أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - محور المقاومة . العقل العربي الغبي















المزيد.....

محور المقاومة . العقل العربي الغبي


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقيقة ما اذهلني ، هو اعتبار العقل العربي ، سقوط النظام السوري ( البعث ) ، بالحدث الذي لم يكن منظرا ، وفاجأ الجميع ، ومن مختلف المستويات الثقافية والسياسية ، والعسكرية .. فسقوط نظام البعث عند العقل العربي ، كان اخر شيء يمكن التفكير فيه او تصوره ، والحال ان مشروعين مماثلين ، المشروع الناصري ( جمال عبدالناصر ) ، ومشروع البعث العراقي ، قد سقطا من قبل نفس العدو لهما ، بل سيتم اعدام صدام حسين ، وظل الشارع العربي صامتا متفرجا فيما يجري ، ونفس الحالة حصلت بقتل معمر القدافي وتحويل ليبيا الى دولية تبقى معرضة لجميع الاخطار التي اسقطت الأنظمة (القومية ) العربية ، لان مخلفات القدافية لا تزال تبحث لها عن مخرج بسبب الازمة التي تعيش فيها ليبيا ، ولم تكن لما كان معمر القدافي الحاكم الفعلي للبلد . ، ناهيك انحلال الدولة اليمنية ، التي تعيش شبه تقسيم واضح ، سيما وان اصل الخلاف عرى عن وجهه عندما جزء من البلد ادان بالإسلام السني متكأ على المملكة العربية السعودية ، وجزء اخر شيعي اشهر ولائه لإيران .. دون ان ننسى صراع الصحراء الغربية ، التي تنتظر تنفيد وتنزيل المشروعية الدولية ، لان أي مخرج للمشروعية الدولية لن يحيد عن الاستفتاء وتقرير المصير ، وطبعا النتيجة ستكون لها تبعات خطيرة ستمس جغرافية المغرب ، وفي تطور مقابل وكاللهيب ، يتدخل الجزائر من بوابة جمهورية القبايل ، ودراعها ( الماك ) .. وقد فطن النظام الجزائري لهذا الخطر المؤيد من قبل العالم الغربي ، أي فرنسا وإسرائيل وامريكا .. ، ولخلط الأوراق ، وتعطيل المشاريع التي اشتغلوا عليها منذ اكثر من أربعين سنة ، وحتى الخمسين سنة ، سيخرج النظام الجزائري بورقة جمهورية الريف ، واستقبال حزبها الناطق باسمها ، " الحزب الوطني الريفي " الذي يستمد الدعم الأيديولوجي والمادي من حركة 18 شتنبر ذات المقر الرئيس بهولندا .
فالغرب كما يرضيه مخرج تنزيل المشروعية الدولية لحل نزاع الصحراء الغربية ، والنتيجة تعني الاستقلال ، وتعني توجيه الغرب لضربة قوية للنظام المخزني المزاجي الطقوسي .. حيث اصبح عالة عليها ، وأصبحت تتفاداه ، وتقرر ضده وضد مصالحه ، بل تستهدفه من خلال قراراتها باسم المشروعية الدولية ، لأنها لم تعد في حاجة اليه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق ، ومنذ سقوط القيادة الروسية في خطأ الغزو الروسي لأكرانيا ، حيث أظهرت الحرب الضعف البنيوي والتقني للجيش الروسي ، الذي اصبح حاصلا في المستنقع الاوكراني .. فهذا التحول المحضر له وكان محضرا له من قبل جهابدة الغرب في السياسية وفي الاستراتيجية ، لان كل شيء يقوم على دراسات قد تستغرق حتى خمسين سنة ، اصبح النظام المخزني متجاوزا في التحليلات الغربية ، واصبح التضحية بالنظام الطقوسي ، لا تعني شيئا .. لان الأدوار الدركية التي لعبها ابان الحرب الباردة لم تعد مجدية ولا ذات تأثير .. ليتبين ان الغرب حين كان يعتمد هذه الأنظمة ، فليس ذلك ايمانا بها ، بل كان الاعتداد يأخذ قضايا أيديولوجية ، وقيمية تتعارض بالمطلق مع القيمة الثقافية الغربية .. ونفس الشيء بالنسبة للنظام الجزائري ، فرغم انه انخرط أيديولوجيا باسم (الاشتراكية) مع الاتحاد السوفياتي ، في مواجهة الغرب الرأسمال ، ومواجهة النظام البتريركي البتريمونيالي الكمبرادوري الثيوقراطي الطقوسي .. فان تلك المراجع الأيديولوجية أصبحت في خبر كان ، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ، وبعد الازمة السياسية والأيديولوجية والقيمية والاقتصادية التي مرت منها روسيا قبل ان تتعافى .. وأصبحت العلاقة بين النظام الجزائري وبين روسيا ، وبين النظام الجزائري والصين ، علاقات تجارية .. وهذا يعني ان في أي نزاع بين النظامين المغربي والجزائري ، فالجزائر يجب ان تعول على نفسها ، وروسيا والصين ، ما يهمهما غير بيع الأسلحة المختلفة ، ولا تهمها القيم الأيديولوجية التي عمرت العالم قبل تفكك الاتحاد السوفياتي .
فلا النظام الطقوسي المخزني يحميه الغرب ، خاصة فرنسا إسرائيل وامريكا ، ولا النظام الجزائري ستحميه الصين او روسيا التي غرقت في المستنقع الاكراني ، الذي عرى عن حقيقة جيشها .. فالنظامين معا ، مهددان بالسقوط ، والباب الرئيسي للمدخل يبقى الصراعات الترابية . النظام المخزني تهدده الصحراء الغربية ، والنظام الجزائري تهدده جمهورية القبايل ، ودراعها ( الماك ) .. وكما ان لجبهة البوليساريو مكاتب تمثيلية بكل العواصم الاوربية ، ولها مكتب بالأمم المتحدة ، وبواشنطن ، فان لجمهورية القبايل مكاتب بفرنسا التي تضمها وتؤثثه لها المسار .. ولها مكاتب بسويسرا ، وتعترف بها كندا ، كما انها تنشط بأمريكا التي ستستغلها عندما يصبح تدخل واشنطن ضروريا ، أي عندما يحين ظرف التغيير ..
الفرق بين الأنظمة السياسية العربية ، وبين الأنظمة الغربية ، الولايات المتحدة الامريكية ، الاتحاد الأوربي وبريطانيا العظمى .. ان التنظير للإنجازات ، ليس وليد الحين .بل قبل اتخاذ القرارات الغربية ، يكون الغرب قد قام بدراسات فاقت أربعين او حتى خمسين سنة مضت .. وهي تضعها في الرفوف الآمنة ، حتى اذا جاء اجلها ، فلن تتردد ثانية عن تحريكها وتنزيلها .. لذا فان سقوط نظام البعث في العراق ، جاء وقته الذي حظي بالدراسات المستفيضة ، سيما وانه هدد بضرب إسرائيل ، وبإحراق نصفها .. وبسبب اندفاعاته المتهورة ، فرشوا له الحرب مع ايران ، التي كانت حربا كضرب عصفورين بحجرة واحدة .. وتم تدمير الدولتين باسم أطماع عراقية ترابية في الشط الفارسي ، وطبعا فان أي انهيار للدولتين هو خدمة لتل ابيب بدرجة أولى .. ونظرا لان الحرب لم تنتهي بالقضاء التام على النظامين البعثي العراقي والشيعي الإيراني ، ودائما بسبب الدراسات الاستراتيجية التي أنجزت منذ اكثر من أربعين سنة ، ستدفع إسرائيل ومن بعيد الكويت ، الى المطالبة بمستحقاتها ، التي اعتبرها صدام حسين " قطع الرقاب ولا قطع الارزاق " .. وبسبب مرض الاندفاع ، ستفرش سفيرة الولايات المتحدة الامريكية ببغداد ، الأرض لغزو العراق للكويت .. مع مظاهر البطش والقتل التي رافقت اليوم من التدخل ، فكان دخول بغداد الكويت ، الرصاصة الامريكية التي اطلقتها واشنطن على كل العراق ، وليس فقط على نظام البعث .. وانتهت الحرب ، كما قالت " مدلين البرايت " Madeline Olbreit بإرجاع كل العراق الى القرون والعصور الوسطى .. وكانت النتيجة كذلك اعدام صدام حسين ، بدافع من تل ابيب وواشنطن والدول الخليجية ومصر ، اعدام صدام حسين باسم الحركة الشيعية ، امام صمت وذهول الشارع العربي ..
