أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - بير رستم - هل الأوطان تستحق التضحية بالإنسان؟














المزيد.....

هل الأوطان تستحق التضحية بالإنسان؟


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 20:50
المحور: قضايا ثقافية
    


لا قداسة إلا للحياة ونقصد حياة كل الكائنات وبالأخص الإنسان حيث نضحي عند الضرورة بحياة كائنات أخرى؛ حيوان أو نبات لديمومة حياة الإنسان وبالتالي إن كانت لا بد من قداسة فهي لحياة الإنسان، لكن في الواقع وحقيقة الأمر؛ فإننا نرخص حياة هذا الكائن البشري أمام الكثير من القضايا والرموز بعد أن نكون ألبسنا ثوب القداسة عليها ! وإليكم بعضها؛ الأوطان والجغرافيا حيث في سبيلها وسبيل استقلالها وجعلها أوطاناً لفئات وطوائف بشرية هي أكثر ما دفع ويدفع الكائن البشري من أرواح في سبيلها، وكذلك الأفكار والأيديولوجيات أخذت الكثير والكثير من الحيوات، بل وصل الأمر بأن دفعنا بحياة البشر فداء وتضحية لبعض الرموز والقادة، ناهيكم عن الأرواح التي زهقت في سبيل الآلهة؛ إن كان من خلال القربان البشري الذي كان يقدم كتضحية للآلهة إلى أن أستبدل بالقربان الحيواني أو التضحية من خلال ما أسموه بالغزو والفتوحات حيث الحروب الدينية أخذت الملايين من البشر.

يعني وباختصار نحن البشر وللأسف قلبنا الآية؛ فبدل أن تكون الأوطان والجغرافية وكذلك الأيديولوجيات والأديان والأحزاب وقادتها وآلهتها في خدمة الإنسان وجعل حياته أفضل، فإننا وللأسف نضحي بحياة البشر في سبيل أمجاد وحكايات وخرافات ألبسناها ثوب القداسة، بربكم أو بالأحرى بحياتكم؛ كم مليون تم التضحية به في سبيل هذه القبيلة أو تلك العشيرة وبالأخير الكثير منا بات لا يعرف العشيرة التي ينتمي إليها وبالأخص في أوروبا حيث أنتهت العشائرية منذ زمنٍ طويل وهكذا يضحك الأوروبي اليوم على أولئك الأجداد الذين ذبحوا بعضهم لأجل انتماء لا معنى له تحت مسمى القبيلة والعشيرة، كونه بالأساس لا يعرف أي قيمة رمزية وأخلاقية لهذه الانتماءات الغير موجودة أساساً في ثقافته اليوم.

وهكذا لا تستغربوا أبداً؛ بأن بعد كم جيل تنتهي هذه الانتماءات الدينية والمذهبية وحتى القومية والعرقية الأثنية وعندها تصوروا كم سيضحك علينا أحفادنا؛ بأننا كنا نتذابح فقط لاختلاف قناعاتنا الفكرية والمذهبية الدينية أو لاختلاف قناعاتنا وولاءاتنا العرقية والقومية وذلك عندما تنتهي هذه الولاءات والانتماءات وتذوب في الإنسان العالمي أو الكوني بحيث القنية تجعلنا أو تفرض علينا على الغاء الحدود والجنسيات ويصبح عالمنا عالم مفتوح على كل الجهات والاتجاهات حيث لا حدود ولا جوازات سفر ولا حواجز وجمارك، كون ابن العالم وابن كوكبٍ أخضر وربما تكون حينذاك في غزو مع كواكب وعوالم أخرى كابن لهذه الحضارة الواحدة على الكرة الأرضية.

عند ذاك لن تكون هناك انتماءات قومية ودينية وسيضحك أولئك من خرافاتنا وحكاياتنا عن الولاء والانتماء وعمن ألبسناهم ثوب القداسة، لكن إذا سألنا أنفسنا اليوم وبعد كل ما سبق وقلنا؛ هل تستحق الأوطان التضحية بحياة الإنسان، فإن الجواب المنطقي والعقلاني سيكون بالإيجاب، كون أي جواب بالنفي سيتم تكفير صاحبها واتهامه بالخيانة الوطنية وللأسف.. ولذلك فأنت جزء من الموجة او القطيع وأي خرج عن التيار يعني النبذ واللعن وهذا ما كان من نصيب كل المتمردين على الواقع وإبليس كان أول المتمردين على ثقافة القطيع.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوية سوريا؛ وخزة صباحية لبعض العروبيين
- هل أوج آلان وحده نفى وجود روژآڤاي كردستان؟
- كردستان حلمنا، لكن يبدو هناك من يريد حرماننا من الأحلام أيضا ...
- لم ما زالت كردستان مستعبدة دولية؟
- عفرين وناميبيا
- عفرين كانت وستبقى كردستانية
- قراءة موجزة في معضلة قنديل والعدوان التركي الأخير
- هل تصبح سوريا سويسرا الشرق؟ (1)
- الوقوف معكم هي الجحشنة وليس فقط -وقاحة-.
- العلاقة مع الأنظمة الغاصبة بين الفائدة والخيانة
- “ديمقراطية” تركيا ب”عيون الرحال”
- هل نحن ذاهبون ل-نظم قمعية ديكتاتورية، بصبغة كردية أو ديمقراط ...
- هل نحن فعلاً أمة؟!
- تجد بعض كردنا إسرائليين أكثر من الإسرائليين
- المجلس الوطني الكردي يلعب دور غلمان السلطان
- تركيا حكمت على نفسها بالموت قبل أن تحكم على ديمرتاش
- ما سر دفاع أردوغان باستماتة عن حما.س
- أين أحزابنا الكردية من سياسات الدول العربية
- دلالات زيارة أردوغان لكردستان
- تأخرتم كثيراً في الإعلان عن الاعتذار للشعب السوري


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - بير رستم - هل الأوطان تستحق التضحية بالإنسان؟