عفواً سانتا كلوز

جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1777 - 2006 / 12 / 27 - 10:08
المحور: الادب والفن
    

سانت كلوز أو (بابا نويل ) أو أي كان أسمك
أيها الرجل الجميل المنظر ذو الرداء الأحمر الجميل
ما أجل وجهلك الأبيض المشوب بالحمرة
ما أجمل شاربك و لحيتك البيضاء كالصوف
ما أجمل عيناك التي ينبعث منه منهم الحب و العطاء
ما أجمل ملامحك التي تبعث الفرح في قلوب الأطفال بل و الكبار
أين أنت يا سيدي ؟
لما أراك متجاهلاً لأطفال الشرق ؟
لقد مرت ليلة عيد الميلاد و انتظروك و لم تأتي إليهم
تجاهلت أطفال رماهم قدرهم في منطقة لا تعرف غير الكره و القتل
لما لا تأتي و تقدم هدياك لأطفال الشرق ؟
لعلك تمسح دموعهم وتعيد بسمتهم
أم أنك تخشى على نفسك و لك الحق في ذلك
فتحرص على أن لا تمر وسط ديارنا ؟
فتنفجر بك عربة مفخخة
أو يقتلك مهووس بجنة الخمر و الحوريات
و تذاع وقائع ذبحك على قناة الجزيرة
وسط تهليل و تكبيرات المجاهدين
أم أنك يا سيدي لا تأتي إلينا
لأنك تعجز عن تقديم هدايا لأطفالنا
فقد اغتالت عصابات الجهاد و التكفير براءتهم
فلم يعدوا مثل باقي أطفال العالم
فهم لا يريدوا دمي و حلوى كباقي أطفال العالم
أنهم يريدوا أن ينزع أحد الحقد و الكره من القلوب
أنهم يريدوا أن ينزع الجهل و التعصب و التخلف من العقول
أنهم يريدوا أن تتوقف عصابات الجهاد عن قتل أسرهم
أنهم يريدوا أن يحيوا بأمان في بلادهم
يلعبون و يلهون في الحدائق و المتنزهات
دون أن تنالهم رصاصات الغدر و عربات الجهاد المفخخة
يريدوا أن يناموا دون أن تلاحقهم مناظر الدماء و الأشلاء
في صحوتهم و منامهم
هل تستطيع أن تمحي مناظر الدمار من ذاكرتهم
فهذه هي المناظر المحفورة بذاكرتهم
فالموت و الدمار هدايا بابا بن لادن و بابا الظواهري
لأطفال الشرق التعساء
هدايا هؤلاء الإرهابيين لأطفالنا طوال العام
فهم أسخياء جداً في القتل و الدمار
و ليس مثلك توزع هداياك مرة واحدة كل عام
أطفالنا يريدوا منك أن تخلصهم من الحزن الذي سيطر عليهم ؟
و أن تعيد إليهم بسمتهم و لهوهم
هل تستطيع أن تخلصهم من كوابيس واقعهم و أحلامهم ؟
هل تحمل في كيس هداياك سلام و أمان و حب وأمل ؟
هذا هو ما يحتاجه الأطفال بل و الكبار في شرقنا
فهل تستطيع ذلك ؟ نحن نتمنى ذلك ولو بعد سنوات عديدة
حتى و لو ما يسعفنا الحظ لنرى ذلك بأعيننا
فنحن نتمناه للأجيال القادمة

#جورج_فايق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات