أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعاد أبو ختلة - غزة تباد جوعاً وقهراً وقصفاً














المزيد.....

غزة تباد جوعاً وقهراً وقصفاً


سعاد أبو ختلة

الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 14:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


غزة تباد بأبشع الطرق والعائلات لا تعرف أين تذهب وماذا تفعل؟! يعانون الجوع والمرض ويتنقلون على أقدامهم سيراً من وإلى المناطق الأمنة التي يتلقون الأوامر ليذهبوا لها ثم يذهبوا منها لمكان آخر، وفي كل نزوح يفقدون بعضهم، بعض أشيائهم وأجزاء من أرواحهم، هولوكوست غزة ليس له مثيل، مسَيرة واحدة تديرها مجندة من غرفة تحكم تحتوي كل سبل الراحة، تقتلع جذور عائلات وتشتت شملها، تقتنص طفلاً ينهشه الجوع يجلس شاحباً ينظر للمارة على باب مركز ايواء، تنتقم من امرأة تجلس في آخر غرفة الصف المعتمة تلقم طفلها الحليب وعينيها تذرف الدموع كيف تسد جوعه وكيف تتخطى هذه الأيام الصعاب ونظرات السؤال الصامت في عيون صغارها متى سنأكل؟! مراكز الايواء ليست سوى جدران وسقف وغالباً جدران التهمت بعضها القذائف وسقف ترنح بعضه وصمد بعضه اثر القصف المجنون الذي طاله ويطاله كلما أصاب المسَيرة الضجر وبحثت عن بعض الصخب...
العائلات لا تعرف أين تذهب وماذا تفعل، جل اهتمامها كيف تقضي هذا اليوم وكيف تتخطى تفاصيله التي قد تنقلب فجأة وتجد من حولك جرحى وشهداءوأنت تنظر لا تملك شيئاً وقد تصاب وترى دمك منساباً وعيناك شاخصة لا تتألم ولا تسمع صوتك حين تصرخ، قد تدب فيك الروح وتحمل طفلك من الركام لتقضي شهيداً وتناوله لآخرين ينقذوه بينما تستسلم لقدرك... وقد ترى عيناك عائلتك رغم غبار البارود وتطمئنهم أنك بخير وحنجرتك تبتلع الموت، قصص كثيرة تناولها الاعلام كيف أمضت عائلة عدة أيام تحت ركام منزلها وكيف ساعدت فتاة عائلتها المصابة ولعدة أيام لم تصل سيارات الدفاع المدني والاسعاف، وكيف شاهد أب ابنه يموت أمامه ولم يستطع انتشال جثمانه وكيف لحق به ليستلقيا في عراء الطريق عدة أيام، ما يغفل عنه العالم المتحضر أن هذه التفاصيل والتي هي غيض من فيض، عالقة في ذاكرتنا شيباً و شباباً، غزة التي تبلغ مساحتها مساحة مدينة في دول كثيرة ويبلغ عدد سكانها ما يقارب سكان دولة مترامية الأطراف، هذا التكدس السكاني الذي تقتطع أرضه كل فترة، حدود وحرم حدود، مناطق عازلة ومناطق محيطة بالمناطق العازلة... غزة قبل الحرب لم تكن في رخاء من العيش، كانت محاصرة، وتعاني من نقص في الموارد، انعدام فرص العمل فليست بطالة لكن تعطيل عن العمل لعدم وجود فرص للعمل، كان الأهل يبيعون الغالي والنفيس لتعليم أبنائهم، في كل مربع سكاني كانت توجد جامعة أو معهد وكلية، عسى أن يحصلوا على فرصة عمل هنا أو هناك، غزة كانت كالطفل الذي يحبو محاولاً أن يمشي ليصل لأي شيء يستند عليه ليرى الشمس، أن تشتت شمل عائلات وتجبرهم على النزوح أكثر من مرة وتمعن في تعذيبهم ليس انتقاماً بل عدم انسانية، اما أن اسرائيل تعتبرنا غير بشر أو أنها تعتبر نفسها في مقام أعلى من البشرية، هذا القتل والترويع ومسح المربعات السكنية على ساكينيها، امعان في عدم الرضوخ لأي معايير، وعدم اعتبار لأي جهة دولية أو اقليمية، كم القذائف والقنابل التي ألقيت يعني استخفاف بكل المعايير والنظم، وكأن من يبادوا خطر على البشرية بينما هم طيبون مسالمون ويبحثون عن عيش كريم في أرضهم ومنازلهم بين أهليهم....
غزة تباد جوعاً وقهراً والمنطقة تشتعل والعالم يدير القنوات ليسمع بما يحدث ولا يملك سوى التعبير عن قلقه في تغريدة ومشاركة صورة وبعض عبارات الأسى...
السابع من أكتوبر 2024



#سعاد_أبو_ختلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة تفاصيل لا تعرفها المسَيرة
- الحرب على غزة تهجير وخيام وأرواح
- عام من الحرب على غزة
- اليوم العالمي للمرأة قراءة أخرى
- الحب في زمن الكورونا
- أماكن سياحية فاخرة.. مراتع للأمراض!
- عيد العمال يلقي قفازات آلاف العمال المتعطلين عن العمل في وجه ...
- ثقافة الاقتباس
- ثالوث الجهل والفقر والعنف أسباب معاناة النساء
- صندوق الموسيقى
- كلام في حال الصحافة الفلسطينية
- محاكمة مبارك
- العالم الافتراضي .. حيوات أخرى


المزيد.....




- بيسكوف يؤكد عدم وجود أساس للتفاوض مع أوكرانيا.. ويعبر عن الا ...
- الفصائل المسلحة السورية تتقدم وتقترب من حماة واشتباكات عنيفة ...
- ناصر: رحلة الأمل من غزة إلى حياة جديدة في بورتلاند
- كأس ألمانيا ـ ليفركوزن يقصي بايرن عقب واقعة طرد تاريخية!
- بمشاركة RT.. العاصمة الليبية تستضيف -أيام طرابلس الإعلامية 2 ...
- ماكرون يرد من السعودية على دعوات استقالته ومغادرة قصر الإلي ...
- بيدرسن يدعو إلى نزع فتيل التصعيد في سوريا ويؤكد عدم وجود حل ...
- المجموعة العربية بمجلس الأمن تدعو إلى حل الأزمة في سوريا بقي ...
- كييف تكثف مساعيها للانضمام إلى الناتو قبل تولي ترامب السلطة ...
- شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعاد أبو ختلة - غزة تباد جوعاً وقهراً وقصفاً