حسن البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 11:42
المحور:
الادب والفن
قضى الأمر ! رسمنا بمداد من قذىً :
لن تعودوا ، يا مساكينُ ، إلى أرض الوطنْ
قبل أن يصدر مرسوم جديد من لدنْ
حومة الجهل و تكـْـيات الخفافيش
و أوكار الشياطين و سرداب الوثن ...
فاشحذوا الهـمَّ ، اشحنوا الآه و عيشوا ـ
إنْ تشاءوا ـ شجنا ً فوق شجن .
و إذا لم ... فالعنوا أمَّ الزمن
و اشتروا ، في الحال ، تابوتا ً و قبراً و كفن
قبل أن تستيقظ السوق و يشتد الثمن ...
هكذا قد أعلن الصوت الأجشُّ المحتقن
أمـرَ أشياخ التكايا و الفتاوى و الفتن ،
مردفا ً ، في خـنــّةٍ مقرفة ، تلوي الأذن :
فامتـثـلْ ، يا من أنادي و اسمعنْ
قولَ أرباب الداريات و سادات الفطن !
و إذا لم تمتـثـل فاتـتـْـكَ جناتُ عدن
و خسرتَ اللبن المعسولَ
و الخمرة و الحور و غزلان اليمن ...
ها أنا ـ و لـْـتشهدوا !ـ بلــّـغتُ ، بلغت ... و لا عذر لـمـَنْ
لا يرى في رأي مـَن سميتـُهم سلوى و من !
إنتهت دوزنة ُ الصوت الغرابيّ الأخـَن
و انبرى ، مستهجنا ً ، صوتٌ وديع متزن :
يا غريب الدار دعنا منهمو إنـَّهمو
أصلُ البلايا و الرزايا و المحن
و تمثــّـلْ ـ أنتَ ، إنْ رمتَ خلاصا ً
و حياة ً في أمان مؤتمن ـ
قولَ مولانا الفقيه الألمعيّ الممتـَحن :
إنما العـِمة ُ أفعى سـُـمُّـها يكوي البدن
و دبابيس اللحى وخـّازة نخازة
مـِنْ دون إحساس ٍ بعجز ٍ أو وهن !
فإلى أين تولــّي الوجه ؟ فكــّرْ ، يا حسنْ !
و إلى من ستغذ ُّ السيرَ ، يا من
شحنوا في صدره كلَّ هموم الناس ، يا من
حجبوا عن عينه وجه الوطنْ ؟!
لندن ـ 27/12/2006
#حسن_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