سليمان أبو موسى
الحوار المتمدن-العدد: 8054 - 2024 / 7 / 30 - 02:26
المحور:
القضية الفلسطينية
تعد شهادة الثانوية العامة من أهم الشهادات التي تشكل نقطة فارقة في حياة الإنسان ، فهي بداية حياة جامعية جديدة تكون حجر الأساس لشكل الحياة القادمة لكل طالب .
39 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة حرموا من هذه الشهادة بسبب الحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة منذ عشرة أشهر ، التي كان من مفرزاتها الحرمان من التعليم والحرمان من تقديم إختبارات الثانوية العامة في قطاع غزة ، ولكن طلاب قطاع غزة كانت إختباراتهم من نوع آخر .
فقد قدموا إختبارات في حب الوطن والتضحية والفداء فقد قدم 450 طالب وطالبة ثانوية عامة أرواحهم شهداء للوطن .
كما وقدموا اختبارات في الصمود والعنفوان والتحدي أمام أبشع إحتلال عرفته البشرية ، كما وأن الإختبارات في مادة الصبر على البلاء كانت لها النصيب الأكبر لأنه لم يكاد يتبقى طالب في قطاع غزة لم يفقد أحد أفراد أسرته أو جميعهم في حرب الإبادة الجماعية التي طالت البشر والحجر والشجر.
10 آلاف طالب في قطاع غزة نالوا الشهادة التي نقلتهم من مرحلة الحياة الدنيا التي ساد فيها الظلم والإطهاد ، إلى الحياة الآخرة حيث العدل الإلاهي .
يوم اعلان نتائج توجيهي كان يوم فرح وتوزيع حلوى في جميع مدن وأحياء وأزقة قطاع غزة معلنين فيه الفرحة بالنجاح والتفوق في الثانوية العامة لعقود مضت لتخريج أجيال من الأكاديميين والمثقفين ، ولكن اليوم لم يبقى الطلاب فقد جعلتهم آلة القتل الصهيوأمريكية إما شهداء أو جرحى أو أسرى أو مشردين في خيام تفتقر لأدنى متطلبات الحياة ، ولم تبقى لا المدن ولا الأحياء ولا الأزقة فقد حولتها آلة الحرب الصهيوأمريكية إلى أكوم من الركام والرماد لتمسح الماضي وتقتل المستقبل للأجيال القادمة.
ولكن ورغم كل هذه المجازر والتضحيات والدمار لابد أن يأتي اليوم الذي سيخرج فيه من بين الركام جيل التحرير الذي يأخذ بالثأر لدماء الشهداء ويعيد للوطن عزه وحريته بعيداً عن المتسلقين على آهات الشعب والمنتفعين من عذاباتنا .
#سليمان_أبو_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