؟! . اي تحسين للوضع ، وهويعتمد على عناصر ضعيفة تخطط للحصول على المكاسب والمغانم ؟! .
رأس الهرم يقول بعد ما قام به من انقلاب او حركة التصحيح : "خلي البلد اسود على مزاج واحد ولا اخضر ولكن على خمسين مزاج ، وعندما تسأله البطلة ماهو الفرق يجيب ان الناس بعد حركة التصحيح راح يعرفون يخافون من منو ، وان فكرت بذلك ستجدين انها نعمة كبيرة من تعرفين تخافين من منو..." فتجيب البطلة انها لم تكن ابدا تعرف ان الخوف نعمة . وهنا يجب الاشارة الى ان الناس باتت تخاف من بعضها ، ولابد ان تعرف وتحدد ممن تخاف !!.
اعقب فأقول ، ان المواطن في المجتمع المنشود هو من يجب ان يعي حقوقه ، وواجباته ، ويجب على رأس الهرم ان يساعد الناس على ان تكون لديهم حرية في اتخاذ القرار ، وان يزيل الخوف ، والرعب من نفوسهم وان يعمل على اسعادهم ، ورفاهيتهم .
رأس الهرم فشل في زواجه ، وطلق زوجته وتحول الامر لديه الى (عقدة) وعندما حاول ان يعيدها اليه كان هدفه الثأر ليس الا الثأر لنفسه .الثأر ، والحرمان هما من كانا يتحكمان بشخصيته ، فضلا عن ان يده اصبحت ملطخة بالدم ، فكيف يجرأ على ان يحكم في وسط موبوء بالغش ، والخداع ، والمؤامرات ، والقتل ، والرشوة ، والنفاق ، والاحتيال . من يريد ان يدير البلاد يجب ان يكون على وعي بحقيقة مشاكل البلاد ، وان يعتمد المتخصصين ، ويستند اليهم ، وان يخطط ويضع ستراتيجية تحمي حياة الناس وتعمل من اجل اسعادهم ورفاهيتهم لا ان ترعبهم ، وتزرع الفتنة بينهم وتكمم افواههم .
مسلسل قوي ، وجريء في طرح موضوعه، ومن الناحيةالفنية كان متميزا في التمثيل تمثيل الادوار وفي الاخراج والديكور مع وجود بعض الهنات غير المؤثرة . اتفقنا ام اختلفنا مع رؤية المؤلف ، لكن العمل محاولة جادة ، وتبشر بالخير للعمل على اقالة الدراما العراقية من عثرتها ، ومن انكفائها ومنذ قرابة عقدين .
تمنياتي لكل العاملين بالمسلسل بالتقدم والنجاح الدائم

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل