أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود الزهيري - النص الخائن : الأزمة في فقه التبرير والتلفيق















المزيد.....

النص الخائن : الأزمة في فقه التبرير والتلفيق


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 10:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


العديد من النصوص الدينية الواردة في الكتب الصحيحة التي عني كتاب السنة بها العناية الفائقة في عصورهم الزمنية ووضعوا لها العديد من الضوابط العلمية في عصورهم بحيث أتت هذه الأحاديث إلينا بعد عناء ومشقة في البحث والتحري عن مدي صدق وصحة هذه الأحاديث في الرواية والسند من شخص إلي شخص آخر حتي ينتهي نسب الحديث إلي النبي صلي الله عليه وسلم , وكان هؤلاء الرجال لهم إجتهادات في الوصول إلي الأحاديث الصادقة البعيدة عن مضمار الكذب والتلفيق .
ولما كان هؤلاء الرجال بشر ويجري عليهم كل مايجري علي البشر من أخطاء بشرية كالسهو والخطأ والنسيان , فقد أتت العديد من الأحاديث النبوية في تلك الكتب الصحيحة التي يعتمدها المسلمين من أصح الكتب بعد القرآن الكريم وهكذا يقال في حق كتاب صحيح البخاري من غالبية المسلمين بأنه أصح كتاب بعد كتاب الله تعالي وهو القرآن الكريم , وهذا ما درج عليه المسلمين في التعريف بكتاب صحيح البخاري .
إلا أن كتاب صحيح البخاري الوارد به جملة الأحاديث الصحيحة المروية عن الرسول صلي الله عليه وسلم قد تكون جائت جميعها صحيحة السند في الرواية عن فلان وفلان وفلان حتي الوصول بالحديث إلي مصدره ونسبه وهو الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم .
ومع ذلك لم يلتفت البخاري إلي متن الأحاديث ولم يفكر أو يتدبر فيما تحمله الأحاديث من معاني أو دلالات فقهية , بل لم يتطرق بحثه في متن الحديث إطلاقاً وإنما إجتهد وأجهد نفسه في الإشتغال بالسند فقط وهذا جُل ما صنعه البخاري في كتابه المسمي بصحيح البخاري .
فكيف يكون كتاب صحيح البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله تعالي ؟
ومن الذي أضفي علي هذا الكتاب هذه الصفة وصبغه بهذه الصبغة ؟
هل لأن صحيح البخاري دونت بين دفتي كتابه أحاديث منسوبة للنبي صلي الله عليه وسلم ومن ثم يتم إضفاء هذه القداسة العلوية علي هذا الكتاب حتي بالرغم من إحتوائه للعديد من الأحاديث الخائنة لله وللرسول ذاته والحقيقة والصدق منتفيان عن هذه الأحاديث ويضاف إلي ذلك مخالفة هذه الأحاديث للمنطق وبديهيات العقل البسيط لا العقل المركب , ناهيك عن العديد من الأحاديث التي تتناقض علي الإطلاق مع قواعد العلم ومن ثم تعتبر نصوص خائنة لأنها لايمكن بأي حال من الأحوال أن تجري علي لسان رسول الله صلي الله عليه وسلم , وذلك لأنها نصوص بقدر كبير من الخيانة وتحمل في مضمونها عوامل فنائها وضمورها إذ أن الواقع المعاصر يتحدي هذه النصوص الدينية المنسوبة زوراً وكذباً للرسول صلي الله عليه وسلم , ولمجرد كونها وردت في كتاب صحيح البخاري ولمجرد نسبتها للرسول إستمدت هذه القداسة المزيفة المشبعة بالخيانة لله وللرسول , ومن ثم خاف الفقهاء والمفسرين من الإقتراب من هذه النصوص ثمة إقتراب لأنها تمثل الأرض الحرام التي لايجوز الإقتراب منها وظلت هذه الأحاديث تمثل الأرض الملغومة التي يخاف من لديه نوع من أنواع العلم والفقه بمضمونها ومحتواها المغلوط ليس مخافة النص ذاته ولكن مخافة التكفيريون والتجهيليون الذين يتربصون بكل من يحاول أن يسبر أغوار النص الديني ليصل إلي مرامه ومراده ويفكك محتواه ليصل إلي مرحلة الحق واليقين من المعرفة بالنصوص الدينية المقدسة الصحيحة التي يمكن نسبتها إلي الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم .
وما زال هناك العديد من العلماء الجبناء الذين يؤثرون السلامة علي أنفسهم ولايبالون بالندامة علي النصوص الخائنة مخافة علي المعايش ورغد العيش من أن يصطدموا بمجموعة من الجهلاء أدعياء الحفاظ علي الدين من الذين يحاولون هدمه أو الحفاظ علي بيضة الإسلام الذين وصفوه بالبيضة سهلة الكسر , وما كان الإسلام وما كانت العقائد بهذا الهوان والضعف والخذلان والتخوف من مواجهة النصوص الدينية ومطابقتها علي قواعد الحق والعدل والحقائق العلمية التي تمثل ثوابت لايمكن أن يصيبها الخلل في يوم من الأيام .
لماذا التخوف ؟
العديد من الفقهاء والمفسرين وأصحاب الرؤي الدينية السليمة يتخوفون من خوض معركة تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة التي أدت بالأمة الإسلامية إلي متاهة التخلف والرجعية بسبب العديد من النصوص الدينية التي تحمل بين طياتها وفي ظاهرها العداء للحقائق الطبيعية والثوابت العقلية , والفطرة الإنسانية السليمة , بجانب معاداة هذه النصوص للثوابت العلمية , وهذه النصوص واردة في الكتب التي أطلق ودرج علماء المسلمين علي تسميتها بالكتب الصحاح وتواتر هذا الأمر لدرجة أنه يحرم علي من يقترب من هذه الأحاديث بأي نوع من أنواع الفهم والوعي بمفهوم النص حتي لو كان هناك صدام حقيقي وفعلي بين النص وقيمة من القيمة العقلية أو الإنسانية أو مخالفته للفطرة الإنسانية السليمة , ومثال ذلك الحديث الذي يسوي بين الوائدة والموؤدة بجعلهما في النار سوياً :
روى أبو داود عن ابن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم "الوائدة والموؤده فى النار"
إلا أنك حينما تبحث في شرح وتفسير هذا الحديث تجد أصحاب الأزمة من أصحاب فقه التبرير والتلفيق الذين لايجدوا مبرراً لوجود مثل هذه الأحاديث في الكتب الصحاح وأنه يستحيل أن يقول بها النبي الكريم , إلا أنهم يبحثوا ويجتهدوا في إيجاد مخارج للأزمة التي وقع فيها هذا الحديث بكلام وتفسيرات وشروح خائنة هي الأخري مثل هذا النص الخائن المتمثل في هذا الحديث الذي يخالف أبسط القواعد الإنسانية في الرحمة والعدل , والذي يكذبه أحاديث أخري كثيرة وردت في نفس الكتب الصحاح , ومع ذلك تجد الفقه التبريري والتلفيقي يقف وراء هذه الأحاديث ليجد لها المخارج من الأزمات التي وقعت فيها دون أن يكون هناك أدني قدر من الجرأة والشجاعة في نفي نسبة مثل هذه الأحاديث للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم , وهذا حديث ينفي أن تكون الموؤدة في النار وروي في مسند ابن الجعد / ج1/ص449 / برقم 3063 حدثنا علي أنا يزيد بن إبراهيم قال : سمعت الحسن قال : قيل يا رسول الله ، من في الجنة . قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( في الجنة والصديق في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والموؤدة في الجنة )) .
والحديث الآخر الذي يسوي بين الزانية وإبنها في عذاب النار !!
من جملة أحاديث تخالف أبسط قواعد العدالة والرحمة , وغيره الكثير علي هذا المنوال !!
فلماذا يسكت ويصمت أهل الفقه وأهل الحديث عن هذه الأحاديث التي يقرأها العديد من طلاب العلم من العرب والمسلمين وغيرهم من أصحاب الدراسات الشرقية والمستشرقين والمستغربين ليجدوا الفرصة في الطعن في السنة والأحاديث من هذه الأبواب التي يفتحها علي مصراعيها أدعياء الفقه وأدعياء العلم بعلوم الدين بسكاتهم وصمتهم القبوري؟!!
فلماذا الخوف ؟ وماهي أسباب الصمت ؟ ولمصلحة من ؟



