|
إيزيديو عفرين تحت ظل الاحتلال التركي.. جينوسايد وديانة مهددة بالزوال
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7569 - 2023 / 4 / 2 - 14:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استعادة شعار: أسلم تسلم! قبل كل شيء، أشير إلى أنني تربيت في أسرة- دينية- أباً عن جد، وأنني ممن يؤمنون أن لهذا العالم خالقاً، وهو ما أعلنه دائماً، وأحترم جميع ديانات العالم. كان أصدقائي المسيحيون جد مقربين مني، وطالباي اليهوديان كانا جد مقربين مني، وإن حدث أن غابا، نهائياً، ذات يوم، فجأة، لأعلم، فيما بعد، أنهما سافرا مع ذويهما إلى "إسرائيل"، ضمن دفعات المهاجرين، في أوائل الثمانينيات، وهكذا الإيزيديون، كما أني من عداد من يحترمون رجال الدين، وأتذكر أنني عندما نقدت د. محمد سعيد رمضان البوطي، إثر تصريح انفعالي له عن أصله الكردي، فإنه كان قد قال للملا عبدالله الغرزي الذي كان برفقة نجله المحامي الكاتب محمد جان: إنه من أكثر من نقد بعقلانية- رغم قسوتي النقدية آنذاك- كما إني حزنت على طريقة مقتل الإمام محمد سعيد رمضان البوطي، بحقد ولؤم، على أيدي حواضن داعش الذين نراهم الآن، أدوات قاعدية، داعشية، في يد الاحتلال التركي، وإن كنت أختلف معه فيما طرحه من أفكار، و رددت على من شمتوا باستشهاده!
و أعترف، أن أسرتي-تاريخياً- رغم تحفظها الديني، فقد كان للأسرة أصدقاء إيزيديون ومسيحيون، كتبت عنهم مراراً، ومن بين ذلك أن هناك إيزيديين لا يهدأ لهم بال إن تعرضت أسرتنا لمظلمة، فإنهم يناصروننا، وهكذا بالنسبة إليهم أنى تعرضوا لمظلمة، وهذا ما قاله لنا عجوز إيزيدي هو والد المهندس نوري رمو، عندما عزيناه- برفيقة دربه- كوفد من قيادة الحزب الشيوعي السوري في الجزيرة، في تسعينيات القرن الماضي، وثمة أكثر من ذلك ما كتبته، ويعرفه مقربيَّ الإيزيديون الذين نتواصل على نحو يومي، ويحتاج سرد أسمائهم إلى قائمة، وهم مدعاة اعتزاز عندي كما أصدقائي: السريان أو الآشوريين أو الأرمن! أذكر، كل هذا لأبين للقارىء الكريم، رؤيتي، من الفسيفساء، المحيط، إذ إنني أرى أن من حق الآخرين أن يؤمنوا بما يشاؤون، كما أن من حقي أن أؤمن كما أريد، من دون أن يحق لأحد إلزام الآخر، على أن يكون نسخة مشوهة عنه، أو حتى نسخة مطابقة له، كما يتم تحت وطأة روح التسلط. روح الهيمنة على الآخرين.
داعش بين الافتراضي والواقعي لأول مرة، وبعد حوالي ثلاثين سنة، أتابع مسلسلين رمضانيين، باهتمام جد كبير، أحدهما بعنوان- ليلة السقوط- والآخر بعنوان- ابتسم أيها الجنرال- تأليف الصديق المبدع سامر رضوان وأنتظر موعدي بثهما، على خلاف عادتي مع موقفي من مباريات كرة القدم، أو المسلسلات، إذ أهملها، تماماً، إلا إذا كنت في زيارة إلى مقربين: أهال أو أصدقاء، فأكره على المتابعة، وكنت أكتفي بمتابعة الأفلام السينمائية والمسرحيات، أنى أتيح لي ذلك، بهذه الطريقة أو تلك. ما إن وصلني خبر دخول شخصين كرديين إيزيديين الدين الإسلامي، على يدي أحد رجال- دين- الاحتلال- المستوطنين في عفرين، بوساطة المحتل التركي، ووفق- اتفاق دولي متواطىء- حتى تذكرت، مشهداً، من الحلقة العاشرة من مسلسل- ليلة السقوط- والذي يتم فيه فرض- الإسلام- على الأطفال الإيزيديين السبايا، بعد قتل آبائهم وأخوتهم وسبي أمهاتهم وأخواتهم، واعتبارهم من أشبال دولة الخلافة، واغتصاب نسائهم، ولا فرق أن يتخذ عجوز سبعيني طفلة في الثالثة عشرة من عمرها سبية، ورحت أتابع الخبر في مظانه، لاسيما إن لي أصدقاء جد مقربين من قرية مسرح الحدث- قيبار- ومنهم د. عدنان حسن، وأسرة- مجلس إيزيديي سوريا- لأعلم أن الشخصين هما حيدرعارف وشيخو عارف. ابني