أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - هجمة مرتدة ..















المزيد.....

هجمة مرتدة ..


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8177 - 2024 / 11 / 30 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهجوم الغريب والمفاجئ لفصائل المعارضة السورية في سوريا علي حلب - المدينة واريافها - وكذلك في ادلب اتي بمحموعة مهمة جدا من المتغيرات .. من أهمها :

١ - ان ذيول الربيع العربي مازلت باقية معنا لم تنتهي ، فهذه الحقبة الكئيبة من التاريخ العربي المعاصر لم تسلم أوراقها كاملة وتنام بسلام في حضن التاريخ ووثائقه ، بل ان بعض اطرافها مازلت معنا تجر أذيالها وتأبي الا ان تقتل البقية الباقية من الجسد العربي .. الذي اثخنته الجراح ..

وكأى زلزال كبير له توابع تستمر لوقت طويل ، يبدو ان توابع تلك السنوات السوداء ستعيش معنا لبعض الوقت بعد ان ظن أغلبنا انها انتهت الي غير رجعة ، وان عهد الامان والاطمئنان قد جاء اوانه اخيرا ...

٢ - ان توقيت هذه الهجمة المرتدة غريب ، فسوريا تتعرض لعدوان اسرائيلي متتالي علي ارضها من شهور طويلة ..
وربما ظن من يحرك اسرائيل من وراء ستار ان القيادة السورية سوف تثور وتنضم الي الحلف الذي يقاتل اسرائيل منذ اكثر من سنة ، وكان مبرر هذا الاعتقاد التالي :

أ - ان سوريا عضو في ما يسمي بمحور المقاومة ، الذي يضم ايران وحلفاءها في المنطقة ، وهو حلف يتكلم دوما عن وحدة الساحات ، ومن الطبيعي ان تكون سوريا احدي هذه الساحات التي ستدخل الصراع بمنطق مساندة حلفها المقاوم ..

ب - انه طبقا لهذا التفكير فإن سوريا التي ستدخل الحرب وهي مثخنة الجراح من حقبة الرببع العربي ستجد نفسها أمام وحشا اسرائيليا - وراءه الغرب كله بدعم بالمال والسلاح والدبلوماسية لا ينقطع مدده - مستعدا للانقضاض علي الدولة السورية - او ما تبقي منها - واحتلال ما يريده منها تمهيدا لاسقاط النظام السوري ..

اى ان ما فشلت فيه اذرع الغرب - مما تسمي نفسها قوي الثورة السورية - خلال عشر سنوات من حقبة الرببع العربي تستطيع ان تحققه ذراع الغرب الاخري المسماة اسرائيل !!

ج - ولكن كانت الدولة السورية من الفطنة ان فوتت علي الغرب - وذراعه في المنطقة اسرائيل - ذلك الترتيب ..
ولم تنضم - كما كان متوقعا - الي محور المقاومة ووحدة ساحاته ، وعلي الرغم من استفزاز اسرائيل لسوريا مرات كثيرة ، بهجوم وضربات لا تتوقف في كل انحاء سوريا تقريبا امتلكت نوعا من ضبط النفس يفهم مقاصد عدوها ومراميه ...

د - ومن هنا رجع الغرب الي رجاله مما يسمي " قوي الثورة السورية " لمحاولة خلخلة الاوضاع في سوريا بعد فشلت اسرائيل في ذلك ..

٣ - ان ما حدث خلال اليومين الماضيين يعطي دليلا اضافيا - ومؤكدا - علي حقيقة هذه القوي التي تسمي نفسها قوي ثورية ، ومن يقف وراءها في الحقيقة ، واين ولاءها ، ولمن تعمل ...

لقد نامت هذه القوي الثورية خلال السنوات الاربع أو الخمس الماضية بأمر محركيها في الغرب ، وعندما اذن رعاتها باليقظة اذا النوم ينقلب حركة لا تهدا ، واذا - في ظرف لحظة - يتوفر السلاح ، وتعمل المنصات الاعلامية علي مدار الساعة في حرب نفسية بشعة !!

٤ - ان هذه المجموعات التي تسمي نفسها - او يسميها رعاتها - قوي الثورة السورية تضم مزيجا غريبا للغاية من الناس والحركات والتنظيمات :

فمنهم مجموعات متطرفة منغلقة العقل ، ارهابية النزعة ، تظن انها تطبق كلام السماء علي الارض ، وان الله اختصها - دون غيرها - بتحقيق ارادته في الدنيا ، وان من يقف امامها فهو - اذن - يقف امام ارادة الله !!
والي هذه المجموعات تنتمي فصائل مثل احرار الشام وجبهة النصرة ... وعشرات غيرهما ..

ومنهم - علي النقيض - مجموعات من الملحدين ، تضم خليطا من ماركسيين سابقين وحاليين ، وليبراليين حالمين ، وفئات اخري تظن ان عصر الأنوار الاوربي قد تأخر كثيرا عن الشرق الاوسط ، وأنهم هم رسل ذلك التنوير الذي سيطبقونه بعد ازاحة النظام وتمكنهم من حكم سوريا !!

ولم يسألوا انفسهم - ويبدو انه لم يسألهم احد - كيف يتحالف ملحدين لا يؤمنون بأي إله مع مجموعات دينية تظن ان الأله نفسه اختصها بتطبيق كلامه وانفاذ ارادته !!

والي هذه المجموعة تنتمي شخصيات مثل صادق جلال العظم - وهو كاتب سوري شهير له كتاب معروف في الاوساط الثقافية العربية منذ عقود عنوانه : نقد الفكر الديني - وبرهان غليون وبسمة قضماني ، واغلب شخصيات ورجال ما كان يسمي بربيع دمشق خلال الفترة من ٢٠٠١ - ٢٠٠٣ ..

اجتمع كل هؤلاء - متطرفين دينيا وملحدين وليبراليين وارهابيين - وراء مايسترو ذكي عرف كيف يسوق هذه المجاميع الغبية وراء هدفه ، بدون ان يكون لهم - او لبلدهم - مصلحة حقيقية فيه ..

٥ - ان بعض المنصات الاعلامية في الخليج العربي - واقصد صراحة قناة العربية وقناة سكاي نيوز - مازلت لم تتعلم شيئا من سنوات الربيع العربي ، ومازلت تمثل اسنادا اعلاميا لهذه المجموعات والتنظيمات الاتية من كهوف التاريخ تريد فرض كلمتها علي الناس في القرن الاول بعد الالفية الثانية ...

وقناة العربية سعودية كما يعرف الجميع ، وقناة سكاي نيوز امارتية ، والحكومتان السعودية والاماراتية لها علاقاتها الجيدة مع الادارة الحاكمة في سوربا ، والرئيس بشار الاسد كان في الرياض من اسابيع قليلة في القمة الاسلامية ، كما كانت ابو ظبي من دول قليلة للغاية زارها الرئيس السوري بعد سنوات الربيع العربي ، وكانت الامارات من دول قليلة اعادت افتتاح سفارتها في دمشق ..

فهل لا تملك الحكومتان السعودية والاماراتية الكلمة علي هذه القنوات الفضائية المارقة ؟!

ان هذا النمط من الوسائل الاعلامية اصبح شائعا في السنوات والعقود الاخيرة ، اعني وجود وسيلة اعلامية في دولة ما ومع ذلك ليس للدولة سيطرة علي هذه المنصة الاعلامية او توجيه اسياستها ..

ان قناة الجزيرة تبث من قطر ، وكل من في الشرق الاوسط - باستثناء الاخوان المسلمين - يعرف ان قناة الجزيرة ليس لها ادني علاقة بقطر ، وان سياستها تقرر هناك ... فيما وراء البحار !!

وقناة mbc مصر تبث من القاهرة ، ولكن ليس للدولة المصرية سيطرة علي قناة تبث من ارضها بل وتحمل اسمها !!

وقناة الميادين تبث من بيروت ، ولكن كل من في لبنان - وفي غيره - يعرف انه ليس للبنان كلمة او سيطرة علي قناة تبث من قلب عاصمته !!
وان هوي القناة وسياستها تتقرر هناك ... في طهران ..

فهل قناة العربية وقناة سكاي نيوز تنتميان الي هذا النمط من الاعلام الجديد ؟!
أي قناتان يعرف الجميع ان واحدة منهما سعودية والاخري اماراتية ولكن ليس للرياض او ابو ظبي كلمة مؤثرة عليهما ؟!!

٦ - ان الجهد الاعلامي الهائل المصاحب لحركة هذه المجموعات يدل للمرة المائة ان الحرب الاعلامية لا تقل اهمية - ان لم تزد - علي حرب المدفع والبندقية ..

ومن شاهد الاكاذيب البشعة والحرب النفسية الرهيبة التي شنتها تلك التنظيمات سيفهم فورا أن محركي ومشغلي هذه التنظيمات من " قوي الثورة " هو من ادار ونسق هذا النوع الذكي من الحروب ، فليس في طاقة او قدرة او ذكاء هذه الحركات الظلامية والمندفعة تنسيق هذا الجهد المرتب والذي لا تستطيعه سوي اجهزة العمل السري - المخابرات - لدول كبري ..

٧ - ان كل المعلومات الواردة من سوريا تقول ان تركيا - برغم نفيها - وراء هذه الهجمة المرتدة من الفصائل المسلحة ضد الدولة والجيش السوري ، وهو خرق واضح لاتفاقات استانا عام ٢٠١٦ ، وهو ما يؤكد رأي بعض الناس - وانا واحد من هؤلاء - الذين ظلوا علي توجسهم من الاتراك ، وان اردوغان بطبيعة تكوينه كإبن لهذه الافكار وتلك التنظيمات لا يمكن الوثوق به ، وهو درس ايضا للعرب كلهم الذين ناموا عن مكر الذئب التركي وغدره ...

٨ - ان من ايقظ هذه المجموعات والتنظيمات من نومها الطويل في سوريا قادر علي ايقاظ مثيلات لها في دول عربية اخري .. ليبيا مثلا او تونس او السودان .. او مصر ..

فالغرب له ايضا في تلك الدول رجاله وحركاته وتنظيماته وقواه الثورية .. الدينية منها أو الملحدة ، والماركسية منها او الليبرالية او القومية .... الخ ..
ونشاط هذه القوي الثورية في مصر مثلا من شهور ملفت للنظر ..
ان هذه "القوي الثورية" في سوريا تمتلك المدرعات والطائرات المسيرة ومضادات الطائرات والدبابات !!

فمن أمدها بهذه الاسلحة المتقدمة ؟!
ومن الذي دفع ثمنها ؟!
ومن الذي درب هذه "القوى الثورية المدنية" علي استخدام السلاح ضد جيوش نظامية ؟!
من الذي ينفق علي معيشة " قوي الثورة " تلك وعلي أسرهم ؟!
ان لهم سنوات ولا عمل لأفراد هذه التنظيمات يأكلون منه عيشهم ، فمن الذي يتكفل ماديا بالثوار حتي يتفرغوا " للثورة " !!

٩ - هل لهذه العملية افق او مستقبل ؟
لا أظن .. فهي مجرد هجمة مرتدة هاربة من حقبة الربيع العربي البائسة ، وعندي ظن الجيش العربي السوري ومعه مساعدة من روسيا قادر علي التعامل مع ذروة الموجة ثم احتواءها تمهيدا لتصفيتها ..

ولكن - رغم كل الجراح - هناك فائدة كبيرة مما حدث في سوريا .. فقد اعادت ايقاظ النائمين في كل العالم العربي وارهاف الحواس لخطر عظيم كامن تحت الرماد ، ظن الناس انه انتهي ، واذا به في لحظات يقوم من رقدته يحمل السلاح ويدخل القري ، ويهدد المدن ، ويضع الدول ومستقبل شعوبها في مهب الرياح ...

وفي النهاية ..
سوريا علي موعد - للأسف - مع اوقات صعبة ، ولقد كانت سوريا وشعبها في الاساس هي من دفعت الجزء الأصعب والاقسي من فاتورة الربيع العربي المروعة .. ومازلت تدفع ..

حفظ الله سوريا وشعبها .. وكتب لها السلامة .. وانقذها من موسم الربيع .. وثوراته الحمراء ... وثواره المسلحون ...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال عبد الناصر .. والناصريون : أين الاختلاف ؟!
- التزوير والتلاعب في الانتخابات الأمريكية..
- لماذا يكره الاخوان المسلمين السعودية ويحبون تركيا ؟!!
- فيتنام وفلسطين : اين الاتفاق .. واين الاختلاف ؟!
- لماذا لا تدخل مصر الحرب ؟!
- الي أين اخذت حماس القضية الفلسطينية ؟!!
- لماذا أرادت النخبة الامريكية الحاكمة مجئ ترامب مرة أخري ؟!
- الحزب السياسي في الحياة السياسية الأمريكية...
- الحياة السرية لرؤساء أمريكا...
- هل هناك في أمريكا ديموقراطية ؟!
- السيد حسن نصر الله ...
- أيام حزينة ...
- لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!
- هل نحن ضد من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي؟!!
- وضع غريب آن له أن ينتهي ؟!
- كورسك ... لماذا وكيف غزا الجيش الأوكراني الاراضي الروسية ؟!
- ساعات مع أسمهان ...
- جارية القصر ...
- العصر الامريكي ...
- هنيئا لكم ...


المزيد.....




- ترامب يزعم: -سيطرتنا كاملة وشاملة- على أجواء إيران..طهران تط ...
- وزير دفاع إسرائيل الأسبق: الشعب الإيراني -لديه كل الأسباب لل ...
- سبعة جرحى وخسائر مادية جراء عاصفة قوية ضربت الساحل الغربي لك ...
- تواصل قصف طهران وتل أبيب وميرتس يتوقع مشاركة أمريكا في الحرب ...
- ألمانيا - العثور على جثة مصرية مختفية والشرطة تعتقل زوجها
- صحف ألمانية ودولية: كان على إسرائيل التريّث قبل ضربها إيران! ...
- -سي إن إن-: ترامب لا يريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب الإس ...
- وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره الألماني مشاريع إعادة الإ ...
- بيان دولي بشأن التسوية الفلسطينية بعد التصعيد الإسرائيلي
- عضو في الكنيست الإسرائيلي يحرض ضد الأطفال الإيرانيين ويتهمهم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - هجمة مرتدة ..