أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الكرد وحق الاستقلال و مواجهة مخططات الإبادة














المزيد.....

الكرد وحق الاستقلال و مواجهة مخططات الإبادة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إبراهيم اليوسف

اتهامات بحق الكرد: قراءة في مواقف إعلامي الأنظمة الراعية للإبادة
تتحرك طوابير طويلة من إعلاميي البسطات عبر فضائيات ومنابر صحفية وشبكات التواصل الاجتماعي كلسان حال قوى سياسية في حكومات رسمية أو غير رسمية غاصبة، مباشرة، أو بشكل غير مباشر، سواء أكانت موالية لأنظمة مستبدة أم داعمة لأنظمة راكعة، خاضعة لإسرائيل علناً أو سراً، أو تلك الممولة من إيران وتركيا وقطر دون أي استثناء. هؤلاء الإعلاميون، المرتبطون بمصالح تلك القوى، يتبنون خطاباً ممنهجاً لتجريد الكرد من حقوقهم وتاريخهم، عبر قذفهم اتهامات سطحية تصف الكرد بـ” مخلب إسرائيل” و”خنجر في خاصرة الوطن” أو “إسرائيل ثانية”.
تلك التوصيفات ليست مجرد كلمات جوفاء؛ بل أدوات لتشويه الحقائق وإلباس الكرد ثوب” العمالة” وهم من عداد أكثر شعوب المنطقة والعالم نزاهة وإنسانية وشجاعة، وهي اتهامات تسقط أصحابها في مستنقع التحالف مع قوى الظلام، ليس بدءاً من داعش وليس انتهاء بفصائل الاحتلال التركي في عفرين وسري كانيي وتل أبيض. ولا تمر أية جريمة إبادة بحق الكرد، إنساناً ومكاناً، إلا وكان هؤلاء شركاء في التخطيط أو التبرير أو الصمت المدوي.
أبناء الخريطة المغتصبة:
تاريخ متجذر في المكان…….
الكرد ليسوا وافدين أو غرباء عن جغرافيا الشرق الأوسط. هم أبناء الأرض وساكنوها منذ آلاف السنين. فلا شبر من هذه الأرض إلا ودافع عنه الكرد، على مرّ الحقب التاريخية. ولا يمكن إنكار دورهم في حماية المنطقة من الغزوات. أية كانت هوياتها، وصمودهم في وجه محاولات طمس هويتهم ولغتهم وثقافتهم. هذا التاريخ المسطر بالدم والعرق يجعل من الكرد جزءاً أصيلاً من النسيج التاريخي والجغرافي للمنطقة، وليس “مشروعاً خارجياً” كما يحاول الإعلام المغرض تصويرهم.
مع ذلك، ظلت الأنظمة المسيطرة على كردستان ترفض الاعتراف بحقوق الكرد، بل وتسعى جاهدة إلى إخراجهم من دائرة تقرير المصير. تلك الأنظمة لم تكتف بالاحتلال العسكري؛ بل عملت على تذويب الهوية الكردية عبر سياسات ممنهجة تشمل منع استخدام اللغة الكردية، وتغيير التركيبة السكانية للمناطق الكردية، وفرض قوانين تعيق أي محاولة لتنظيم الصف الكردي.
حق تقرير المصير: أولوية مغيّبة
بدلاً من السعي لاحتواء الكرد كشركاء أصيلين في الوطن والتاريخ والدين، تصرّ الأنظمة المحتلة لكردستان على قمع تطلعاتهم واتهامهم بالخيانة. هذا النهج العدائي لا يضع فقط حاجزاً نفسياً بين الشعوب؛ بل يدفع الكرد إلى الشعور بالعزلة، نتيجة سياسات الإقصاء المستمرة. السؤال الذي يجب أن يُطرح على تلك الأنظمة: لماذا لا يعترفون بحق الكرد في تقرير مصيرهم؟ ولماذا لا يتحركون باتجاه تحقيق شراكة متساوية معهم؟
في ظل تجارب التاريخ المدونة، يظهر الكرد من عداد أكثر الشعوب تمسكاً بالدفاع عن مناطقهم وترابهم وجبالهم، حتى في أحلك الظروف. ومع ذلك، فإنهم يواجهون دائماً محاولات حثيثة لتهميش قضيتهم، أو حصرها ضمن نطاق “المشكلة الأمنية”، بدلاً من الاعتراف بأنها قضية شعب يطالب بحقه المشروع في الحرية والكرامة.
في زيف الخرائط التي رسمها الغرب
الغرب يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية معاناة الكرد اليوم. الاتفاقات الدولية مثل سايكس بيكو (1916) ولوزان (1923) أسهمت في تقسيم كردستان بين أربع دول، دون اعتبار لخصوصية الشعب الكردي. تلك الخرائط، التي رسمت بناءً على مصالح القوى الاستعمارية، لتجعل الكرد رهينة في يد الدول المحتلة لكردستان. ورغم مرور أكثر من مئة عام على تلك الاتفاقيات، فما زالت القوى الكبرى تتجاهل إعادة النظر فيها، ما يضع علامات استفهام حول مصداقية الخطاب الدولي المتعلق بحقوق الشعوب.
وهنا فإنه على الغرب أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية تجاه ما لحق بالكرد بسبب سياساته التاريخية. تكفير الغرب عن خطيئته يبدأ بدعم الكرد في نضالهم من أجل نيل حقوقهم، وليس عبر اتخاذ مواقف مترددة أو متناقضة تزيد من تعقيد القضية الكردية.
دعوة للإنصاف
الدول المحتلة لكردستان الواحدة منها تلو الأخرى مطالبة بمراجعة سياساتها تجاه الكرد. إذ عليها أن تبادر إلى احتواء الكرد كشركاء- في أقل تقدير- لا كأعداء. الكرد ليسوا مجرد أرقام في معادلات سياسية؛ بل هم جزء لا يتجزأ من شعوب المنطقة، ارتبطوا معها بوشائج الدين والتاريخ. إن محاولات الإبادة والتهميش لن تؤدي إلا إلى تعميق الجراح، في حين أن الاعتراف بحقوق الكرد وتلبية مطالبهم المشروعة قد يكون مفتاحاً لاستقرار دائم في المنطقة. لا سيما إن استقرار المنطقة يرتبط بإنصاف الكرد، فلا يمكن تجاهل دورهم المحوري في حفظ التوازن في الشرق الأوسط. لأن قوتهم ليست تهديداً؛ بل هي قوة للشركاء والجيران، إذا ما تم توظيفها ضمن إطار الشراكة المتكافئة والاعتراف بالحقوق.
الهوية الكردية: قوة مقاومة
رغم كل المحاولات لطمس هويتهم، فقد أثبت الكرد مراراً قدرتهم على التمسك بلغتهم وثقافتهم وأرضهم. تلك المحاولات، التي شملت حظر اللغة الكردية، وتغيير ديمغرافيا المناطق الكردية، من دون أن تنجح في محو الحلم الكردي بالحرية. هذا الحلم، الذي ورثه الكرد عن أجيال سابقة، يجعلهم قوة لا يمكن التغافل عنها، لا في المعادلات السياسية ولا في الحقائق التاريخية، ماضياً، وحاراً، ومستقبلاً، وعندما أشير إلى الماضي فإنني أحدد مرحلة ما بعد خيانة الغرب ونخب الدول المحتلة لخريطة كردستان العمل على حرمان الكرد من حقوقهم، وطردهم من الجغرافيا والتاريخ، على حد سواء؟!
إن الدفاع عن الكرد ليس دفاعاً عن قومية بعينها؛ بل هو وقوف إلى جانب حق الشعوب في تقرير مصيرها. هؤلاء الإعلاميون والسياسيون الذين يروجون الاتهامات الجاهزة بحق الكرد إنما ينغمسون في سياسات الإقصاء والظلم التي لا تؤدي إلا إلى المزيد من الانقسامات. الكرد، أبناء هذه الأرض، وسيظلون جزءاً أصيلاً من تاريخ المنطقة ومستقبلها. إنصاف الكرد خطوة ضرورية لاستقرار المنطقة وتحقيق شراكة حقيقية بين الشعوب.
المصادر:
حصيلة متابعات وأخبار من وسائل الإعلام المتعددة



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا على مفترق طرق.. من أطلق النصرة من قمقمها؟
- عابرون في مهمة عابرة.. في منفذي المخطط
- سوريالية المشهد السوري: بين لعبة المصالح وتفكيك الجغرافيا
- انتفاضة نساء- كاخري-
- ضابط المخابرات منيرالحريري: ستوب...!
- الحرب الإلكترونية الأولى في دهاليز الإنترنت!
- الأدب الكردي المكتوب بالعربية3
- الروائي المصري أحمد طايل يحاور إبراهيم اليوسف1
- سليمان كرو إعلامي الإرادة الفولاذية!
- عين الحياة: في رثاء الجارة الطيبة!
- صفحات مطوية من انتفاضة الثاني عشر من آذار الكردية 2004- : من ...
- صفحات مطوية من انتفاضة الثاني عشر من آذار (1-3).. إلى إبراهي ...
- سبع عشرة سنة من الحفاظ على إحدى أهم المدونات الإلكترونية الك ...
- الإعلام ما بعد الحداثي بين دورين متناقضين.. وسائل تواصل أم و ...
- مؤسسات المجتمع المدني في دورها الكبير: الاتحاد العام للكتاب ...
- فرهاد محمد علي صبري تسع عشرة سنة على الشهادة البطولية! إلى أ ...
- جنديرس تناشد: ماالذي يمكن فعله؟
- إيزيديو عفرين تحت ظل الاحتلال التركي.. جينوسايد وديانة مهددة ...
- مابعد خطبة جنديرس: الدعوة لإجهاض الانتفاضة تحت ستار العلم
- ثنائية الداخل والخارج في مواجهة الاحتلال التركي لعفرين


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الكرد وحق الاستقلال و مواجهة مخططات الإبادة