أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - رقصة الحراك الكوردي في سوريا على حافة الهاوية














المزيد.....

رقصة الحراك الكوردي في سوريا على حافة الهاوية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صراع البقاء بين الانقسام والمصير المجهول
أكاد أجزم بأن الحزبية هي السيدة الحاكمة للموقف، بينما السياسة الحقيقية غائبة عن المشهد، لهذا تستخف أطراف الحراك الكوردي، أو لنقل طرفي الاستقطاب، بأهمية تشكيل هيئات كوردية مشتركة سياسية وقانونية وغيرها للتفاوض مع الحكومة الانتقالية باسم الشعب الكوردي، يتجاهلونها ليست لجهالة بل لأنهم أسرى الاتهامات ومصالح القوى الإقليمية، متناسين أن الاتفاق على البنود التي سيتم طرحها على طاولة الحوار الداخلي سيستغرق وقتاً طويلاً، في ظل هيمنة الخلافات، هنا نتحدث عن المنهجيات المتباينة التي يتبعها كل طرف، إلى جانب اختلاف طبيعة المطالب.
لذا، نطلب من الشخصيات الوطنية الثقافية والسياسية، التي تسعى لردم الهوة بين طرفي الاستقطاب أملًا في تشكيل هيئة مشتركة، عدم إضاعة الوقت في جدليات تكاد تكون عقيمة، بل شبه مستحيلة التحقيق، وذلك لأسباب عديدة. بدلًا من ذلك، ينبغي ترك كل من المجلس الوطني الكوردي وقوى الإدارة الذاتية للعمل بشكل مستقل، مع تقديم الدعم لكل طرف على حدة لتشكيل هيئات متنوعة ومدعومة بمشاريع موسعة يضعها مختصون، تعكس طموحات الشعب الكوردي في سوريا المستقبلية. هذا هو الحد الأدنى الذي يجب على الوطنيين القيام به لإنقاذ شعبهم من سذاجة طرفي الاستقطاب.
يجب أن يتم تشكيل هذه الهيئات على أسس وطنية واضحة، وبمشاريع قابلة للتنفيذ تؤمّن حقوق الشعب الكوردي والأقليات الأخرى في سوريا، ليتم التفاوض عليها مع الحكومة الانتقالية في دمشق. كما ينبغي على الطرفين أن يأخذا بعين الاعتبار تأثيرات الدول الإقليمية، التي تميل إلى تفضيل سلطة مركزية تحدّ من حقوق القوميات ضمن إطار الحكومة والدستور.
ورغم هذا الاحتمال الخطير، الذي قد يضع القضية الكوردية في سوريا على المحك، وربما تصل إلى نقطة يكون فيها الكورد تحت رحمة ما ستقرره الحكومة السورية القادمة في الدستور، والذي قد يُفصل على مقاس مفهوم "الأمة الإسلامية"، مع ذلك فإن الأطراف الكوردية تواصل عنادها بعدم التفاهم على إطار سياسي مشترك:
1- يبدو أن المجلس الوطني الكوردي يحاول طرح نفسه كممثل وحيد عن الشعب الكوردي، كطرف مستقل عن الائتلاف السوري، خصوصًا مع تراجع نفوذ الائتلاف إلا إذا تدخلت تركيا لإعادة تحريكه لتحقيق مصالحها. لكنه وعلى الأغلب لن يتمكن من لعب دور قوي على الساحة السياسية، خاصة في ظل افتقاره إلى دعم حقيقي وفعال، مما يجعله يعتمد على نشاطات شخصيات من قيادته في دمشق. في هذه الظروف، من المحتمل أن يقتصر تمثيله على وزارة شكلية في حكومة مركزية، بدستور ينوه إلى حقوق الأقليات فقط، مثل الحقوق الثقافية والاجتماعية، وحرية التعليم باللغة الكوردية، ولكن في مدارس خاصة غير مدعومة من الدولة، بينما يظل مفهوم "الأمة الإسلامية" محور الدستور والمجتمع السوري القادم.
2- وفي المقابل الإدارة الذاتية والتي تتمتع بثقل سياسي وعسكري واقتصادي يدعم موقفها التفاوضي. فهي تدير أكثر من 20% من الأراضي السورية وتسيطر على أكثر من 70% من ثروات البلاد، بما في ذلك النفط والزراعة. إلى جانب ذلك، تمتلك خبرة إدارية كافية لتشكيل هيئات متكاملة بمشاريع مسودات مدروسة تُعرض أولاً على القوى الدولية قبل تقديمها لطاولة المفاوضات، هذا الدعم والقوة يجعلها لاعبًا رئيسيًا في الحوارات مع الحكومة الانتقالية وربما الدول الداعمة لها، مثل تركيا.
رغم أن هذا المطلب، أي دعم الطرفين بشكل منفصل، من جهة لا يتماشى مع رغبات الشارع الكوردي، ومن جهة أخرى قد يفتح المجال أمام الحكومة المؤقتة للمطالبة بتوحيد الصف الكوردي والاتفاق على جهة واحدة تمثل الكورد في الحوار معها، بحجة عدم إمكانية التفاوض مع طرفين في وقت واحد، يبدو منطقيًا من الناحية الحزبية – السياسية، لكنه مدمر من الناحية الاستراتيجية، إذ يحمل خطر تكرار الإخفاقات التاريخية الكارثية التي عانى منها الكورد مرارًا.
وبالتالي لا بد من العمل على إقناع الطرفين، قوى الإدارة الذاتية بشكل خاص، لإعداد خارطة طريق شاملة لمستقبل المنطقة الكوردية، تعرض للتفاوض عليها، هذه الخارطة ينبغي أن تتضمن:
• سياسيًا: السعي لتمثيل فعّال في الحكومة القادمة.
• قانونيًا: التركيز على كتابة دستور يرسخ نظامًا لا مركزيًا، مع منح المنطقة الكوردية وضعًا فيدراليًا، يضمن لها قوات محلية لحماية أمنها.
• اقتصاديًا وتنفيذيًا: التفاوض لاحقًا على توزيع الثروات وإدارة التجارة والبنية التحتية بما يضمن حقوق المنطقة ومواردها.
أعود وأكرر ندائي إلى الحراك الثقافي والشخصيات الوطنية بتقبل ما عرضته، لعل ذلك يكون جرس إنذار للطرفين قبل فوات الأوان. فعندما تبدأ جلسات الحوار – إن تمت – سيدرك الطرفان كيف ستتم الاستهانة بهما، وتصغير دورهما، بل وربما إهمالهما بالكامل، مما سيؤدي في النهاية إلى تهميش مطالب الشعب الكوردي بتقديم حق المواطنة في دولة مركزية وبعض الحقوق الثقافية.
عندها، لن يكون هناك مفر من محاسبة الطرفين على مسؤوليتهما المباشرة عما ستؤول إليه القضية الكوردية في سوريا من نتائج قد تكون كارثية.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
20/12/2024م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بين الثورة والظلام، هل تنتصر الحرية على التطرف؟
- نيران التغيير، وربما التقسيم تقترب من تركيا، هل ستنقذها الفي ...
- سوريا لن تُبنى بالإملاءات
- الكورد والمحتل
- سوريا ولادة من رماد الطغيان إلى صراع على هوية المستقبل
- حين يتصارع التطرف والشرعية في تشكيل هوية سوريا كوطن
- نار الكراهية وأمل التعددية في وطن ممزق
- بشار الأسد بين خيارات البقاء وأطياف الهزيمة
- سوريا بين شتات الهويات وصراع الطوائف
- أردوغان والعباءة المزيفة
- القومية بين البناء الحضاري والتشويه الإقصائي
- بين عباءة الإسلام وقناع القومية
- حلب بين نيران الصفقات وتناقضات المصالح
- التاريخ يصفع كمال اللبواني: الوجود الكوردي في غرب كوردستان ح ...
- صراع الظلال بين إيران وإسرائيل في مسرح السياسة الخفية
- الصراع السياسي والعسكري في مواجهة الطغيان التركي
- إرادة لا تُقصف، فلسفة المقاومة الكوردية في مواجهة همجية تركي ...
- عملية أنقرة: بين المكاسب السياسية والخسائر الإنسانية
- أردوغان والنظام السوري بين البراغماتية السياسية والرهانات ال ...
- اللغة الكوردية والذكاء الاصطناعي


المزيد.....




- مصادر لـCNN: ترامب يوجه أعضاء إدارته لمحاولة لقاء مسؤولين إي ...
- عاجل.. إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صار ...
- هآرتس: إسرائيليون وأجانب يدفعون آلاف الدولارات للخروج بحرا إ ...
- رئيسة الصليب الأحمر: المدنيون يدفعون ثمن تراجع الالتزام العا ...
- ترامب يهاجم تاكر كارلسون ويصفه بـ-المجنون- بسبب تصريحاته حول ...
- السفارة الصينية في تل أبيب تنشر تحذيرا يدعو مواطني الصين لمغ ...
- انفجارات تهز تل أبيب ومحيطها
- ستارمر: قادة مجموعة السبع يتفقون على معارضة البرنامج النووي ...
- محاولات في الكونغرس الأمريكي لتقييد ترامب في استخدام القوة ا ...
- قبل أيام من الضربة الإسرائيلية.. ترامب تلقى إحاطة حاسمة وأعط ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - رقصة الحراك الكوردي في سوريا على حافة الهاوية