أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - كورسك ... لماذا وكيف غزا الجيش الأوكراني الاراضي الروسية ؟!














المزيد.....

كورسك ... لماذا وكيف غزا الجيش الأوكراني الاراضي الروسية ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مفاجأة غير متوقعة استطاع الجيش الأوكراني دخول الاراضي الروسية والسيطرة علي نحو ١٢ كم ، في اول غزو للاراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية ... اي تقريباً منذ ٨٠ سنة !!

فكيف استطاعت اوكرانيا فعل ذلك وما معناه ...
والأهم ما هدفه ؟!
اولا وقبل اي شئ يجب القول ان الحرب ليست بين الجيش الروسي والجيش الأوكراني ، ولكن هي حرب بين المعسكر الغربي كله بقيادة الولايات المتحدة وبين روسيا ... والميدان هي الارض الاوكرانية ...

وروسيا تحقق تقدما ــ وان كان بطيئا ــ من شهور ، وتحتل مزيدا من اراضي اقليمي دانيتسك ولوجانسك ...
وقد اعتبر كثيرون ان الحرب شبه منتهية بتقدم وتفوق روسي كاسح ، وخاصة بعد فشل الهجوم الاوكراني المضاد من شهور والذي حشد له الغرب كل قواه .. وتعثر ثم تبخر امام الأله العسكرية الروسية العتيدة ...

فماذا حدث اليوم ...
وكيف استطاعت اوكرانيا ليس تحرير اراضيها المحتلة من روسيا .. بل غزو الاراضي الروسية ذاتها !! والدخول الي مقاطعة كورسك الروسية والتوغل فيها ؟!

يمكن القول ان تلك العملية توضح اسلوب الغرب افضل توضيح ...
عملية سياسية واعلامية ليس لها افق عسكري واضح ، ولكن لها هدف سياسي ودعائي مباشر وصريح ...

الهدف احتلال أوكرانيا لأراض في روسيا كما احتلت روسيا أراض في أوكرانيا ، وبالتالي فكلا الطرفين يضع يده علي ارض الاخر ، ومن هنا ــ من وجهة نظر الغرب ــ يمكن ان يبدأ التفاوض بين الجانبين وتقديم تنازلات متبادلة ...

وقد اعتبرت روسيا ان ذلك هراء ونوع من احلام اليقظة...

فهل تستطيع القوات المسلحة الاوكرانية ــ مهما كانت قوتها ومهما كان من وراءها ــ غزو روسيا والانتصار عليها ؟!!

لقد حاول نابليون ذلك في بداية القرن ١٩ ــ وهو سيد اوربا بلا منازع وقتها ــ وخسر المعركة وخسر معها اغلب جيشه ...

وحاول هتلر ذلك بقوة عسكرية جبارة في منتصف القرن ٢٠ ــ وجيشه هو الاقوي في العالم ايامها ــ وخسر الحرب ، بل احتلت روسيا ألمانيا نفسها مع نهاية الحرب ...

اذن ليس في طاقة اوكرانيا غزو روسيا او التقدم فيها أو حتي البقاء فيما وصلت اليه ...

اذن ... ما هو الهدف من ذلك كله؟!

الهدف هو انه تحسبا لفوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية بعد ثلاثة اشهر ــ وقد اعلن مرارا انه سيفاوض بوتين علي انهاء الحرب ــ فكان لابد من وجهة نظر الدولة الأمريكية العميقة امتلاك اوراق تفاوض تلاعب بها بوتين وتضغط علي اعصابه وتجبره علي التفاوض ، والتخفف من بعض شروطه ...

اي عملية سياسية واعلامية ونفسية اكثر منها عملية عسكرية ...

ولذلك نظير متعدد في التاريخ العسكري ، وفيما يخص منطقتنا فاشهر وأوضح مثال علي هذا النوع من العمليات هي عملية الثغرة التي لمحتها الاقمار الصناعية الأمريكية فوق الاراضي المصرية ونفذها الجيش الإسرائيلي ضد الجيش المصري يوم ١٦ اكتوبر ١٩٧٣...

عملية تلفزيونية ومسرحية كان القصد منها الجانب النفسي والدعائي ــ وهو ما استغل فيما بعض افضل استغلال ــ اكثر من الجانب العسكري ، وجلب المصريين الي التفاوض بشروط ليست مكلفة ...

وكان بمقدور القوات المسلحة المصرية تصفية الثغرة بسهولة لولا تهديد الولايات المتحدة الصريح لمصر ، وهو ما اعترف به الرئيس السادات اكثر من مرة ، ومنها ما قاله لأحمد بهاء الدين انه تلقي انذارا واضحا من الولايات المتحدة بدخولها الحرب والقضاء علي الجيش المصري لو قامت مصر بتدمير القوات الإسرائيلية والقضاء علي الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث ...

وقد استغلت الدعاية الإسرائيلية والغربية ــ وبعض المصريين للأسف ــ الثغرة للقول ان مصر لم تنتصر ، بل تعادلت ، وعند اخرين انها هزمت !!
فكما عبرت القوات المصرية الي شرق القناة عبرت القوات الإسرائيلية الي غربها !!
وكما حررت مصر اراضي من سيناء من القوات الإسرائيلية احتلت اسرائيل اراضي جديدة من مصر ...

ولكن ما قيمة تلك الثغرة من اي زاوية عسكرية ؟!
قيمة محدودة ، وعملية دعائية يقصد بها الاثر النفسي في المقام الأول ...

ولو ترك الامر منازلة بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي بدون تدخل خارجي او انذارات لما عرفت القوات الإسرائيلية بالثغرة اصلا ، ولو عرفتها لكان الجيش المصري قضي عليها بسهولة ، ولم يكن ما يمكن ان يقف امام تقدم الجيش المصري الي خط المضايق وربما الي خط الحدود بين مصر وفلسطين ...
ولكن قوي عظمي كانت ــ ومازلت ــ تقف مع اسرائيل بكل طاقتها العسكرية والعلمية والاقتصادية ونفوذها السياسي ...

ولكن ما نجح مع الجيش المصري منذ ٥٠ عاما لن ينجح مع الجيش الروسي اليوم ، فروسيا دولة عظمي عسكريا، وطاقاتها الاقتصادية والطبيعية والعسكرية والعلمية والسياسية اكبر بكثير من مصر ، وجيشها مجهز لحرب مع الولايات المتحدة نفسها وليس فقط مع أوكرانيا..

فهذا النوع من العمليات الدعائية السياسية النفسية لن ينجح مع روسيا ...

ولكن هو يلقي ضوءا كاشفا علي طريقة تفكير الغرب.. الذي اصبح ينتصر في المعارك التلفزيونية اكثر مما ينتصر في المعارك الحقيقية ...
ويفوز بالخداع والحروب النفسية اكثر مما يفوز في الواقع ونتيجة لاعتبارات مقنعة ...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعات مع أسمهان ...
- جارية القصر ...
- العصر الامريكي ...
- هنيئا لكم ...
- هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مص ...
- هل كانت هناك ديموقراطية في مصر قبل 23 يوليو 1952 ؟!
- لماذا يتعرض ترامب للاغتيال؟!
- انتخابات فرنسا وبريطانيا ... وانتخابات مصر
- العالم المرعب الذي نوشك ان ندخل اليه ...
- لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي ال ...
- هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ...
- هل مصر بلد يحارب الكفاءات ؟!!
- التكتيك الذى لا يخيب أبدا !!
- التيارات المغامرة في السياسة العربية
- هل مصر تتراجع ولا تتقدم ؟!
- عمرو موسي ..
- كيف تم صنع وترتيب الثورة في ايران ..
- حل مجلس الأمة الكويتي ..
- ماذا فعلت بريطانيا والولايات المتحدة لإنجاح الثورة الأيرانية ...
- إعادة هندسة المجتمعات .. الطريق إلى -الثورة الإسلامية في إير ...


المزيد.....




- -يخطئ دائمًا-.. ترامب يهاجم ماكرون بعد تصريحه عن -وقف إطلاق ...
- خطة محتملة لاستهداف خامنئي مباشرة.. شاهد كيف علق نفتالي بيني ...
- 8 رسوم بيانية توضح سياق الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران ...
- الدفاع الإيرانية تعلن استخدام أحد صواريخها للمرة الأولى في ه ...
- كيف تكون مستعداً في حال حدوث انفجار نووي؟
- السماء السورية.. ساحة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل
- رونالدو يريد -اللعب- مع ترامب والرئيس الأمريكي يوافق
- الوحدة الشعبية: ندين العدوان الصهيوني على إيران ونؤكد على حق ...
- لأول مرة.. إثبات تأثير الضوء في علاج الدماغ
- الوجه الآخر لعرض ترامب العسكري


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - كورسك ... لماذا وكيف غزا الجيش الأوكراني الاراضي الروسية ؟!