أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي فنجان - مجرد ذكريات














المزيد.....

مجرد ذكريات


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب الرفيق العزيز مؤيد احمد مقالا تحت عنوان " الماركسيون والموقف من الحرب الحالية في الشرق الأوسط"، ولست هنا بصدد نقد المقال او تحليله، لكن فقط ان هذا المقال استدعى بعض الذكريات من سنين ماضية، خصوصا "الموقف الماركسي" الذي عرضه الرفيق مؤيد، والذي يطمح ان يتبناه الماركسيين هو هو ذاته الذي استدعى تلك الذكريات.

في عام 2003، وقبل ان تتحرك اساطيل المارينز لإسقاط نظام صدام والبعث، وصل بيان الحزب الشيوعي العمالي، والذي كنا منتمين له، بيان أوضح "الموقف الماركسي" من الحرب، وقد طالب الحزب جميع اعضاءه بنشر البيان على الصعيد العام.

البيان يقول ان الحزب يقف بالضد من الغزو الأمريكي-البريطاني للعراق، فهذا الغزو ستكون له تداعيات كثيرة وكبيرة على الجماهير، وان أمريكا او بريطانيا لا تهمهم حياة الناس بقدر ما تهمهم مصالحهم في العراق والمنطقة. وان صدام وحكمه الديكتاتوري هو الذريعة التي يراد من خلالها احتلال العراق والهيمنة عليه، وان تفرد أمريكا-بريطانيا بقرار الغزو هو الدليل على صحة ما نقول. ويجب تصعيد الضغط الجماهيري لإيقاف هذا الغزو.

هذا كان ملخص ما ذهب له البيان، وهو موقف صحيح جدا، لكن صحيح لمن؟

كانت الناس في ذلك الوقت تراقب وصول البوارج وحاملات الطائرات وتمركز الجيوش في الخليج، ينتظرون بفارغ الصبر متى يصلي السيد بوش في الكنيسة ثم يعلن الحرب على صدام، الناس كانت "تدعو الله" ليل نهار ان تبدأ الحرب، فصدام لا يمكن ازالته، ومثلما يقول أحدهم "النظام الفاشي لا يخلعه او يسقطه الا نظام فاشي اقوى"، كانت الناس تقول: "هذا بوش، الله دزه النا يخلصنا من صدام"، ومعروف عن الله عبر التاريخ رسائله ماذا فعلت بالبشرية (طيحت حظها).

اجتمعنا نحن خلية المنطقة "س" في بيت أحد الرفاق-الذي اعتزل كل شيء الان-، والذي كان مسؤولا عن الخلية، اطلعنا على البيان، وقال يجب نشره، دار نقاش حاد، رفض قسم منا هذا البيان، وقالوا "ان نشره وسط الناس هو بمثابة دعم للنظام، وسيقتلوننا الناس قبل أجهزة صدام، الناس تراقب الأوضاع بفرح غامر، ونحن نأتي لنقول لهم يجب إيقاف الغزو، هذا كلام غير واقعي ولا منطقي".

الان، يمكن ان يعاد ذات السيناريو، أمريكا-بريطانيا-إسرائيل يلوحون بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، ويكاد المرء يجزم بأن الجماهير في إيران متشوقة ومتلهفة لمثل هذه الحرب، انها تريد الخلاص من هذا النظام الكابس على نفوسهم منذ أكثر من أربعين عاما، فكيف يا ترى يتم ذلك؟
يكتب الرفيق مؤيد في مقالته:

"ان عقد الآمال على الحرب الامبريالية والتوسعية لإسرائيل وحلفائها الغربيين، لإيجاد التغيير في بلدان المنطقة واسقاط الأنظمة الاستبدادية المتسلطة فيها، او اعتبارها، كما يدعي قسم من اليسار في إيران، عاملا مساعدا لتسريع مساعي الجماهير المناهضة للنظام الإيراني والهادفة الى اسقاطه، ليس سوى سياسة يمينية برجوازية لا تمت بصلة للسياسة الماركسية تجاه الحرب الحالية وأهدافها الاستعبادية، وضرورات التصدي لها".

كلام سليم لكنه غير واقعي، فلو اخذنا هذه الاسطر ونشرناها وسط جماهير إيران في وضعها الحالي لتم تصفية كل من يتبنى هذا الطرح، ومن قبل الجماهير ذاتها، بسبب ان نظام الحكم الفاشي في إيران لا يمكن ازالته الا بواسطة نظام فاشي أعتى منه أمريكا-بريطانيا-إسرائيل.
ان حال الطبقة العاملة في العراق او إيران وفي عموم المنطقة هو حال بائس جدا، حال ضعيف ومشتت، وان القوى اليسارية هي الأكثر ضعفا وتشتتا، انها لا تستطييع ان تشكل ضغطا على السلطة داخل بلدانها، فكيف لها ان توقف "اللفياثيان" الرأسمالي المتمثل بأمريكا والغرب.

ثم اين هي هذه القوى اليسارية؟ اغلبها لبست الرداء الليبرالي؛ دعني اذكر حادثة تحصل الان: هذه الأيام يدور صراع بين القوى الإسلامية الحاكمة في العراق وبين القوى المدنية والتقدمية والعلمانية حول مشروع التعديلات على القانون 188 لسنة 1959، قام تحالف يسمى "تحالف 188" ضم قوى يسارية وعلمانية ومنظمات مجتمع مدني، سيطر على هذا التحالف "الحزب الشيوعي العراقي"، ولا بأس في ذلك، فهو يدافع عن قانون شرعه هو، هذا التحالف بصدد عقد مؤتمر كبير دعا له العشرات من الشخصيات التي تقف بالضد من التعديلات، الحزب الشيوعي العراقي دعا حزبا ليبراليا لحضور المؤتمر، هذا الحزب الليبرالي قادته دائما تردد ان سبب خراب العراق هم الشيوعيين، ويجب الخلاص من الشيوعيين، بل ان رئيس هذا الحزب الليبرالي يقول "ان ما جرى للشيوعيين في 1963 قليل جدا"، أي انه اذا تسلم السلطة يوما ما فأننا سنذهب لننثر الورد والازهار على قبور "علي صالح السعدي، منذر الونداوي، ناظم كزار، صدام حسين"؛ قلنا للشيوعي العراقي داخل التحالف لماذا تدعون مثل هذا الحزب؟

هل صحيح بمثل هذه الأحزاب اليسارية يا عزيزي مؤيد نستطيع إيقاف الة الحرب الامريكية والبريطانية، نستطيع ان نشكل ضغطا على السلطة؟

انها مجرد تداعيات لذاكرة تعيش وسط عالم محبط، مع خالص تقديري واحترامي للرفيق العزيز مؤيد احمد.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقابات العمالية و(الأوبلوموفية)
- (المرأة والحرب)
- بين جوليان أسانج واليكسي نافالني
- دروس في الاخلاق الليبرالية.. مقتل طفلين
- تساؤلات حول بعثة وفد المثقفين الى تونس
- حول ذكرى التاسع من نيسان
- عشرون عاما من البؤس - قطار الديموقراطية الأمريكي
- ستون عاما من الاجرام الثامن من شباط وقطار الليبرالية الامريك ...
- التمايز في اللغة او رسم الحدود بين المذكر والمؤنث
- (الڨيروس الليبرالي)
- (حق الشعوب الجيدة التنظيم في الحرب)
- عبد اللطيف الراوي و (الفكر الاشتراكي في الادب العراقي)
- مخاطر ازمة.... ومخاطر حرب
- بصدد مؤتمر (الفلسفة والعيش المشترك) بحث قاسم جمعة نموذجا
- الثامن من شباط و (الحقد الأسود)
- توني بلير وانحطاط المثقفين
- هل صحيح ان العنوان خاطئ؟ خواطر مستاء
- المتحذلقون
- (أهمية ان يكون الانسان جادا)1
- كيفية كتابة مقال عن الماركسية؟


المزيد.....




- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع ...
- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي فنجان - مجرد ذكريات