آل: عارف- المعروفة. حزنت كثيراً وأنا أتابع حديث- رجل الدين"....؟" الذي تم إسلام الرجلين الإيزيديين على يديه، وإعلانه عن ذلك، واعتباره ما تم إنجازاً عظيماً- رغم إن ماتم وفي هذه الظروف جريمة بحق أسيرين- إذ إنني كنت سأعتبر الأمر، ضمن إطار القناعة الشخصية فيما لو أسلم ذان الإيزيديان، على نحو طوعي، وليس في ظل أكثر من احتلال، طرفاه: تركيا المحتلة وأدواتها من مرتزقة الفصائل ذات التاريخ الأسود، وبطانتيهما، ناهيك عن أن كل ذلك يتم في ظل ما نتابعه من انتهاكات متواصلة بحق إيزيديي عفرين، وقد جاء الحدث بعد مجزرة- جنديرس- و رحت أسأل ذاتي: لو كان هذان الإيزيديان في أوربا أو أمريكا هل كانا سيسلمان على نحو حر؟ أجزم أنهما ما كانا ليسلمان... لو لم تكن عفرين تحت سلطة الاحتلال- المركَّب- هل كان في مستطاع رجل الدين أن يبادر في استجرار هذين الإيزيديين إلى جادة الإسلام؟ داعش يتواصل داعش يتمدد: برسم المعنيين في ظل كل ما يدور، فإن على المعنيين في الأسرة الدولية إيلاء ملف عفرين الأهمية القصوى، إذ تتم فيها ممارسة جينوسايد مضاعفة، بحق أهلنا الكرد الأسرى، بالإضافة إلى استهداف- دين- مهدد بالانقراض، كاستمرار لما ارتكبه تنظيم داعش الإرهابي، وهذه صرخة نطلقها، لعلها تتصادى، و يتم الإصغاء إليها، لمواجهة حرب الإبادة- بأصنافها وأنواعها- ضد الكرد، بشكل عام، والكرد الإيزيديين، على نحو خاص!
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مابعد خطبة جنديرس: الدعوة لإجهاض الانتفاضة تحت ستار العلم
-
ثنائية الداخل والخارج في مواجهة الاحتلال التركي لعفرين
-
زنار عزام: لا، رجاء، لاتزال مواعد كثيرة في انتظارك!؟
-
مقالات: في محاولة وأد انتفاضة جنديرس.. دعوات الثأر من الضحية
...
-
رسائل انتفاضة جنديرس وهتك أكذوبة «المحرَّر!»
-
انتفاضة جنديرس: انتفاضة النار المقدسة
-
وابيشمركاه!
-
جنديرس تتزلزل، جنديرس تزلزل.. إلى آل بشمرك
-
السوشيال ميديا واستهداف الشخصية العامة:مقاربات التشخيص والمع
...
-
السوشيال ميديا: ونشر ثقافة الكراهية- في الدافع والمدفوع به!
-
استقلالية الكاتب -2
-
منكوبو عفرين يطلبون خيماً لامخيمات!
-
بلطجات السوشيال ميديا: وفرض ثقافة الابتذال
-
سيكولوجيا الاستذئاب الافتراضي: إيذاء القريب والخذلان أمام ال
...
-
اكتمال دورة الكوارث: عندما قال الزلزال: ها أنا!
-
صناعة التاريخ بعد فوات الأوان عن إدعاءات السيد محمد خليل أيو
...
-
مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر تصدر ثلاثة مجلدات لأعما
...
-
عبد الرزاق بوكبة يكتب بعنوان-الشاعر الكردي إبراهيم اليوسف يص
...
-
ثلاثة مجلدات تختصر أربعين سنة من قصائد الشاعر إبراهيم اليوسف
-
.. إبراهيم يوسف: روايتي أطلقت أسئلتها الاستفزازية حول العالم
...
المزيد.....
-
بيان عاجل من أردوغان بعد جريمة بشعة هزت الشارع التركي
-
كأن -جوجو- لم تكفه.. -أميرة- الروسية تزاحم -لاري- في داونينغ
...
-
إجلاء أكثر من 5 آلاف شخص في كاليفورنيا الأمريكية بسبب حرائق
...
-
رئيس لاتفيا يزعم سقوط مسيّرة روسية في شرق البلاد
-
فريق -يونيتاد- المعني بالمساءلة عن جرائم -داعش- ينهي مهمته و
...
-
مجلس الدوما يؤكد وجود محاولات للتدخل الخارجي في الانتخابات ا
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد يحيى السنوار وشقيقه
-
الجزائر.. عبد المجيد تبون رئيسا لعهدة ثانية بنسبة 94.65 %
-
لافروف يصل إلى الرياض (فيديو)
-
??مباشر: نشرة خاصة حول حفل اختتام دورة الألعاب البارالمبية ب
...
المزيد.....
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
المزيد.....
|