وبالرجوع الى خطابات الساسة الأمريكيين الذين ينسقون مع الساسة الإسرائيليين ، وهنا اعني الاستراتيجيين في الموضوعات المتخصصة ، لخلصنا منذ ها والى اليوم ، باعتبار سقوط النظام السوري ، لم يكن مفاجأ او حصل بغتة ، بل ان سقوط النظام اليوم كان مخططا له منذ بداية ازمة العراق .. وكان بعض صقور البيت الأبيض ، وهم يخوضون حرب العراق ، يفكرون في إضافة سقوط نظام دمشق ، لان سقوط النظامين البعثيين بغداد / دمشق ، وقبلهما سقوط الحركة " الناصرية " وضرب مشروعها العروبي بالمنطقة ، كانت ضربة للحضارة العربية ، وضربة للحركة القومية العربية ، رغم ان القطرين لا علاقة لهما بالحركة القومية العربية ، التي رفضت وحدها إسرائيل ، وحاربتها في عدة محطات .. وطبعا ستستعمل المخابرات الامريكية .. والإسرائيلية رسائلها المشفرة ، التي اسقطت نظام البعث السوري ..
منذ اكثر من نصف وقرن ونحن نسمع ب " محور المقاومة " ، وسمعنا بدول " الصمود والتصدي " . فكانت النتيجة واضحة ، الا لمن يتجاهل الواقع .. ان ضرب حماس بقتل إسماعيل هنية ، وضرب حزب الله بقتل حسن نصر الله ، وضربة حماس التي كان انتحارية استدرجت اليها ، يمكن الرجوع الى مصادره في التصريحات الامريكية لجورج بوش الاب ، وجور بواش الابن .. فما اكانت تقوله " كندليزا راييس ، اخده الغرب بجد ، في نسي العرب سريعا ، وهو ينتظرون تغييرا قويا بالمنطقة سماه جورج بوش الابن بالمشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا .. طبعا لقد تم انجاز مشروع الشرق الأوسط ، والآن حان مشروع شمال افريقيا ، من خلال الصحراء الغربية ، الجمهورية الريفية ، وجمهورية القبايل الجزائرية .. والمشروع قد يعصف بالنظامين المغربي والجزائري معا ، اذا تغلبت عليهما قضية التراب ، القابلة للتمدد والاسترخاء حسب المرحلة الحينة .
ان الدور هو للشعوب التي يجب ان تلقي كلمتها اليوم ، لتفادي ما يمر به ومنه مشروع الشرق الأوسط الكبير ، وشمال افريقيا اليوم ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله (اللبناني) الإيراني
- سورية
- الدولة المارقة
- هشام بن عبدالله العلوي / الملكية ( الديمقراطية ) ( التعاقدية ...
- في البطريركية (الابوية) السياسية
- الملك محمد السادس حسم في الوضع القانوني للصحراء الغربية ، وا ...
- جمهورية الريف الوطنية والديمقراطية
- أصل الحكم في الإسلام
- خمس منطلقات في المسألة الديمقراطية والانتخابات .
- حرب الصحراء الغربية بين النظامين المخزني المزاجي والنظام الج ...
- حركة التحرر العربية : أزمة عارضة أم بنيوية ؟
- حتمية انتصار الخط الوطني الثوري التقدمي . والمستقبل للشعب ال ...
- من دون الجيش لن يتحقق التغيير الوطني الثوري التقدمي
- ما هي دلالات الموقف الفرنسي الأخير من نزاع الصحراء الغربية – ...
- اسبانية – فرنسا ونزاع الصحراء الغربية
- الآن توضح الموقف الاسباني والفرنسي من نزاع الصحراء الغربية .
- القيادة الثورية عند نزول الشعب الى الشارع
- الشارع
- كيف يمكن تغيير النظام .
- مجلس الامن يقترح حلا لنزاع الصحراء الغربية بين جبهة البوليسا ...


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - محور المقاومة . العقل العربي الغبي