أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - مصطلح الثورة في ترجمات القتلة وأشباههم!














المزيد.....


مصطلح الثورة في ترجمات القتلة وأشباههم!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 02:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى أين نحن ذاهبون؟
في الحرب الغامضة!

ها نحن نقف على حافة التحول المباغت أو داخل لجته، في عالم يغمره الغموض والخداع، في مواجهة أحداث تُحاك خيوطها في غرف مغلقة لا يدخلها إلا قلة قليلة. هذا الزمن، بملامحه الغامضة، رغم توافر أسباب وضوح حبة الرمل في قيعان البحار، ما يجعلنا شهودًا على مأساة متكررة تفصل بين الحلم الثوري والواقع المأساوي، ليظهر لنا أن الكلمة الأخيرة ليست للشعوب، بل لأولئك الذين يعبثون بمصائرها كما يشاؤون.
قبل سنوات، كنت حاضرًا أمسية شعرية للشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد" 1930-2015"، الذي لطالما عُرف بشاعر صدام حسين. الرجل، الذي غادر العراق بعد سقوط الدكتاتور، ألقى كلماته في بلد خليجي عشية ظهور تنظيم داعش. كنت هناك بحكم عملي الصحفي، فتابعت كلماته وهو يتحدث عن العمليات التي كان يقوم بها "الأبطال الشجعان". بدا متفائلًا بشكل مريب، وأطلق على ما يحدث اسم "الثورة"!
لم يقاطعه وقتها أحد، في تلك القاعة التي ضمت عشرات الكتاب والإعلاميين العراقيين وبعض محبي وذوي الشاعر، وكنت كأحد الحضور قد اكتفيت بدوري كصحفي يغطي الحدث. مع مرور الوقت، شهدنا ما تمخضت عنه تلك "الثورة" المزعومة: تنظيم داعش، الذي أدخل العالم في دوامة من الرعب والمآسي. لم أعلم إن كان الشاعر الراحل قد تراجع لاحقًا عن تفاؤله، أو أطلق قصيدة تُدين تلك الممارسات، إلا أنني تذكرت تلك الواقعة مؤخرًا وأنا أتابع ما يجري في بلدي سوريا.
الحرب على الحرب
في سوريا، المشهد أكثر تعقيدًا. أرى حربًا تُشن على حرب، ولا أدري إلى أين ستنتهي. الأخبار تتحدث عن الرئيس بشار الأسد وكأنه مطلوبٌ من قبل الثوار الجدد، الذين يحملون وثيقة مرور بتوقيع تركي، كما هو في أول تصور. بين مشاهد المعارك والتصريحات، يُقال إن قواته قد تكون على وشك الاستسلام، انتظارًا لما يسمى بـ"الرد في الزمان والمكانين المناسبين". لكن هل هذا هو الوجه الحقيقي للصراع، أم أننا نعيش في عتمة إعلامية تُخفي الحقائق وتُظهر ما يخدم أجندات محددة؟
نحن نسير نحو مستقبل غامض، تكتنفه الضبابية والقلق. أتمنى أن أكون مخطئًا في تشاؤمي، وأن تحمل الأيام القادمة خيرًا لسوريا بكل مكوناتها وأديانها وطوائفها. فالطموح البسيط لأي مواطن سوري الآن هو أن يرى وطنًا خاليًا من الإرهاب والتطرف، حيث ينال كل مكون حقوقه العادلة.


الكرد في خضم الفوضى
بالنسبة إلى الكرد، وهم جزءٌ لا يتجزأ من هذه الأرض، يبقى السؤال الأكبر: هل سيحصلون أخيرًا على حقوقهم المشروعة؟ أم أن المخططات الكبرى ستتجاهل إنسانهم كما فعلت دائمًا؟ ما نخشاه هو أن تكون المشاريع الدولية والإقليمية ليست سوى أدوات جديدة لإحياء النزعات العثمانية في ثوبها الحديث، بقيادة الخليفة الضال رجب أردوغان.
المثقفون في مواجهة المجهول
إننا، أفرادًا وجماعات، ولاسيما ممن نزعم أننا من عداد الكتاب والإعلاميين، نجد أنفسنا أمام واقع مرير. الحقيقة باتت لعبة في أيدي أولي القرار الدولي، حيث يتم تحريك الأدوات المنفذة كأنها روبوتات لا تفهم سوى تنفيذ الأوامر. هذا الروبوت الدموي لا يدرك سوى أمرين: المكافآت المالية التي تُغدق عليه- وهي هنا بطارية الشحن- وشهوة القتل التي لا تفرق بين ضحية وأخرى، حتى وإن كان الضحية أقرب الناس إليه.
هكذا تُدار الحروب في زمننا: بضغط أزرار تتحكم في مصائر الشعوب، بينما يُترك المثقف حائرًا في تفسير ما يجري. هل ما يحدث ثورة حقيقية؟ أم أنها مجرد لعبة جديدة تُعيد تدوير الألم وتُرسخ الاستبداد بأقنعة مختلفة؟

ثورات مؤودة يختطفها اللصوص

عندما تأملت مصطلح "الثورة" كما استخدمه عبدالرزاق عبدالواحد في تلك الأمسية، شعرت بتناقض مرير. الثورة، في معناها النقي، هي فعل تحرري، انطلاقة نحو العدالة والمساواة. لكن الواقع حوّلها إلى مجرد شعارات تُباع وتُشترى، بينما الشعوب تدفع الثمن. بدهي، أن الثورة لدى عبدالرزاق عبدالواحد هي الثأر للدكتاتور واستعادة نظام البعث البائد الذي تمخض عنه مجرمون من أمثال: الطغاة حافظ الأسد- صدام حسين- بشار الأسد..
في سوريا، كانت هناك ثورة، أو على الأقل حلم بثورة. لكن الحلم دُفن تحت ركام المصالح الدولية والتدخلات الإقليمية. تلك الثورة، التي طالما تغنينا بها، أصبحت موؤودة، لا لسبب سوى أن قوى الظلام قررت أن مصيرها يجب أن يكون كذلك.
إلى أين نحن ذاهبون؟
لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما سيأتي. ربما تتحقق المخاوف، وربما تُفاجئنا الأيام بشيء من الأمل. لكن الأكيد هو أن السوريين يحتاجون إلى حل يعيد لهم إنسانيتهم وكرامتهم، بعيدًا عن لغة القتل والدمار.
عندما أنظر إلى ما حولي، أرى أن الأمور ليست كما تبدو. هناك خيوط تُنسج في الظل، ولعلنا جميعًا مجرد قطع شطرنج على رقعة كبيرة. ومع ذلك، يبقى من واجبنا أن نقول كلمتنا، أن نحلم بمستقبل أفضل، وأن نعمل من أجله، حتى لو بدا الحلم بعيد المنال.
الثورة الموؤودة ليست عنوانًا فقط، بل حقيقة مُرّة نعيشها. ما بين الأحلام والتطلعات، وبين الواقع المرير، يكمن التحدي الأكبر: كيف نحافظ على إنسانيتنا في زمن يتكلم لغة الدم؟



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد وحق الاستقلال و مواجهة مخططات الإبادة
- سوريا على مفترق طرق.. من أطلق النصرة من قمقمها؟
- عابرون في مهمة عابرة.. في منفذي المخطط
- سوريالية المشهد السوري: بين لعبة المصالح وتفكيك الجغرافيا
- انتفاضة نساء- كاخري-
- ضابط المخابرات منيرالحريري: ستوب...!
- الحرب الإلكترونية الأولى في دهاليز الإنترنت!
- الأدب الكردي المكتوب بالعربية3
- الروائي المصري أحمد طايل يحاور إبراهيم اليوسف1
- سليمان كرو إعلامي الإرادة الفولاذية!
- عين الحياة: في رثاء الجارة الطيبة!
- صفحات مطوية من انتفاضة الثاني عشر من آذار الكردية 2004- : من ...
- صفحات مطوية من انتفاضة الثاني عشر من آذار (1-3).. إلى إبراهي ...
- سبع عشرة سنة من الحفاظ على إحدى أهم المدونات الإلكترونية الك ...
- الإعلام ما بعد الحداثي بين دورين متناقضين.. وسائل تواصل أم و ...
- مؤسسات المجتمع المدني في دورها الكبير: الاتحاد العام للكتاب ...
- فرهاد محمد علي صبري تسع عشرة سنة على الشهادة البطولية! إلى أ ...
- جنديرس تناشد: ماالذي يمكن فعله؟
- إيزيديو عفرين تحت ظل الاحتلال التركي.. جينوسايد وديانة مهددة ...
- مابعد خطبة جنديرس: الدعوة لإجهاض الانتفاضة تحت ستار العلم


المزيد.....




- إيلون ماسك يعلق على تنصيب ترامب: أصبح مستقبل الحضارة مضمونا ...
- وعود ترامب.. عهد ذهبي لأمريكا وإنهاء للنزاعات في العالم
- بعد انتظار طويل.. إسرائيل تودع الجندي أورون شاؤول الذي قتل ف ...
- ترامب يصدر تعليماته لوزارة الخارجية بتطبيق سياسة -أمريكا أول ...
- موسكو توقف تطبيق المذكرات الحكومية بشأن المراكز اليابانية
- ماكرون يدعو أوروبا إلى -الاستيقاظ- وزيادة الانفاق على الدفاع ...
- الأميرة ريما بنت بندر تثير تفاعلا بصورها مع ترامب في حفل تنص ...
- الشرع يهنئ ترامب ويتطلع لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ...
- ترامب رئيسا من جديد للولايات المتحدة.. هل هو أكثر قوة هذه ال ...
- تفويض شعبي و-إلهي- لترامب؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - مصطلح الثورة في ترجمات القتلة وأشباههم!