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الإخوان المسلمين و سلطة الفساد: الحجاب والميلشيات العسكر ...
- الجماعات الدينية : بين عقيدة الفرقة الناجية وفكرة المستبد ال ...
- أزمة البحث عن نص : العقلية التلقينية والعقلية الإبداعية
- الإخوان المسلمين : سلطة الفساد : الميلشيات العسكرية للإخوان ...
- !! عن مفهوم الدعارة السياسية
- بعد إهانة مصر: ماذا ينتظر مبارك الأب ؟!!
- من وحي سورة المَسَد
- الحجاب : بين الحرائر والإماء : تغاير مفهوم النظرة
- !! عن اللباس الديني : حجاب الرجل
- أزمة الحجاب : الإخوان المسلمين وخرافة الإيمان بالديمقراطية
- أرجوك .. إرحل عن عقلي
- قمة الأزمة : الشرعية الدينية في مواجة الشرعية الدولية
- و .. الشيطان يحكم
- الصنم .. والوطن الحر
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- أرأيت الذي يُكَذِ بُ بالوطن !!؟
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- مفهوم الأزمة : الخطاب الديني يتحدي الخطاب السياسي
- الأنا والآخر : هل من علاقة بين السلطةالمطلقة و الفساد ورفض ا ...


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود الزهيري - النص الخائن : الأزمة في فقه التبرير والتلفيق