أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة-الراعي الذي سيهلك الرعية














المزيد.....

الحرب على غزة-الراعي الذي سيهلك الرعية


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مر تاريخ البشرية والإنسان يعيش في مجتمعات يترأسها رئيس واحد، وظيفته جمع شملها وإصلاحها ومنع قويها عن ضعيفها وضبط نظامها وحمايتها من الأعداء، لا استعبادها.
وقد قالت العرب سابقا لولا قوة الراعي لهلكت الرعية . فالله تعالى لم يخلق أحدا يستطيع بلوغ حاجته بنفسه دون الاستعانة بالآخر، وهذه صبغة لازمة في الطبائع. فكل واحد هو مكمل للآخر، والجميع أمره عائد إلى ذلك الرئيس الراعي . وكلما كان صالحا وقويا وعادلا كلما صلحت رعيته.

والراعي الصالح يتحتم عليه أن يكون عونا في إصلاح التائه والضال من رعيته. كما أن للرعية دور كبير في صلاح الراعي، فحين يخطئ يجد من يصوبه. ولنا في حادثة المرأة مع الخليفة رضوان الله عليهم عمر بن الخطاب دليل على ذلك عندما خطب بالناس عن عدم المغالاة في مهور النساء، فقامت إحدى النساء وقالت يا عمر يعطينا الله وتحرمنا أنت.... فقال رضي الله عنه أصابت امرأة وأخطأ عمر .
وهكذا فإنه حينما يكون الراعي صالحا فسيصلح أمر هذه الأمة والعكس صحيح.

ولكن المصيبة الكبرى تكمن حينما يكون الراعي مأجورا، غريبا عن رعيته وطباعها وعاداتها، لأنه لن يهتم يوما لسلامتها ولا لإصلاحها ولا لحمايتها، بل إننا سنجده ينام متعمدا تاركا إياها هائمة على وجهها، فلا يعرف متى خرجت ولا كيف تاهت أو من منها باتت في خطر، ومن منها استقوى عليها الذئب فأكلها، لأنه هو لا يريد أن يعرف.
وحين يستيقظ تكون تلك الرعية المسكينة تحت رحمة سياط ظلمه وتجبره ، وبهذا فإنه من الطبيعي أن تتشتت الرعية وتنقطع بها السبل.

واليوم تعيش الشعوب العربية واقع الراعي الفاسد المأجور والرعية المستكينة لسوطه. فبعد "سايكس بيكو" وتقسيم الإرث العثماني، وقعت عيون المستعمر على حكام، قاموا بتنصيبهم على تلك المزق "دويلات" المتبقية من ذلك الإرث بعد تربيتهم على أمرين، قمع الشعوب لصالح ذلك المستعمر وفي المقابل منحهم الرفاهية والكراسي المغرية.
ثم اشتغل بنفس طويل على استخدام كافة الطرق والوسائل والمخططات الخبيثة على تجهيل تلك الشعوب، حتى فسدت بالفعل. ومثلما تكونوا يُوّل عليكم، فأصبحت الشعوب صورة لمن يحكمهم. ففسد الرئيس والمرؤوس.
ففي حين يتمسك طغاة الكراسي بكراسيهم، نجد الشعوب تتمسك بالأمن المزيف الملطخ بالعار والذل.
فتقف متفرجة كالبلهان على ما يحصل أمامهم من إبادة لأخوة لهم وقهر وإذلال، قد يحزن الواحد منهم قليلا ثم لا يلبث أن يشيح بوجهه بعيدا عما يشاهد، ويركن إلى ما تربى عليه وأعجبه "الهدوء الخداع المؤقت", لأن تلك الصورة النمطية التي رسمها له الاستعمار وهي صورة السوط المسلط فوق رأسه، ترهبه حين يتخيل لسعته المؤلمة.
لذلك نجده يرفض تهشيم تلك الصورة التي صُنعت له خصيصا ليظل مقيدا بسوط الطاغي، فيزداد بذلك ذلال على ذل.
فمنذ السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ وهو يعتاد مشهد القتل والدم والإرهاب إلا من رحم ربي، ولسوف يظل على اعتياده حتى يأتي اليوم الذي "ينال فيه كما يقال من الحب جانب".

فالسماء فوق رأسه لم تعد مأمونة وخاصة بعد دخول منظمومة "ثاد" الأمريكية للخدمة والتي تم نشرها مؤخرا في دولة الاحتلال، بالإضافة إلى "باتربوت" وغيرها من المنظومات التي تعمل ليلا نهارا من أجل التصدي للصواريخ والمسيرات التي تنطلق من محاور المقاومة ،بهدف الوصول إلى دولة الاحتلال وضرب أهداف حيوية فيها، حيث ستسقط تلك الصواريخ وخاصة البالستية منها والفرط صوتية، ناهيك عن المسيرات التي سيتم اعتراضها فوق الرؤوس المستكينة والتي تتراءى صورة السوط لها صباحا مساء.

فعمت مساء وأسعدت صباحا أيتها الشعوب التي ستهلك يوما على يد راعيها المأجور.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزةـ شمال غزة ومتناقضة الحياة والموت
- الحرب على غزةـ قناة الشر #mbc
- الحرب على غزةـ سيد القرنفل والطوفان
- الحرب على غزةـ سيخذلنا الله إن لم نسخط
- الحرب على غزة من بريطانيا إلى أمريكا ومجزرة فجر ١£ ...
- الحرب على غزةـ -اكسودس- وملف الأسرى
- الحرب على غزةـ ذكرى السابع من أكتوبر ونظرية الرأس المقطوع
- الحرب على غزة- شبعنا مراوغات..مصالحهم أولا
- الحرب على غزة -نتنياهو- وعقدة التفوق
- الحرب على غزةـ جنون القتل ومجزرة طولكرم ليلة ٤/أكتوبر
- الحرب على غزة ليلة الثاني من أكتوبر والرعب الإيراني
- الحرب على غزة خطة الجنرالات ونهج -كاليشر-
- الحرب على غزةـ يريدون أن نبقى على الهامش
- الحرب على غزةـ جبال الجنوب بانتظاركم
- الحرب على غزة دقت طبول الحرب
- الحرب على غزةـ عندما طمسوا القضية
- الحرب على غزةـ الولايات المتحدة تكذب
- الحرب على غزة -٨٢٠٠ الأيام دول
- الحرب على غزةـ البيجر وأدرينالين -نتنياهو-
- الحرب على غزةـ هل هو سر بقاء -نتنياهو-؟


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة-الراعي الذي سيهلك الرعية