|
قتلتنا خطابات وشعارات الأيديولوجيين
بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 8125 - 2024 / 10 / 9 - 19:42
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
هل حان الوقت لوقف شعار "الكفاح المسلح"؟! إن مبدأ وشعار "الكفاح المسلح" لم يعد يجدي نفعاً مع التقنيات التكنولوجية الحديثة، بل باتت وبالاً على شعوبها وقضاياهم الوطنية وها نحن نتابع المشهدين الفلسطيني في غزة واللبناني في الضاحية الجنوبية والخراب والتهجير وبعد كل ذلك يخرج من يتحدث عن "انتصارات إستراتيجية" خلبية، رغم كل هذه الهزائم والانتكاسات والكوارث التي خلفتها مغامراتهم العسكرية، وللعلم إسرائيل كانت على علم تام بما أسمتها "حماس" بالطوفان وقد تركتهم لارتكاب تلك المغامرة والإرهاب بحق المدنيين الإسرائيليين لتأخذ لنفسه الحق بالرد؛ أولاً من الداخل الإسرائيلي بعد أن كانت حكومة نتنياهو تتعرض لانتقادات كبيرة من الشارع الإسرائيلي وقاب قوسين لتسقط سياسياً وتنتخب حكومة بديلة عنها، وكذلك لتأخذ الشرعية الدولية بحق الرد على الهجوم الإرهابي الحماسي وقد نجحت في ذلك حقاً حيث نالت الشرعية الدولية وكذلك الإسرائيلية بحيث بات نتنياهو "بطل قومي" بعد أن كان منبوذاً مرفوضاً من الإسرائيليين أنفسهم كشخص غير جدير برئاسة الحكومة.
طبعاً تتحمل كل من إيران وتركيا نصيباً كبيراً في هذا التحول للمشهد السياسي بالمنطقة وذلك بعد أن حولتا الصراع العربي الإسرائيلي لصراع سني شيعي، فبعد عقود من الصراع العربي الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية مادياً ومعنوياً وعسكرياً من قبل العرب عموماً، ها نحن نشاهد اليوم بأن الفلسطينيين وحدهم في ساحة المواجهة مع إسرائيل والسبب هو ما أحدثتها كل من تركيا وإيران في الوعي والذهنية السياسية لشعوب المنطقة وبهويتهم السياسية والوطنية حيث باتت الهويات المذهبية هي الطاغية، بدل الهويات الوطنية والقومية بحيث العربي الشيعي ولائه لإيران أكثر ما تكون للعروبة وكذلك العربي السني في علاقته مع تركيا من خلال الجماعات الإخوانية وكل طرف على استعداد لإفناء الآخر في إعادة مشهدية لحروب علي مع معاوية ومن تلاهم في استلام رايات حرب اليزيديين مع آل البيت.
طبعاً لا نؤمن بنظرية المؤامرة لنقول مع أصحابها؛ بأن كل من إيران وتركيا هم شريكتان مع الإسرائيليين من تحت الطاولة وتقدمان لها الدعم وبأن المسألة بالأساس مفبركة ومتفق عليها، بل أن الأطماع الاستعمارية بإعادة أمجاد الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية، دفعتا كلا الدولتين للتدخل في شؤون المنطقة من البوابة المذهبية الطائفية وذلك في ظل انحسار الدور العربي القومي واليساري معاً، مما أعاد للمشهد السياسي حروب "بني مروان وآل البيت"، كما قلنا، وهذه كانت المقتل في وحدة الشعوب العربية، بل أنتهت معها ما يمكن القول؛ العروبة، لتحل محلها السنية والشيعية كهويات ما قبل الدولتية القومية وهي التي أفقدت الفلسطينيين حاضنتهم العربية ولتستثمر فيها كل من إيران وتركيا مذهبياً حيث "حماس" الطفل المدلل عند الحكومتين التركية والإيرانية، لكن مذهبياً بحيث تركيا تدعمها كطرف إسلامي سني في حين إيران تحاول سحبها ل"محور المقاومة" بدعوى "الثورة الإسلامية"، وبأن القدس هي أولى القبلتين، وقد نجحت حقاً في ذاك بدليل باتت الجماعات السنية تنظر ل"حماس" مثلها مثل "حزب الله" اللبناني كأحد ذيول، أو لنقل أذرع إيران بالمنطقة، مما جعلتهم يهللون، ولو خفاءً، للإسرائيليين.
وهكذا فقدت القضية حاضنتها العربية ودعمها وخاصةً مع انقلاب حماس على منظمة التحرير الفلسطينية والاستفراد بغزة والدخول في مغامراتها العسكرية وبتحريض إيراني وكانت آخرها ما أسمتها ب"طوفان الأقصى" والتي جعلت أن تفتح إسرائيل باب جهنم على الغزيين حيث تم تهجيرهم بالكامل وتدمير البنية التحتية تماماً، ناهيكم عن الجرحى والقتلى.. وللأسف وبعد كل هذا الخراب يخرج علينا "خالد مشعل" ويتحدث عن "النصر الإستراتيجي" وينسى بأن المنتصر لا يترجى من العالم إنهاء الحرب، بل إن "نصره" يجعله يفرض شروطه على الآخرين.. ولعلم الفلسطينيين فإن ما سينقذهم هو العودة لشروط التفاوض العربي الإسرائيلي وذلك من خلال إخراج "حماس" من المشهد السياسي أو على الأقل سحب السلاح من ميليشياته وتسليم غزة لحكومة فلسطينية منتخبة والتنسيق مع المحور السعودي المصري الإماراتي، وكذلك الأمر بالنسبة للبنانيين في إنهاء ظاهرة عسكرة الميليشيات من جماعة "حزب الله" ليكون السلاح فقط بيد الجيش اللبناني.
بالمناسبة نفس المبدأ السابق ينطبق على سلاح الگريلا أيضاً، وأعلم بأن هذه سوف تسبب الكثير من ردات فعل سلبية لعدد كبير من متابعي صفحتي، لكن علينا أن نملك الجرأة ونقول؛ بأن حان الوقت لحزب العمال الكردستاني وقنديل أن تعمل مراجعة سياسية لشعاراتها وأيديولوجياتها وممارساتها حيث باتت شعارات الماضي الثوري اليساري لا تنفع اليوم قضايا شعوبها، بل تضر بها وبالأخص مع التفوق التقني العسكري لهذه الدول والحكومات الغاصبة وبالتالي البحث عن بدائل وسلوكيات أخرى أكثر فاعلية، ونعتقد بأن دور حزب الشعوب الديمقراطية وباقي فصائل المنظومة العمالية في أجزاء كردستان المختلفة كانت أكثر فاعلية سياسية ووطنية لحقوق شعبنا خلال المراحل الماضية من أي عمل عسكري تقوم به الگريلا، نعم لأولئك المقاتلين الذين افنوا سنوات حياتهم في المقاومة والنضال كل التقدير والتبجيل، ولكن اليوم هناك أسلحة أخرى ربما تكون أكثر قدرة على التغيير والاتيان بالبديل الديمقراطي وخاصةً مع وسائل التواصل الإجتماعي وقدرتها على التأثير في الشارع وتحريك الجماهير، وبالتالي الانتقال من شعار الكفاح المسلح إلى العمل الديمقراطي المدني وقد شهدنا نجاحات حزب الشعوب الديمقراطية في الجزء الشمالي من كردستان (تركيا)، فهل تعمل قنديل مراجعة وتسحب هذه الورقة "الإرهابية" من يد تركيا، بإيقاف العمليات العسكرية وترك الساحة لحزب المساواة والديمقراطية-خليفة حزب الشعوب- أن يستلم الراية المدنية الديمقراطية بعد مرحلة الكفاح المسلح؟
..نعم قتلتنا خطابات وشعارات الأيديولوجيين.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عام على الطوفان؛ ماذا تم تحقيقه لصالح شعوب المنطقة؟!
-
تركيا باتت تدرك بأنها المستهدفة بعد إيران وبأن كردستان قادمة
-
نحن والعرب إما ننجو أو نغرق معاً في مستنقعات الآخرين
-
رداً على بعض الإمعات الذين ينفون الوجد التاريخي والحضاري للك
...
-
الكرد -من يومين صاروا قومية كردية-!!
-
هل حان الوقت لإعادة التاريخ الكردي؟
-
هل الأوطان تستحق التضحية بالإنسان؟
-
هوية سوريا؛ وخزة صباحية لبعض العروبيين
-
هل أوج آلان وحده نفى وجود روژآڤاي كردستان؟
-
كردستان حلمنا، لكن يبدو هناك من يريد حرماننا من الأحلام أيضا
...
-
لم ما زالت كردستان مستعبدة دولية؟
-
عفرين وناميبيا
-
عفرين كانت وستبقى كردستانية
-
قراءة موجزة في معضلة قنديل والعدوان التركي الأخير
-
هل تصبح سوريا سويسرا الشرق؟ (1)
-
الوقوف معكم هي الجحشنة وليس فقط -وقاحة-.
-
العلاقة مع الأنظمة الغاصبة بين الفائدة والخيانة
-
“ديمقراطية” تركيا ب”عيون الرحال”
-
هل نحن ذاهبون ل-نظم قمعية ديكتاتورية، بصبغة كردية أو ديمقراط
...
-
هل نحن فعلاً أمة؟!
المزيد.....
-
سوريا: مواطنون غاضبون يهاجمون سفارة إيران في دمشق
-
الشرطة تستخدم مدافع المياه ضد المتظاهرين في تل أبيب
-
سقوط نظام الأسد حصاد لعقود من الاستبداد
-
الكلمة التوجيهية للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد
...
-
بيان لجنة دعم حراك العمال والعاملات بالقطاع الزراعي باشتوكة
...
-
بعض أوجه القصور في عمل اليسار النقابي بالاتحاد العام التونسي
...
-
المقاومة تصد محاولة انقلاب في كوريا الجنوبية الحليف الرئيسي
...
-
إحالة “متظاهري العودة” بسيناء إلى المحاكمة
-
م.م.ن.ص// المغرب: الاستثناء هو موسم جامعي دون قمع، ودون اعتق
...
-
لزعر سمير// مع أقدار النظام، تحل -العقدة الغوردية- دون الحا
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|