أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جريمة التآمر ضد العراق لدفعه لغزو الكويت - 19














المزيد.....

دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جريمة التآمر ضد العراق لدفعه لغزو الكويت - 19


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8094 - 2024 / 9 / 8 - 18:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في العام 1990 في الاسبوع السابق على قيام النظام السابق بغزو الكويت جرت مقابلة بين السفيرة الامريكية في بغداد ابريل غلاسبي ورئيس النظام صدام حسين. وذلك بناء على استدعاء من قبل الاخير للسفيرة. وكان حاضرا في الغرفة التي جرى فيها اللقاء وزير الخارجية طارق عزيز.

في هذه المقابلة الشهيرة جرى تبادل للاسئلة والاجوبة بين الرئيس والسفيرة منها ما يتعلق بموقف الامريكيين في حالة قيام العراق بغزو جارته الجنوبية. وهذا السؤال كان قد اتى بعدما قدم رئيس النظام هذا مختصرا بعما كانت تقوم به تلك الجارة بالتعاون مع دولة الامارات وذلك مع صمت امريكي. وهذا الذي كانت تقوم به هو ضخ النفط بكميات كبيرة في الاسواق العالمية متسببة بانخفاض الاسعار في وقت كان العراق يريد بالضبط حصول العكس.

وقد نشرت صحيفة النيويورك تايمز الامريكية نص تلك المقابلة بتاريخ 23 ايلول 1990، اي بعد اكثر من شهر من حصول الغزو اوردت فيه تلك الجملة الشهيرة التي قالتها السفيرة غلاسبي لدى لقائها برأس النظام السابق وهي ان الولايات المتحدة لا رأي لها في ما يتعلق بالخلافات الحدودية بين الدول العربية. وهو ما يفهم منه انها لا تتدخل. وان وزير الخارجية جيمس بيكر قد وجه المتحدث الرسمي للوزارة بالتشديد على هذه النقطة. وانهم يأملون بحل هذه المشكلة باستخدام اية طريقة ملائمة من خلال القليبي (الشاذلي القليبي امين عام الجامعة العربية وقتها) او بطريق الرئيس مبارك.

بيد انه لا يمكن فصل كلام السفيرة غلاسبي عما كان يجري على الارض منذ الثمانينات مما تحرص الصحافة العالمية على تجاهله وما زالت محاولة رمي مسؤولية الغزو على عاتق رئيس النظام السابق لوحده فقط. فقد نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في السنة التالية للغزو حقائقا مما كان خافيا. وهو ما اوردناه في مقالة سابقة لنا قبل سنوات بعنوان (الحقائق فيما يراد طمره حول ازمة الكويت عام 1990). فهذه الصحيفة قد نشرت في 4 / 4/ 1991 بعض التقارير التي كشف عنها العراق عند احتلاله الكويت، حيث لم يصدر اي تحفظ عليها من اية جهة كويتية. منها سفر الجنرال فهد احمد الفهد رئيس المخابرات الكويتية مع العقيد عبد الهادي شداد مدير التحقيقات في محافظة الاحمدي الى الولايات المتحدة. كان هذا تنفيذا لامر من وزير الداخلية الكويتي سالم الصباح لمقابلة ويبستر مدير المخابرات المركزية الامريكية في 14/ 11/ 1989. يقول الفهد في رسالة الى وزير الداخلية، (اننا اتفقنا مع الجانب الامريكي على الاستفادة من الحالة الاقتصادية المتدهورة في العراق بغية الضغط على حكومته لرسم الحدود المشتركة بيننا. إن المخابرات المركزية اعطتنا وجهة نظرها حول استخدام الضغط الملائم، مؤكدة على ضرورة التعاون الواضح بيننا بشرط أن تكون هذه النشاطات منسقة على مسـتوى عالٍ). كما يؤكد بانه قد اجرى عدة لقاءات مع المراتب العليا لتلك المخابرات الامريكية. وكانت الكويت تقوم بسرقة النفط من حقل الرميلة الجنوبي بطريق الحفر المائل منذ الثمانينات حيث كانت ايراداتها من الحقل تربو على الملياري دولار سنويا. وهذا بالتوازي مع بناء مخافر حديثة للشرطة في مناطق كانت تعتبر لسنوات قليلة قبلها ضمن الاراضي العراقية. وكل هذا كان يجري بعلم الامريكيين ومعهم حلفائهم البريطانيين والسعوديين الذين كانوا يضغطون على النظام السابق لالتزام الهدوء وعدم الرد. وهو ما يعني بشكل جلي بان الامريكيين كانوا يريدون الحفاظ على تصاعد حرارة الازمة التي كانوا يحرصون على ابقائها ساخنة حتى تحين اللحظة التي يمكنهم التلاعب بها لاستخدامها لتحقيق اهدافهم. وهو ما حصل في صيف العام 1990 مع السفيرة غلاسبي وباقي الاحداث بعدها.

هكذا نرى التآمر الامريكي على العراق الذي كان يجري على عدة مراحل من خلال هذه الحقائق. فمن جهة كان يجري الضغط عليه للصمت عن تجاوزات الكويتيين وسرقتهم لحقل نفطي تابع له، ثم بعدها تجري التهيئة لفرض ضغطا اضافيا عليه بطريق زيادة الانتاج النفطي مع حلفائهم الخليجيين. ثم من الجهة الثانية يصار الى خداعه بفسح الطريق له بالقول بعدم الاهتمام او التدخل بخلافاته الحدودية مع جيرانه. والحقيقة كما يستنتج هي انه كان يجري العمل على تهيئة الظروف المثالية كي يقوم العراق او بالاحرى رئيسه بغزو جارته الجنوبية. وهو ما كان يريد الامريكيون حصوله كي يعلنوا الحرب عليه ويدمروا بلده تمهيدا لفرض الحصار عليه مع العقوبات الدولية. وهو بالضبط ما حصل لاحقا. والهدف من العملية هو عدا ضمان امن اسرائيل تحقيق الهيمنة الامريكية على الشرق الاوسط والسيطرة على منابع النفط من خلال نشر القوات الامريكية في الاخير.

استنادا الى ما تقدم لابد من رفع دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جريمة التآمر ضد العراق بطريق السفيرة الامريكية لدفع نظامه السابق الى غزو الكويت، وذلك بهدف الايقاع بالبلد وتدميره بالحرب ثم تكبيله وابتزازه بالعقوبات الدولية والحصار الاقتصادي لاحقا. ولابد من المطالبة في الدعوى بدفع التعويضات للعراق عن كل هذه الجرائم.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لتهيئتها للارهابيين ف ...
- جولات التراخيص لحقول الغاز وفقا لحكومة السوداني
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لسماحها باعدام رئيس ا ...
- دعوى قضائية دولية ضد دول الخليج العربي لمشاركتهم في الغزو ال ...
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جرائم سجن ابو غريب ...
- الرياضة في العراق.. والطريقة الوحيدة لوضع حد لمسلسل الفشل ال ...
- دعوى قضائية دولية ضد هولندا لتوفيرها المشروعية لحرب العراق غ ...
- ما اسباب التساهل مع حلف الناتو في احتلاله لبلدنا ودعمه لاعدا ...
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لتعمدها ارتكاب جريمة ...
- بالتجاوز على القانون العتبة العلوية تستغفل الناس لازالة مبنى ...
- نطالب امانة بغداد الفاشلة بالاهتمام بمجرى نهر دجلة
- لاجل مصالح آنية السوداني يفضل دعم الكيان الصهيوني في جرائمه ...
- قانون المحكمة الاتحادية الذي يصر السياسيون على تضليل العراقي ...
- بالمطلق لا يجوز للمحكمة الاتحادية من اصدار القرارات السياسية
- لدعمه الكيان الصهيوني وجرائمه نطالب بايقاف تزويد الاردن بالن ...
- السوداني شخص فاسد لا يهمه حل ازمة الكهرباء
- ضرورة اسناد الشعب لممثليه النيابيين لصالح تأمين مصالح البلد
- اسئلة لابد منها حول الشعائر الدينية
- تساؤلات حول حقيقة علاقة تركيا بحزب العمال الكردستاني
- السوداني يجير مصالح البلد للامريكيين ولحسابه الشخصي


المزيد.....




- إخلاء نحو 200 راكب من طائرة بوينغ اشتعلت النار فيها على مدرج ...
- عاجل: قتيلة وعدة إصابات في عملية إطلاق نار ببئر السبع
- إقبال متفاوت في انتخابات ينافس فيها سعيد اثنين أحدهما بالسجن ...
- السفير التركي يقارن الجيش المصري بالجيش التركي
- الدفاع الروسية حول تطورات محور كورسك: تحييد 200 جندي أوكراني ...
- فيتسو يكشف سبب استمرار النزاع الأوكراني
- وزير خارجية رواندا: الكونغو رفضت توقيع اتفاق لإنهاء صراع حرك ...
- البن الأوغندي.. شهرة عابرة للحدود ومذاق يكتسب شهرة عالمية
- -لن أذهب إلى كانوسا-.. تبون يستبعد زيارة فرنسا
- من واينستين إلى -ديدي- الجرائم الجنسية تهز قطاع الترفيه مجدد ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جريمة التآمر ضد العراق لدفعه لغزو الكويت - 19