بيان منظمة حرية المرأة حول سقوط نظام الأسد

منظمة حرية المرأة في العراق
(Organization Of Women’s Freedom In Iraq)

الحوار المتمدن-العدد: 8192 - 2024 / 12 / 15 - 02:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

بيان منظمة حرية المرأة في العراق:
سقوط نظام الأسد لحظة تأمل ونضال متجدد من أجل الحرية والمساواة

بإيماننا العميق بالقيم النسوية كجزء لا يتجزأ من السياسة، وبتجذرنا في قضايا الطبقة العاملة ونضالها من أجل التحرر والعدالة، كانت منظمة حرية المرأة في العراق منذ بدايات الحراك الجماهيري في سوريا عام 2011 تراقب وتوثّق بحرص كل ما يتعلق بأوضاع النساء، كاشفة عن معاناتهن وسط زخم الثورة، وعن التحديات التي واجهنها مع تصاعد أعمال العنف، والهجرة القسرية، وحياة المخيمات، والتنكيل المنظّم الذي مارسه نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية.
رأينا في بدايات التظاهرات والحراك الجماهيري أملاً يلوح في أفق التغيير. نساء سوريات كن في قلب الميادين، يقدن التظاهرات، يهتفن للحرية، ويطالبن بحقوقهن الأساسية التي صادرها النظام لعقود. ورغم القمع الوحشي، استمرت المرأة السورية في نضالها، متحدية القمع المزدوج: من النظام من جهة، ومن القوى الإسلامية والتنظيمات المتطرفة من جهة أخرى.
منذ اندلاع الثورة، عمل القسم الإعلامي في منظمتنا على رصد أوضاع النساء ومشاركتهن في المظاهرات السلمية، وعلى معاناتهن في ظل النزوح القسري والهجرة الجماعية في المخيمات ودول اللجوء، ممن عانين من الفقر، وانعدام الأمن، والتمييز. كذلك، لم ندخر جهداً في حماية ودعم وتمكين النساء السوريات اللواتي وجدن في العراق، حيث واجهن تحديات إنسانية مضاعفة.
مارس نظام الأسد أقسى أشكال القمع بحق النساء السوريات، من الاعتقال التعسفي إلى العنف الجنسي في المعتقلات. ولم تكن التنظيمات الإرهابية، بما فيها “حركة تحرير الشام” التي انبثقت من تنظيم داعش، أقل وحشية. فرضت هذه الجماعات على النساء قوانين رجعية، حولتهن إلى أدوات للسيطرة السياسية والاجتماعية، مما زاد من معاناتهن وعزلهن عن المشاركة في الحياة العامة.
في ظل هذا الانتصار الجماهيري بسقوط نظام الاستبداد، نعبر عن قلقنا العميق من السيناريوهات المحتملة. إن التجربة الأفغانية تُلقي بظلالها الثقيلة، وتثير مخاوف مشروعة من أن تتحول سوريا إلى بؤرة جديدة للإسلاميين المتشددين، في ظل غياب مشروع سياسي واضح قائم على العدالة والمساواة. كما لا يمكننا إغفال المطامع الاستعمارية لقوى عالمية او لدول الجوار في الأراضي السورية، والتي استغلت الوضع الراهن لتعزيز نفوذها وتوسيع سيطرتها على حساب الشعب السوري المنهك.
لا يمكننا تجاهل دور العديد من الدول التي دعمت نظام الأسد، وساعدته على قمع الجماهير وقتل الآلاف، ومن ثم انقلبت عليه في تحول سريع لمواقفها السياسية. هذا النفاق الدولي أسهم في إطالة أمد المعاناة، وترك المجتمع السوري، وخاصة النساء، في مواجهة مصير مأساوي بين نظام قمعي وقوى متطرفة.
إن وجود منظمات نسوية ودولية في سوريا بات ضرورة ملحة لمساندة الجماهير ودعم النساء في مواجهة التحديات الراهنة. إن هذه المنظمات قادرة على لعب دور حاسم في تمكين النساء، وتأمين مشاركتهن السياسية في رسم مصير المجتمع، وكذلك في رصد الانتهاكات، والمطالبة بمحاسبة كل الأطراف التي مارست العنف بحقهن.
إن سقوط الأسد، رغم ضبابيته، يفتح نافذة أمل للنضال من أجل بناء مجتمع حر في سوريا، يعكس العدالة، والمساواة. نثمن نضالات النساء السوريات، ونؤكد أن بناء مستقبل الحرية والمساواة في سوريا لا يمكن أن يتحقق إلا بمشاركتهن الفاعلة في السياسة والمجتمع. كما وندعو القوى النسوية واليسارية والعمالية حول العالم إلى التضامن مع نساء سوريا، ومواصلة النضال ضد كافة أشكال الاستبداد والقمع والرجعية.
معاً نحو عالم يخلو من الأنظمة الاستبدادية والتنظيمات الرجعية
معاً من أجل تحرير النساء كجزء لا يتجزأ من تحرير الجماهير

#منظمة_حرية_المرأة_في_العراق (هاشتاغ)       Organization_Of_Women’s_Freedom_In_Iraq#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل