أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكية خيرهم - راضي الليلي: من نجم الأخبار إلى فقيه التبديل السياسي... هل كويسلينغ آخر؟














المزيد.....

راضي الليلي: من نجم الأخبار إلى فقيه التبديل السياسي... هل كويسلينغ آخر؟


زكية خيرهم

الحوار المتمدن-العدد: 8106 - 2024 / 9 / 20 - 04:47
المحور: كتابات ساخرة
    


كان راضي الليلي يومًا ما نجمًا على شاشات التلفزيون المغربي، يُخبرنا بكل ثقة أن "الصحراء مغربية"، وكأن هذه الحقيقة لا تحتمل النقاش، مثل الشمس التي تشرق من الشرق أو القهوة التي تُشرب ساخنة. لكنه، كما تتبدل الفصول، تبدلت آراؤه أيضًا، فتبدل من مدافع عن مغربية الصحراء إلى أحد أبرز المشككين في هذه القضية... تمامًا كما فعل فيدكون كويسلينغ، السياسي النرويجي الذي تعاون مع الألمان خلال الحرب العالمية الثانية. كويسلينغ، الذي كان يومًا ما رمزًا للقومية النرويجية، استيقظ ليجد نفسه في خدمة الاحتلال النازي، ليتحول اسمه إلى مرادف للخيانة، تمامًا كما هو حال راضي الليلي الذي فقد دعم جمهوره السابق بعد تحوله الجذري في مواقفه.من الرباط إلى باريس، ومن منصات الأخبار إلى منصات المعارضة، قرر الليلي أن يعيد اختراع نفسه كبطل جديد لجبهة البوليساريو. ربما أراد تغيير قناعاته كما يغير أحدهم جواربه، أو كما يغير قميصه على الشاشة! لكن التغيير لم يكن بهذه السهولة، ويبدو أن الليلي اكتشف أن النجومية لا تأتي فقط بالتبديل السريع للمواقف.
"طردوني لأنني أردت أن أقول الأخبار من رأسي!"
لنكن صريحين، لم يكن طرد الليلي من القناة المغربية حدثًا عابرًا. بل قال إنه طُرد لأنه أراد أن يقول الأخبار "من رأسه" وليس من الورق الذي يضعه أمامه المخرج. وهكذا انتهت مسيرته كقارئ أخبار محترف وبدأت مسيرته كقاريء جديد للمواقف السياسية المتقلبة. ولكن، كما هو الحال مع الممثل الذي يغير دوره فجأة، لم يكن الجمهور مستعدًا لهذا التحول.
زيارة تندوف: بين الترحيب والصفير!
مثل أي سياسي طموح، قرر راضي الليلي أن يتفوق على نفسه بزيارة "الأراضي المحررة" – كما يسميها أنصار البوليساريو. لكنه وجد هناك استقبالًا غير ما كان يتوقعه. فالابتسامات قليلة، والهمسات كثيرة. وكأنهم يتساءلون: "أليس هذا هو الرجل الذي كان يدافع عن مغربية الصحراء؟". هنا، تبين أن تندوف ليست المدينة الفاضلة التي كان يعتقدها، وأن المواقف السابقة لا تُنسى بسهولة.
المقارنة التاريخية: بين الليلي وكويسلينغ
كما فعل فيليب بيتان، الذي اعتقد أن النازيين سيعتبرونه بطلًا ووجد نفسه في النهاية منبوذًا من الجميع، كذلك يبدو أن راضي الليلي وجد نفسه عالقًا بين المواقف المتناقضة. في السابق، كان يقول "الصحراء مغربية" بكل ثقة، لكنه الآن يشكك في مغربيتها، وكأنه اختبر صبر الجميع ليختبر موقفه الأخير.
ومثل كويسلينغ، الذي أصبح رمزًا للخيانة، يبدو أن الليلي وجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه. فلا الجزائر تثق به، ولا البوليساريو ترى فيه حليفًا موثوقًا.
الخائن والمسترزق: من صحفي إلى متشرد في شوارع فرنسا
طار الليلي إلى "تيرّة" لا طير يطير ولا وحش يسير. ذهب إلى جمهورية "الكياطن والعجاج"، لا كهرباء ولا ضوء ولا إنترنت. كل شيء هناك لونه بني: الأرض والسماء والهواء والماء، حتى السحاب والعباد. خرج علينا في صباح تندوفي من مخيم بوجدور، شعر رأسه واقف على شكل قرنين بسبب الشمس التي تقف فوق رأسه. سبحان مغير الأحوال، كيف كان وكيف أصبح من صحفي في القناة الأولى الى مهرّج في قناة "الزملة" .
نشكره نحن المغاربة لأنه بيّن لنا حقيقة تلك الجمهورية "القهوية"، وأظهر لنا مساوئها وعوراتها. بابتسامته البلهاء، حاور إحدى النساء هناك عن معنويات ساكنة تندوف عقب عودة الكفاح المسلح. فجاءه الرد: "الناس هنا مساكين، نار الحمادة تكويهم والدرون تبومبيهم"، ثم صرخت أخرى: "قتلنا العطش جيبوا لنا الماء". إنها "مخيمات العزة والكرامة المثقوبة"، مخيمات العار، فهنيئًا له بجمهورية "لالا".
ماذا بعد؟ فتح قناة "التغيير اليومي"؟
إذا كان هناك درس يمكننا تعلمه من قصة راضي الليلي، فهو أن التبديل السياسي هو فن في حد ذاته. ربما نراه قريبًا يفتح قناة تلفزيونية جديدة، يسميها "التغيير اليومي"، حيث يعرض لنا في كل حلقة موقفًا جديدًا يناسب الظروف السياسية. اليوم هو مع البوليساريو، وغدًا ربما يعلن نفسه سفيرًا للمريخ في صراع الفضاء!
مثلما انتهى بيتان ولافال منبوذين من الجميع، يبدو أن راضي الليلي يسير على نفس الخطى. مرفوضًا في المغرب، مرفوضًا في تندوف، وربما الحل الوحيد هو أن يبحث عن كوكب آخر، حيث لا توجد صحراء ليتجادل حولها مع أحد!



#زكية_خيرهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشق بين الأسطورة والواقع: قراءة في قصيدة خزعل الماجدي
- وجوه تائهة في رمال المعاناة
- الحان بلا وعي
- قراءة في ظالميا: رواية الصراع بين الأمل والخيبة في مجتمعات ا ...
- الإصرار والشجاعة: حكاية جعفر التميمي من بغداد إلى الجائزة ال ...
- الصراع بين الهوية والجماعة: قراءة لرواية -الطلح لا يخطئ القب ...
- مسرح الدولة التي لم تكن: البوليساريو يسجل آخر فصول السخرية
- الهروب إلى اللامكان
- مفاتيح القائد
- تماوج الأرواح
- الزمرد الأخضر
- السياسات الجزائرية بين دعم الانفصال وتعطيل الوحدة المغاربية
- الجزائر: العقبة الكبرى أمام حلم الوحدة المغاربية
- نداء للعالم: إنهاء معاناة سكان مخيمات تندوف
- لألقٍ لا بدّ أن يأتي: قصيدة تعكس وجدان الإنسان في ظل الأزمات ...
- الصراع والهجرة في أدب سيمون سترانجر: نظرة على ثلاثية الشباب
- تكريم البروفسور جعفر عبد المهدي صاحب: رائد الفلسفة السياسية ...
- قراءة في ... مسودن العراق للاديب زهير شليبة
- تأثير المشاركة المغربية في منتدى أوسلو للحرية: دور الدكتور ل ...
- ديناميكيات العوامل النحوية في اللغة العربية: استكشاف البنية ...


المزيد.....




- أفلام كرتون مميزة طول اليوم.. حدثها الآن تردد قناة ميكي الجد ...
- انطلاق فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان كتارا للرواية العربية ...
- الإعلان 2 دمااااار… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 167 مترجمة بالل ...
- فنانة مصرية شهيرة تناشد الرئيس السيسي
- حسين الجسمي يرد على صورة مع بلوغر إسرائيلي ويثير تفاعلا.. صو ...
- -مبدعة في النثر المعاصر-.. جائزة نوبل في الأدب 2024 تذهب للك ...
- انطلاق فعاليات مهرجان الهايكو الثاني في اتحاد الأدباء
- فيلم -جوكر 2- يحبط الجمهور والنقاد ويصنف كـ-أسوأ فيلم لعام 2 ...
- مطاردات القط والفأر.. تردد قناة كوكي كيدز الجديد 2024 علي ال ...
- مــوقع وزارة التعليم العالي لـ نتائج المفاضلة سوريا 2024 moh ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكية خيرهم - راضي الليلي: من نجم الأخبار إلى فقيه التبديل السياسي... هل كويسلينغ آخر؟