عام على هولوكوست غزة

سليمان أبو موسى

الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 03:40
المحور: القضية الفلسطينية
    

عام من الموت ...
ولا زالت أشلاء أطفالنا وأهلنا تتناثر فوق ركام بيوتنا المهدمة لتصعد الأرواح إلى خالقها تشكوا له قلة حيلتنا وهواننا على أبناء جلدتنا وعروبتنا وإسلامنا .
ما يقارب 42 ألف شهيد إرتقوا خلال هذا العام في حرب إبادة جماعية يتعرض لها قطاع غزة منذ عام ، لم يسبق وأن مرت حرب في تاريخ البشرية بتلك البشاعة ، فلا الحروب الصليبية ولا الحروب العالمية روي عنها أنها شهدت هذا الإجرام بحق البشرية في ظل إبادة جماعية يصمت عنها العالم بأكمله .
69% من الشهداء هم من النساء والأطفال حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال 16891 شهيدا منهم 171 ولدوا واستشهدوا خلال الحرب و36 طفل قضوا جوعا ، وبلغ عدد الشهداء من النساء 11460 شهيدة ، إضافة إلى آلاف الشهداء من الطواقم الطبية والدفاع المدني والصحفيين وموظفي وكالة الغوث الأونروا ، في حرب لم يكون فيها أدنى ضوابط الإنسانية أو تجنيب المدنيين ويلات الحرب ، حيث تم إستهداف 180 مركزاً لإيواء المدنيين الذي لجأ له المدنيين بعد تدمير بيوتهم وتهجيرهم منها قسراً.
عام على الفقد ...
والقلوب تنبض بالوجع والقهر والحزن على فراق الأحبة والأهل في هذه الحرب ، وجع الفقد الذي يعاني منه كل من تبقى على قيد الحياة في قطاع غزة هو جرح غائر لا يمكن الشفاء منه حتى مع مرور الوقت ، فلم تكد تجد بيت في قطاع غزة إلا وقد فقد أحد أفراده أو مجموعة منهم أو هدم فوق رؤوسهم ليتحول في طرفة عين من مسكن أمن لهم إلى قبر جماعي مظلم موحش .
عام من المصير المجهول ...
فهناك 12 ألف غزي فقدت آثارهم في هذه الحرب ليبقى مصيرهم مجهول بين شهداء تحت الأنقاض أو شهداء نهشت الحيوانات أجسادهم في الأماكن التي لا يمكن الوصول لها بسبب تواجد الإحتلال فيها أو أسرى لدى الإحتلال ينكل بهم داخل الزنازين المظلمة .
عام من الأسر ...
لما يزيد عن 10 آلاف أسير من قطاع غزة تم أسرهم خلال العدوان البري البربري على قطاع غزة ، ويعانون الأمرين تحت أبشع أصناف التعذيب التي لا تخطر على البال حيث استشهد منهم العشرات تحت التعذيب دون تحريك ساكن من المنظمات الحقوقية والإنسانية التي تدافع زوراً عن حقوق الإنسان .
عام من الألم ...
يتعرض له نحو 100 ألف جريح خلال الحرب ، 12% منهم بحالة حرجة ويحتاجون للعلاج في الخارج في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في قطاع غزة بخروج 34 مستشفى عن الخدمة بشكل كامل.
إضافة إلى 10 آلاف مريض سرطان يواجهون شبح الموت في ظل انعدام العلاج الخاص لمرضى السرطان وإغلاق معبر رفح.
عام من الإنهيار الإقتصادي ...
حيث تقدر الخسائر المباشرة للحرب على قطاع غزة ب 33 مليار دولار ، إضافة إلى عشرات المليارات في صورة خسائر غير مباشرة ، في ظل إنعدام الناتج المحلي بعد تدمير آلاف المصانع والشركات والمحلات التجارية ، وتجريف عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية والدفيئات ومزارع المواشي والدواجن.
عام من الدمار ...
فقد دمر الإحتلال ما يزيد عن 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و 80 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي إضافة إلى مئات المقرات الحكومية والمواقع الأثرية والجامعات والمعاهد والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والمصانع والشركات الخاصة وآبار المياه وشبكات الطرق وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
دمار هائل لحق بكل مناحي الحياة في غالبية مساحة قطاع غزة ليحولها إلى مناطق غير صالحة للعيش بإعدام كل مقومات الحياة فيها.
إلى أين بعد عام من الحرب ؟...
2 مليون نازح في مراكز اللجوء والخيام المتناثرة على الطرقات وفي المواصي وعلى شاطئ البحر يعانون الأمرين كل يوم في معاناة وكأنها أشبه بالصراع من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل إنعدام كل مقومات تلك الحياة وانتشار الأمراض المعدية في ظل اكتظاظ سكاني هو الأكبر على هذا الكوكب وانتشار الجريمة وانعدام الأمن .
أرقام مرعبة لهيلوكوست غزة الذي بدأ اليوم بعام جديد دون أي بوادر لنهاية قريبة تلوح في الأفق لتلك الكارثة التي لازالت تحصد المزيد من الأرواح .
شلال الدماء الذي لم يتوقف منذ عام كامل لم يكن كفيلاً بإيقاظ ضمائر هذا العالم الظالم .

#سليمان_أبو_موسى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل