أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - ضجة حياة ماعز














المزيد.....

ضجة حياة ماعز


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 18:14
المحور: الادب والفن
    


حياة الماعز
أثار فيلم حياة الماعز ومايزال ضجة واسعة ضمن التواصل الإجتماعي وفي محطات التلفزة وخاصة على منصة نتفليكس. وشكل الصدمة التي تحمل جذور الإستعباد وعمالة السخرة.
قصة الفيلم:
يروي الفيلم أن شابان هنديان ذهبا إلى المملكة السعودية بغية العمل، بعد أن رهنا بيتهما وتركا عائلاتهما. في المطار يقف كل منهما ينتظر الكفيل، لكن لايأتي أحد، بل يتلبسهم رجلاً ستينياً جاف الملامح، قاسي القسمات ويأخذ منهما جوازات السفر ويسوقهما إلى شاحنة مصممة لنقل الدواب. هما لايتكلمان العربية ولايعرفان أين يأخدهما ذلك الرجل. أخيراً يضع حكيم في مكان ويأخذ نجيب إلى صحراء لاينبت فيها شيء. وتبدأ المأساة في إجبار نجيب على رعاية الغنم وضربه وتجويعه في صحراء لايحدها حدود. يقابل نجيب رجلاً كبيراً في السن هندياً يعمل في رعاية الإبل، كان قد خطفه ذلك الرجل منذ سنين وأجبره على العمل. المهم، يحاول نجيب الهرب فيطلق الرجل عليه النار فيصيبه في رجله ويظل يعرج عليها طوال حياته. يقابل نجيب صديقه حكيم مرة مع شاب إفريقي ثم يقرر الجميع الفرار، يغادروا بعد أن غاب الجميع في حفل في المدينة. وتبدأ مأساة أخرى في الصحراء الواسعة، يموت حكيم من التعب والجوع والعطش ثم يختفي إبراهيم الإفريقي ويتابع نجيب مشواره حتى يجد أخيراً الطريق العام. يوصله رجل سعودي لطيف الملامح إلى المدينة، وهناك يستقبله مجموعة من الهنود يطعمونه ويعتنون به ثم ترحله الشرطة إلى بلاده.
الرواية:
يلتقط القصة أحد الكتاب الهنود وأسمه بنيامن ويحولها إلى رواية عام 2008 تحت أسم – أيام الماعز - حيث يختلط فيها الحقيقي بالدرامي، مثلها مثل الفيلم. والهندي كاتب معروف في الهند له أكثر من ثلاثين مؤلفاً في الرواية والقصة القصيرة، وعاش في دول الخليج مدة غير قليلة من الزمن.
القصة الحقيقية
القصة حدثت في المملكة السعودية في منتصف التسعينات مع نفس الشاب الذي كتب قصته الروائي الهندي. الرواية متفقة مع القصة الحقيقية باستثناء أن الشاب لم يكن مسلماً كما يروي البعض الذين عاصروه، لكنه أسلم في النهاية كما يقولون. الخلاف الأخر أن الشاب الهندي قتل صاحب الغنم أو الإبل بعد شجار كبير حول مستحقاته ودخل خمس سنوات السجن وكان ينتظر حكم الإعدام لكن أهل القتيل تنازلوا عن حقهم. أي قضى خمس سنوات في رعاية الغنم مجاناً وخمس سنوات في السجن، المجموع هو عشر سنوات بالتمام والكمال لايعرف أهله ماذا حدث له خلال كل هذه المدة.
لقطات درامية رهيبة:
يتمتع الفيلم بقيمة فنية عالية، فأنت ما إن تبدأ بالمشهد الأول حتى يتملكك الفيلم لآخره. قد تتأثر بمشاهد درامية وانسانية حزينة وعنيفة. ففي مشهد ضرب السيد (السعودي) للهندي إلى تحول بطل الفيلم إلى مجرد خروف من خرفان السيد يمأمأ وكأنه نسي اللغة تماماً. مشهد آخر هو عندما يعطي الرجل الهندي العجوز الحليب له، يبدأ بالشرب ظنا منه أن الحليب له، لكن العجوز يقول له بأن الحليب للسيد وليس له. مشهد آخر من الصحراء عندما يقرر الثلاثة الهرب ويموت حكيم عطشاً وجوعاً لدرجة أنه يأكل الرمال الحارقة ويمتص أصبع إبراهيم من شدة العطش. مشهد العاصفة التي تهب في الصحراء الحارقة ويختفي فيها إبراهيم. كل هذه المشاهد وأخرى هي مشاهد صادمة للمشاهد الذي تجعله يتعاطف مع الهندي ضد السيد السعودي.
هل كان الفيلم منصفاً للسعودية؟
لا أظن أن الفيلم كان منصفاً للمملكة لأن في كل مجتمع يوجد الطالح والإنسان الصالح. فكما تذكرون الضجة التي اثيرت حول مغترب لبناني أساء معاملة خادمة كان قد أحضرها معه إلى كندا. بشكل عام، أنا شخصياً أستغرب كثرة الخادمات في الخليج ولبنان وحتى في سوريا ( قبل الأزمة). ففي الولايات المتحدة البلد التي من المفروض أن يكون عندها خادمات لثرائها، لايوجد شيء كهذا هنا ولافي اوروبا لأن الغربيون يفضلون العمل بأنفسهم في منازلهم. أظن أن مسألة عاملات الخدمة عندنا هي شيء من المظاهر الكاذبة للمرتبة الإجتماعية. إذ يتباهى الناس بأن لديهم خادمة كما يتباهون بالذهب في أيديهم أو الإسراف في الولائم وهدر الثروة والطاقات في سبيل مظاهر كاذبة وخادعة.
العيون على السعودية:
منذ هجمات سبتمبر على الولايات المتحدة في 2001 وعيون الإعلام منصبة على السعودية، خاصة بعد فيلم مايك مور فهرنهايت سبتمبر 11. الذي كان فيلم توثيقي على الهجمات الإرهابية في نيويورك. ثم تبع ذلك قانون جاستا ( JASTA) الذي أقره مجلس الشيوخ عام 2016 كان ومازال سيفاً مسلطاً على السعودية.
-------------------------------------------



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوركي ورواية اعتراف
- نظرياتنا ونظرياتهم
- أهزوجة وشتيمة وطوشة
- مكسيم غوركي: سيرة ذاتية كاملة
- جامعات غوركي
- الإستعمار سبب تخلفنا
- غوركي: بين الناس
- من غشنا ليس منا
- غوركي وطفولة النكد
- رمزية بلد العميان
- جرة الماء والسقا مات
- ذكريات المعرجلانة
- زيارة إلى مصر
- الجبنة المدوّدة ومحاكم التفتيش
- الشيوعية إلحاد وزندقة
- المعذبون في الأرض
- فنون التسوّل
- صندوق العجائب
- في التشحير والتجريس
- معرض القرد والضبع


المزيد.....




- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - ضجة حياة ماعز