هل أخطأت الأحزاب الكردية عندما رفضت لقاء الأسد؟!

بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)

الحوار المتمدن-العدد: 8144 - 2024 / 10 / 28 - 18:13
المحور: القضية الكردية
    

كتبت بوست يوم أمس تساءلت فيه؛ "لماذا نجح الآبوجية، بينما فشل البارزانيين في روژآڤا؟!". وكما الحال مع كل هذه البوستات الجدلية والإشكالية جاءتني العديد من الردود والتعليقات ومن بينها كان التعليق التالي؛ "السبب بسيط صديقي الأبوجية بدؤوا غلط بالتحالف مع النظام بعدين الظرف خدمهم وياريت يستفيدوا منه مازال الفرصة موجودة لتحقيق مكاسب للكرد والبازانيين بدؤوا صح بتشكيل مجلس وطني والتحالف مع قوى المعارضة ضد النظام ولكنهم فيما بعد ذهبوا في الاتجاه الغلط بالتحالف مع المعارضة الإخوانجية".

إن تعليق صديقنا جعلني أكتب الرد التالي: طيب ولم تعتبر التنسيق مع النظام غلط، بينما مع المعارضة صح وها نحن نجد بأن هذه المعارضة طلعت أسوأ من النظام بعشرات المرات حيث نرى جرائمهم في مناطقنا والتي فاقت حتى جرائم تركيا وهي أكثر دولة تعادي الكرد وجودياً وليس فقط حقوقياً وحدودياً!

عزيزي عمر تعلم بأنني كنت لسنوات معارضاً للنظام، بل كنت مشاركاً مع المعارضة وذلك من خلال تمثيلي للبارتي؛ الحزب الديمقراطي الكردي (حالياً الكردستاني) ضمن "إعلان دمشق" عن محافظة حلب وحضرت مع العديد من الرفاق والأصدقاء المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني في دمشق نهاية عام 2007م وتعرضت نتيجة مواقفي السياسية للكثير من الضغوط والملاحقة والاعتقالات والسجن، بل وللنفي القسري والذي لجأت إليه كحل لتلك المضايقات الأمنية؛ يعني باختصار عشت التجربة شخصياً!

لكن دعني أصارحك وأقول: بأننا كنا مخدوعين بهذه المعارضة ويا ليت لو الأحزاب الكردية ذهبت للقاء الأسد عندما تم دعوتهم لدمشق، عوضاً عن ذاك التردد ومن ثم الامتناع والذهاب تجاه المعارضة حيث بالأخير يهمنا حل القضية، "أكل العنب وليس ضرب الناطور"، وليقل الآخرين ما يقولون؛ بانهم ذهبوا إلى لقاء الديكتاتور حيث الرئيس مسعود بارزاني تجرأ وكسر تلك الذهنية وذهب لبغداد ولقاء صدام، ولا أعتقد بأن النظام الأسدي البعثي أكثر دمويةً من نظام صدام البعثي ولا نحن أكثر حرصاً على الوطنية والديمقراطية والحقوق الكردية.

وهكذا لا أتفق مع قراءتك بخصوص أن الآبوجية أخطأوا بالتنسيق مع النظام وبأن البارزانيين كانوا على صح بالتنسيق مع المعارضة، بل هؤلاء أخطأوا في البداية ولكن ومع تطور الأحداث وبقائهم تحت راية تركيا والإخوان بالرغم من كل جرائمهم بحق شعبنا وقضايانا تحولت تلك الأخطاء لنوع من العمالة الرخيصة وللأسف. وللعلم من يريد أن يزايد علينا بالوطنيات ويقول؛ وهل كنت تريد أن ننسق نحن الكرد مع النظام المجرم بدمشق ونخون "الثورة"، فإنني أوردت له تجربة الرئيس بارزاني بهذا الخصوص.

وسأورد إضافةً لذلك ما قام به الدروز في لبنان، إبان الاجتياح الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت حيث لم يقاوموا الإسرائيليين وذلك تحت مفهوم الحفاظ على مناطقهم وبرروا ذلك بالقول؛ إذا إسرائيل أجتاحت كل لبنان ووصلت للجبل؛ أي لمناطق الدروز، فهل بقي الأمر على مقاومتهم وهم لا يملكون من الأعتدة إلا بعض البنادق الكلاشنكوفية؟!

طيب كيف والحالة معنا مقارنةً بحالة الدروز مع الإسرائيليين حيث النظام يطلب القيادات الكردية لدمشق ويقول؛ بأنه سوف يسلم لهم مناطقهم ولا يقبلون، أليس ذاك بغريب حيث تستلم مناطقك دون قتال، يعني ضروري تاكل قتلة لتاخد بعض حقوقك، أليست هي حماقة سياسية حيث تحرر مناطقك دون إراقة دماء ودون تدمير ويكون الصراع بين المعارضة والنظام وتقرر بالأخير وحسب مصالح شعبك تقف مع من أو تكون على الحياد، نعم فيها انتهازية الموقف، لكن من قال بأن الآخرين أيضاً ليسوا انتهازيين، بل متى كان السياسي ليس انتهازياً يقتنص الفرص التاريخية وكانت تلك فرصة تاريخية حقيقية لشعبنا!

وربما لو اتفقت الأحزاب الكردية حينها جميعاً وضمناً الآبوجيين، لما كنا خسرنا مناطقنا المحتلة حالياً من قبل تركيا والإخوان، ثم إننا نقول لهؤلاء "الثوريين حبتين زيادة" والذين يريدون المزايدة علينا بالوطنيات الثوروية ويريدون أن نقاتل إلى جانب المعارضة الإخوانية؛ طيب يا أيها الفطحل ليش ما استلمتم المنطقة من النظام وبعدين انقلبتم عليه، كما فعل الآبوجية لما شدوا ضهرهم بالأمريكان، وجعلتم مناطقكم هي مناطق حماية وسند خلفي لثواركم، كما كانت المناطق الكردية بالعراق ملجأ لمعارضة صدام، وكنتم حينها أكثر قدرة على إسقاط النظام، ولا ضروري تعملوا حالكم معارضة وتخلوا النظام يدمر مدننا وقراننا لحتى ناخد شهادة ثورية.

للأسف الأحزاب الكردية أرتكبت حماقة تاريخية وذلك عندما ضيعت تلك الفرصة التاريخية وقد أعترف بذلك الراحل؛ حميد حج درويش، لكن الوقت كان قد فاتنا كثيراً وللأسف.

#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل