أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - قردوغان ومتبل الباذنجان وتركيا راعية العقيدة وحامية حمى الاسلام













المزيد.....

قردوغان ومتبل الباذنجان وتركيا راعية العقيدة وحامية حمى الاسلام


محمد يعقوب الهنداوي
كاتب

(Mohamed Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8146 - 2024 / 10 / 30 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للعرب والمسلمين ذاكرة مثقوبة ووعي مثقوب وعالم مثقوب من الطرفين.

هم لا يذكرون، بايمان مطلق وعنيد، سوى خرافة سفينة نحنوح وما ترتب عليها وفق رواية أحدهم في زمن ما، فتشبثوا بها رغم تناقضاتها المضحكة التي ليس أسخفها ان الأسد عطس فخرج من أنفه قط يلاحق الفئران، ولا الخنزير الذي خرج من مؤخرة الفيل ليأكل فضلات سكان السفينة، بل البشرية كلها توالدت من نكاح الأقارب!

ومن طرائف أقاصيصهم حكاية الرجل الصالح أو نبي الله الخضر الذي اقترف كل الموبقات وكان مباركا مغفورا ذنبه لأنه كان يعلم ما لا ينبغي أن يعلمه إلا الله، سبحانه!

وعلى خطى الرجل الصالح جاء صالح آخر في هذا الزمان ليدل على أن العرب والمسلمين لا يستخدمون ذلك الشيء الذي في رؤوسهم، بل هم يستنكفون عن التفكير الذي تركوه للشعوب الأخرى ترهق نفسها وتفكر وتخدمهم بما تنتجه وتحققه. وهذا الصالح هو الرجل الطيب قردوغان عليه السلام.

ومن وحي هذا الرجل الطيب القردوغان أنقل ملاحظات كتبت بعضها قبل أربع سنين فقط هيمنت وقتها على كل فضاءات العرب واهتماماتهم وتفكيرهم، على ندرته وطرافته، فملأوا الدنيا زعيقا ثم...

هدأ كل شيء وتغير مسار العالم... هكذا:
* * *

30 تشرين الأول 2000:

في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أي قبل اسبوعين فقط، انطلقت حملة سعودية/ إماراتية لمقاطعة البضائع التركية، وكانت أسباب الحملة تتمحور حول بضع نقاط رئيسية:


أولا: دور الحلف التركي القطري في دعم حركة الأخوان المسلمين، ويمتد ذلك من الصراع ضد سلطة السيسي العسكرية في مصر وحليفها (خليفة حفتر) في ليبيا، وصولا الى المتاجرة بقضايا الويغور في الصين، مع ان هذه المسألة الأخيرة تراجعت كثيرا مؤخرا بسبب صفقة مصالح تجارية محتملة بين الصين وتركيا.


ويصح ذلك أيضا على ايران التي بلعت لسانها تماما وسكتت عن الاضطهاد المزعوم للويغور الصينيين، وهو موضوع أثير لوسائل الاعلام الغربية هذه الايام مع تصاعد الصراعات الاقتصادية والتقنية والسياسية بين الصين وأمريكا، وذلك بسبب الحصار المفروض على ايران وطمعها بصفقة منافع ضخمة ضمن مشروع "طريق الحرير" الصيني، أو ما يسمى (حزام وطريق واحد).


ثانيا: التدخلات التركية العسكرية والسياسية والمخابراتية في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من بلدان الشرق الأوسط، ويدخل ضمن هذا الدعم التركي المعلن لداعش والقاعدة وفتح خطوط الامداد البشري والعسكري والمالي والتسليحي والمخابراتي بل وحتى على الصعيد الطبي وأنظمة الاتصالات لها على أوسع نطاق، وهو ما يتم باشراف وموافقة غربية شبه صريحة طوال الوقت،

ومن ثم استثمار الأزمة السورية المتواصلة لتجنيد قوات مرتزقة بأرخص الأثمان من الشباب السوري البائس الذي وقع في براثن التنظيمات الإسلامية التي تدعمها وتشرف عليها وتحركها تركيا، للقتال في ليبيا وأذربيجان ومواقع أخرى تدخل في حقل السمسرة التركية ومتاجرتها بالإسلام والمسلمين لخدمة مصالحها الاقتصادية والسياسية ومحاولة مقايضة ذلك بمكاسب في العلاقة مع أوربا التي يزداد رفضها لاحتمالية دخول تركيا الى الاتحاد الأوربي، الى جانب تلاعبها بمصائر ملايين اللاجئين والمشردين السوريين الذين لعبت تركيا ذاتها، ولا تزال، الدور الأبرز والأخطر في تدمير مدنهم وقراهم وكل مقومات حياتهم وأمنهم.


