أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبراهيم اليوسف - تقرير -قيصر- ودوره في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا















المزيد.....

تقرير -قيصر- ودوره في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 00:59
المحور: حقوق الانسان
    


إبراهيم اليوسف





تم تسريب تقرير قيصر في عام 2014 بوساطة مصدر سوري يحمل الاسم الرمزي "قيصر"، وهو منشق عن الأجهزة الأمنية السورية، وقد كان يعمل مصورًا في الطب الشرعي في الشرطة العسكرية التابعة للنظام السوري. هذا التقرير يُعد واحدًا من أبرز الوثائق التي فضحت الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي ارتكبها النظام السوري بحق المعتقلين والمعارضين السياسيين. ويحتوي على أكثر من 55,000 صورة تظهر آثار التعذيب الوحشي والقتل الجماعي للمعتقلين في سجون النظام السوري. الصور تمثل أدلة قاطعة على عمليات قتل ممنهج، وإعدام جماعي، وتعذيب بشع للمعتقلين الذين كان يتم اختطافهم من قبل الأجهزة الأمنية، وهي تشمل مشاهد بشعة لجثث مُعذبة وجثث أشخاص ماتوا جراء التعذيب أو سوء المعاملة داخل السجون.

وقد لعب تقرير "قيصر" دورًا حاسمًا في كشف حجم الانتهاكات والجرائم التي وقعت بحق المعتقلين السوريين في سجون النظام، حيث سلط الضوء على وحشية التعذيب الذي وثقته الصور التي أظهرت جثثًا تحمل آثار ضرب وتعليق من الأطراف، وصعق بالكهرباء، وحرمان من الطعام والماء. هذا التقرير لم يكتفِ فقط بتعزيز مصداقية شهادات الناجين، بل كان بمثابة أداة محورية لدعم جهود المحاكم الدولية التي استخدمته كدليل على الجرائم ضد الإنسانية، ما ساهم في دفع المجتمع الدولي لفرض عقوبات ومطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها. كما أثار التقرير تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة، إذ أقنع حكومات عدة باتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه النظام السوري واستخدامه كوسيلة ضغط في المفاوضات. ومن ناحية أخرى، أثارت الصور والأدلة التي نشرها التقرير ردود فعل واسعة على مستوى الرأي العام العالمي، حيث أصبحت محور تغطية إعلامية مكثفة وموضوعًا أساسيًا في تقارير حقوق الإنسان، مما ساهم في رفع مستوى الوعي الدولي بشأن معاناة الشعب السوري وفضح حجم المأساة المستمرة.









تقرير قيصر يهزُّ كرسيَّ نظام الأسد:

شكل تقرير "قيصر" وثيقة محورية أثبتت الطابع المنظم للجرائم المرتكبة في سجون النظام السوري، مؤكدة أن هذه الانتهاكات لم تكن تصرفات فردية بل جرائم منهجية بتوجيه مباشر من أعلى هرم السلطة. الصور التي نشرها التقرير كشفت عن أن هذه الجرائم كانت جزءًا من آلية ممنهجة تستهدف المعتقلين السوريين. ساعد التقرير في زيادة الضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، حيث رفع الوعي العالمي بضرورة محاسبة النظام على ممارساته الوحشية، ما أدى إلى اتخاذ إجراءات قانونية وفرض عقوبات اقتصادية، رغم غياب أي تحرك عسكري دولي.

كما ألقى التقرير الضوء على دور بعض العاملين في القطاع الصحي، حيث شارك أطباء بشكل مباشر أو غير مباشر في تسهيل جرائم التعذيب. بعض الأطباء ساهموا في إجراء فحوصات للمعتقلين لكنهم أسهموا أيضًا في تسهيل عمليات التعذيب، بل وشاركوا أحيانًا في تعذيبهم جسديًا، مما يضعهم في دائرة التورط في الجرائم ضد الإنسانية. هذا التواطؤ كشف عن طبيعة الانتهاكات التي جعلت السجون السورية أماكن للإذلال الممنهج. أصبح التقرير مرجعًا قانونيًا وشاهدًا على معاناة المعتقلين، ولعب دورًا محوريًا في تحريك ملفات دولية تسعى لتحقيق العدالة.



أطباء ومجرمون؟:

كما كشف تقرير "قيصر" عن التواطؤ الواضح بين الأطباء وأجهزة الأمن في النظام السوري. في العديد من الحالات، كان يتم تحويل المعتقلين إلى عيادات طبية داخل السجون لإجراء فحوصات جسدية، ولكن بدلاً من تقديم الرعاية الصحية المناسبة، كان الأطباء يكتبون تقارير مزيفة تدعي أن المعتقلين في حالة صحية جيدة، حتى في ظل تعرضهم لإصابات جسدية مروعة نتيجة التعذيب. كانت هذه التقارير تستخدم لتبرير استمرار التعذيب ومنع التحقيق في حالات المعتقلين.

وكان الأطباء في حالات أخرى، يمتنعون عن تقديم العلاج للمعتقلين الذين تعرضوا لإصابات بالغة بسبب التعذيب، سواء كانت كسورًا أو حروقًا أو جروحًا ناتجة عن الصدمات الكهربائية. أحيانًا، كان يتم إبلاغ الأطباء من قبل الضباط بعدم تقديم أي علاج، بل يُترك المعتقلون يعانون أو يموتون دون تدخل طبي. هذا يعد انتهاكًا صارخًا للمعايير الإنسانية التي تفرض توفير الرعاية الطبية لكل من يعاني من إصابة أو مرض.

في بعض الحالات، كان يُطلب من الأطباء إجراء فحوصات على المعتقلين لتقييم قدرتهم على التحمل بعد تعرضهم لتعذيب شديد، بهدف تحديد ما إذا كان من الممكن استئناف التعذيب دون التسبب في وفاة فورية. هذا التعاون مع أجهزة الأمن ساهم في إضفاء الشرعية على جرائم النظام.











منع التواصل مع المعتقلين

في سجون النظام السوري، كان يُفرض قانون غير مكتوب يمنع أي تواصل بين المعتقلين والحراس أو الأطباء. أي محاولة للتحدث أو طلب المساعدة كانت تُعتبر خرقًا للقوانين، وتترتب عليها عقوبات قاسية. كانت العقوبات تشمل الاحتجاز في زنزانة انفرادية أو تعريض المعتقلين لمزيد من التعذيب. وكانت محاولات المعتقلين للتواصل مع الحراس أو الأطباء تُعتبر خرقًا للقاعدة الصارمة التي تمنع التفاعل بين المعتقلين والموظفين. كما كانت بعض الحالات تتعرض فيها المعتقلين للضرب أو الحرمان من الطعام أو الماء لفترات طويلة.

كانت "المنفردات" تُستخدم كعقاب قاس للغاية، حيث يتم عزل المعتقلين في غرف ضيقة مظلمة، ومنعهم من أي تواصل مع الآخرين. وكان المعتقلون يُحرمون من الحصول على زيارات أو تواصل مع عائلاتهم، مما يخلق حالة نفسية قاسية. وإنه حتى" الطلبات" البسيطة مثل الذهاب إلى الحمام أو الحصول على الماء كانت تُقابل بعقوبات قاسية. كان المعتقل يُعاقب بالتحويل إلى الزنازين الانفرادية أو تلقي ضربات شديدة من الحراس.

وأخيراً فإن المعاملة الوحشية للمعتقلين تعدُّ جزءًا من سياسة منهجية تهدف إلى إرهاب الشعب السوري وإخضاعه- بشكل كامل- لنظام الأسد. التواطؤ بين الحراس، الأطباء، والسلطات العليا في ممارسات التعذيب كان يهدف إلى تجريد المعتقلين من إنسانيتهم. هذه الممارسات لم تكن مجرد خرق لحقوق الإنسان، بل تجسيد للتعذيب الممنهج الذي يعاني منه المعتقلون في السجون السورية. آثار هذه الانتهاكات كانت مدمرة على المعتقلين وعائلاتهم، وشكلت جزءًا أساسيًا من آلة القمع التي يستخدمها النظام السوري في محاولة لبقاء حكمه، بغض النظر عن العواقب الإنسانية الكارثية.




*خلاصات ونتاج صورة انطباعية و مصادر ومراجع أنترنيتية متعددة معدة!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجون سوريا: الداخل مفقود وهل من أحد يخرج منها؟.. سجن صيدنايا ...
- الهندسة المعمارية لسجن صيدنايا: البناء، الزنازين، والطوابق ا ...
- تنويه واعتذار من إبراهيم اليوسف
- سايكولوجيا الجلاد: في استقراء نفسية مرتكبي التعذيب والجرائم ...
- لا تكن رئيساً دكتاتوراً لئلا يُداس ضريحك!
- تجريم ب ي د وتكريم فروع القاعدة:ازدواجية المعايير في المشهد ...
- من أوصل بشار الأسد إلى هذا المصير الأسود؟
- مهجرون أم رهائن: لماذا يمنع عودة كرد عفرين المهجرين؟
- شجاعة الكتابة في زمن الفوضى: بين وضوح الرؤية وتحديات المجهول
- سقط الأسد: أي مصير ينتظره؟ أي مصير ينتظر سوريا والسوريين؟
- سقط الأسد: أي مصير ينتظره؟
- مأساة سري كانيي وتل أبيض: الوجه الآخر للتهجير في أوج التجاهل
- إطلاق النار الاستباقي ووسائل التواصل الاجتماعي مقاربة نفسية ...
- الشائعات في زمن الحرب: بين التضليل والتحقق
- أردوغان متذاكياً مجرم محتل في صورة ملاك!
- قوافل العودة إلى عفرين: حين يصبح الحنين إلى- المنزل الأول- م ...
- مصطلح الثورة في ترجمات القتلة وأشباههم!
- الكرد وحق الاستقلال و مواجهة مخططات الإبادة
- سوريا على مفترق طرق.. من أطلق النصرة من قمقمها؟
- عابرون في مهمة عابرة.. في منفذي المخطط


المزيد.....




- اعتقال مواطن.. مستعمرون يعتدون على ممتلكات المواطنين في الخل ...
- مكتب إعلام الأسرى: الأسيران حسن سلامة وعبد الله البرغوثي يتع ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على غزة وتحذير أممي من تفاقم المجاعة
- الإمارات تدين إساءة استخدام القوات المسلحة السودانية لمنصات ...
- تحذيرات أممية ودولية من وقوع وفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية ...
- حماس: حسن سلامة يتعرض لتعذيب ممنهج في سجون الاحتلال
- في يوم العمال العالمي: عمّال غزة ضحية أخرى لجريمة الإبادة ال ...
- التطهير العرقي في مخيمات فلسطين المحتلة منذ العدوان العسكري ...
- السعودية تعلن إعدام صوماليين ويمني ومواطن وتكشف ما أدينوا به ...
- الأمم المتحدة: نحو 638 ألفا في السودان يواجهون جوعا كارثيا و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبراهيم اليوسف - تقرير -قيصر- ودوره في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا