عبدالله سلمان
كاتب وباحث
(Abdallah Salman)
الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 20:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الديمقراطية في العراق بين النظرية والتطبيق
صدر عن دار زقاق الكتب للنشر والتوزيع في إسطنبول كتابي الجديد تحت عنوان "الديمقراطية في العراق بين النظرية والتطبيق". يتناول الكتاب موضوع الديمقراطية بوصفها الركيزة الأساسية للحياة السياسية الحديثة وأداة لتحقيق العدالة، الحرية، وحقوق الإنسان. في سعيي لتقديم رؤية شاملة انطلقتُ من الأسس النظرية لفهم الديمقراطية وفلسفتها العميقة مستندًا إلى المنهج التاريخي ومستلهمًا أفكار فلاسفة كبار مثل أرسطو الذي ناقش مفهوم الدولة ونظم الحكم بأسلوب رائد، وابن خلدون الذي عمّق فهمنا لنشوء الدول وتطور المجتمعات عبر التاريخ.
تكتسب محتويات هذا الكتاب أهمية خاصة في ظل المتغيرات السياسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة. فالتحولات الجذرية التي تعصف بالأنظمة السياسية والبحث المستمر عن صيغ للحكم الرشيد تجعل من دراسة الديمقراطية " نظريًا وتطبيقيًا" أمرا بالغ الاهمية .
بدأتُ الكتاب بتناول الدولة باعتبارها الإطار المكاني الذي تُطبق فيه الديمقراطية. تناولتُ نشأتها من منظور فلسفي، متتبعًا أركانها الأساسية وكيفية تطورها لتصبح دولة قوية تُمكن من تطبيق نظام ديمقراطي حقيقي. شرحتُ أهمية الدولة المستقرة كشرط أساسي لنجاح الديمقراطية موضحًا أن فهم هذا الرابط الجوهري يعزز إمكانية تحقيق التحول الديمقراطي بنجاح.
في الباب الثاني، سلطتُ الضوء على الديمقراطية من حيث تاريخ نشأتها وتطورها في البلدان الديمقراطية، مستعرضًا كيف احتاجت المجتمعات إلى فترات طويلة من الزمن لبناء وعي متكامل مكنها من تطبيق الديمقراطية بصورة صحيحة ومستدامة. وأوضحت أن التسرع في تطبيق الديمقراطية دون مراعاة هذه السياقات التاريخية والاجتماعية غالبًا ما يؤدي إلى نتائج عكسية.
خصصتُ قسمًا كبيرًا لدراسة العراق الحديث، حيث تناولت الأحداث السياسية بمقدار تأثيرها على المسار الديمقراطي، متجنبًا تقييم الأنظمة السياسية أو اتجاهاتها. وخلال بحثي لم أجد معطيات تشير إلى مبادئ ديمقراطية حقيقية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. لذلك خلصت إلى أن هذه المرحلة لا تمت بصلة إلى الديمقراطية ومبادئها وأن على العراقيين السعي لخلق مسار ديمقراطي حقيقي مبني على مفاهيم فلسفة الديمقراطية وبناء دولة حديثة قادرة على تحقيق هذا الهدف.
في الفصل الأخير، تناولتُ موضوع المرحلة الانتقالية وأهميتها وشروط نجاحها. استعرضتُ التجارب العالمية والعربية الناجحة في هذه المرحلة مع تسليط الضوء على الدروس المستقات وكيفية الاستفادة منها في السياق العراقي.
الكتاب يختتم بوضع أسس لبناء عراق ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان ويحقق العدالة والاستقرار. أنا منفتح على النقد البنّاء والنقاش الهادف، وأتوقع أن يكون هناك انتقادات انتقائية متعلقة بميول القارئ أو تأييده لمرحلة معينة من الحكم. ومع ذلك أرحب بهذا النقد لأنه يعزز الحوار ويعمق فهم قضية الديمقراطية.
#عبدالله_سلمان (هاشتاغ)
Abdallah_Salman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