ثالثا: النزاع المصري التركي حول ملكية حقول الغاز المكتشفة والتي يجري استكشافها في البحر الأبيض المتوسط، والتي مارست فيها تركيا استفزازات علنية وصارخة ضد اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل وحاول اردوغان تحقيق اختراق غير عادي عبر التحالف السياسي والاقتصادي مع حكومة (فايز السراج) الليبية.


رابعا: المتاجرة التركية الأزلية بقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومحاولة استثمار كل ما يمكن استثماره لإعادة بناء مجد الإمبراطورية العثمانية الغابرة، هذا مع الحفاظ طبعا على أقصى ما يمكن من الروابط الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية مع اسرائيل وبما يضمن المصالح التركية على الدوام.


وبين هذا وذلك تدخل قضايا وتفاصيل أخرى من بينها المزاعم بخلاف أمريكي تركي حول شراء تركيا منظومات أسلحة روسية خلافا لرغبة أمريكا وحلف الناتو، والدعم التركي لمنظمة حماس والجهاد الإسلامي في غزة وخلافاتها مع إسرائيل بهذا الشأن، وغيرها، لكن دون أن نغفل مسألة مهمة دأبت تركيا على استثمارها الى الحدود القصوى في نزاعها مع السعودية وهي قضية قتل وتقطيع الصحفي السعودي (جمال خاشقجي) واختفاء بقايا جثته في القنصلية السعودية في إسطنبول.


والمثير للسخرية دائما بخصوص كل هذه القضايا هو مستوى المرونة التركية والاستعداد للانقلاب الى الموقف المعاكس تماما فور توفر المنافع الملموسة للدولة التركية والحزب الإسلامي الذي يحكمها بقيادة أوردوغان الذي أثبت طوال الوقت أنه شخص عديم المبادئ والقيم ككل المتاجرين بالأديان على مر العصور والأزمان.


قاد حملة "مقاطعة المنتجات التركية" رئيس غرف التجارة السعودية، عجلان بن عبد العزيز العجلان، الذي دعا في 3 أكتوبر/ تشرين الأول إلى "مقاطعة تركيا في مجالات الاستيراد والسياحة والاستثمار"، مشيرا إلى أن "هذه التحركات واجب وطني على كل مواطن سعودي".


وسرعان ما امتدت تلك الحملة الى الإمارات والكويت ومصر وليبيا والمغرب وغيرها.


وعلى طريقة رقص القرود المعروفة عن السلطات التركية، خرج المدعو ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، في قناة الجزيرة القطرية ليصرح بمنطق بالغ التفاهة والفجاجة والتهريج والارتزاقية باسم الدين قائلا:

"
العقلية الكامنة وراء المقاطعة السعودية للمنتجات التركية: أن تجهل أن الرزاق هو الله"!


وهو لم يتوقف عن التنكيت واستغفال جمهوره البليد هنا بل استمر قائلا:


"لا يمكن أن تندرج تحركات العجلان في إطار حرية التعبير من دون أن تكون موجّهة من مركز صنع القرار في السعودية، ويرجع استمرار السلطات في الرياض بنفي الإقرار بتورطها في حملة "منع المنتجات التركية" إلى أن هذه التحركات غير قانونية بموجب الأحكام الملزمة في اتفاقيات التجارة الدولية واتفاقيات التجارة الحرة."


إذن، نستنتج من كلام هذا المستشار العبقري لأوردوغان رئيس تركيا ان "هذه التحركات غير قانونية بموجب الأحكام الملزمة في اتفاقيات التجارة الدولية واتفاقيات التجارة الحرة".


لكن سياسة العهر المغلفة بالدين سرعان ما ستنقلب الى العكس تماما بعدما تبلورت خطة الهجوم على فرنسا التي كانت حتى الآن رأس رمح أوربا والعالم المتقدم بوجه أوردوغان، وأيضا باستخدام مطية الدين الصالحة لكل الحمولات هرع الأخوان المسلمون للتشويش على "مقاطعة تركيا" بالدعوة الى "مقاطعة فرنسا" وأمطرتها بمزاعم "إهانة الفرنسيين للدين الإسلامي" والدعوة لقبول المنتجات التركية بوصفها "بديلا إسلاميا" للمنتجات الفرنسية"، وبذلك ينكسر حصار المنتجات التركية والدعوة الى مقاطعتها!


وتأتي هذه الهجمات الإعلامية على الرغم من ان التبادل التجاري بين تركيا وفرنسا بلغ حوالي 15 مليار دولار خلال 2019 وحدها، وصرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو بأن أنقرة تخطط لرفع هذا التبادل إلى 20 مليار دولار في 2020.


وواضح ان حملة مقاطعة البضائع الفرنسية محاولة تركية لإنقاذ بضائعها في أسواق منطقة الشرق الأوسط، خاصة وان تركيا تنافس فرنسا في مجال السلع الغذائية.


وهنا نسي أوردوغان ومستشاروه المنافقون الحمقى ان "هذه التحركات غير قانونية بموجب الأحكام الملزمة في اتفاقيات التجارة الدولية واتفاقيات التجارة الحرة"، و"العقلية الكامنة وراء المقاطعة تجهل أن الرزاق هو الله"!"


* * *

ولم يكتفٍ سلطان آل عثمان الدجال بذلك، بل عمد عبر جوقة المطبلين من المرتزقة الأخوان المسلمين الى قرع طبلهم الأجوف الشهير بدعوى ان "فرنسا احتلت الدول العربية لعشرات السنين وارتكبت مجازر.."!


وتناسى هؤلاء البهائم وسلطانهم التافه أن تركيا احتلت بلدان الشرق الأوسط، وبضمنها البلدان العربية طبعا، لأكثر من 500 سنة وارتكبت جرائم إبادة لا تحصى بحق أبناء هذه البلدان فلم ينج منهم لا الارمن والأكراد والدروز والايزديون العراقيون والسوريون ولا المصريون والليبيون، بل وحتى في السعودية ذبحوا الناس على اسوار الكعبة التي زعموا ويزعمون أنهم يحرصون على قدسيتها وحمايتها.


واذا كانت فرنسا قد خلفت وراءها مدارس ومستشفيات وقناطر وجسور وطرق وبنايات ومؤسسات حكومية لازالت صامدة وشاهدة إلى يومنا هذا ....فماذا تركت تركيا في أي بلد عربي احتلته غير الخوازيق واغتصاب جندرمتها للنساء وتراث الخصيان والمماليك ومصائب السفربرلك والمجاعات الرهيبة؟

أعان الله العرب والمسلمين على أنفسهم!



#محمد_يعقوب_الهنداوي (هاشتاغ)       Mohamed_Aziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف في عصر العمامة
- ولاية بطيخ
- التطبيقات العملية بين العلمانية والدين
- ألا يُبْكيكَ بُكاءُ الأمِّ الثَكلى يا الله
- من تاريخ عادل عبد المهدي
- المرأة والألوهية والظلم الطبقي وأزمة الانسان والحضارة
- ذكرى استفتاء استقلال كردستان - لا للحياة معاً إلاّ اختياراً ...
- رَذاذ دجلة
- بين المؤمن والملحد
- المثقف العنكبوت والنهوض المستحيل لأمة تعشق انحطاطها
- خرافة المصمم الذكي والتقدم الى الخلف لدى الربوبية
- تركيا أوردوغان راعية العقيدة وحامية حمى الاسلام
- فقاعة الاسلام العصري ومواكبة الحداثة
- مخاطر الاستغلال الجنسي والبدني للأطفال والقاصرين من قبل الما ...
- موسوعة (الكون) ومحاورات الإسلاميين عن الخالق
- أرقي وشيء فيك
- حَنِين
- ماركس يعود الى واجهة الفكر الانساني وتحولات المستقبل بأعظم ق ...
- سراج الحب الأول
- رَذاذ


المزيد.....




- شاهد كيف فاجأت ممثلة ألمانية المحتفلين بالهالوين
- -ملكة الهالوين- تضرب من جديد بإطلالة تنكرية معقدة في حفل 202 ...
- إسبانيا.. توقعات أولية بمصرع 500 شخص ومئات المفقودين جراء ال ...
- الهند.. تحييد اثنين من المسلحين بعد اشتباك مع قوات الأمن شما ...
- مصر.. تدخل حكومي بعد اعتداء مواطنين على طبيب داخل مستشفى
- تقرير أممي: الحوثيون أصبحوا -منظمة قوية- بفضل دعم عسكري -غير ...
- مكتب هاريس الانتخابي يعتذر عن اتهام والز لإيلون ماسك بالشذوذ ...
- الأمن الكويتي يضبط كمية كبيرة من مخدر -الشبو- بحوزة شخص آسيو ...
- متجر مركزي بموسكو يطلق غرف قياس افتراضية للملابس
- أول لاجئ سياسي من الولايات المتحدة يحصل على جواز سفر روسي


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - قردوغان ومتبل الباذنجان وتركيا راعية العقيدة وحامية حمى الاسلام