سؤال كتابي من النائبة البرلمانية منيب إلى رياض مزور وليلى بنعلي حول استقبال المغرب لمليوني طن من النفايات

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 00:52
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

وجهت النائبة البرلمانية نبيلة منيب سؤالا كتابيا مؤرخا بثامن غشت الماضي إلى كل من وزير الصناعة والتجارة ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة حول خطورة استقبال المغرب لمليوني طن من النفايات القادمة من عدة بلدان أوروبية.
أشارت النائبة البرلمانية إلى أن خبر استيراد المغرب، في إطار التبادل التجاري غير المتوازن المفروض علينا، لما يقارب مليوني طن من النفايات، خلف استياءا كبيرا لدى الرأي العام المغربي الذي ظلّ يتنظر نقل التكنلوجيا و خلق شراكات للتعاون المتوازن بغرض إحداث إقلاع اقتصادي ببلادنا وخلق فرص شغل حقيقية والحفاظ على بيئتنا من أجل تحقيق تنمية مستدامة، مستبعدة ورافضة تحويل المغرب إلى مطرح لنفايات الدول الأوروبية.
وأوضحت النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد أن 980 ألف طن من هذه النفايات وردت علينا من فرنسا، في حين استقبلت بلادنا31 ألف طن من إسبانيا ومليون طن من بريطانيا و60 ألف طن من السويد و100 ألف طن من النرويج، وبما أن القانون يسمح بتصدير واستيراد وعبور النفايات غير الخطيرة فقد استغربت صاحبة السؤال من لائحة طويلة مع تصنيفات غير دقيقة للنفايات المستوردة التي يمكن أن تتضمّن مواد خطيرة، معتبرة أن ذلك ما يؤكد مخاوفنا من تواجد مواد خطيرة و ضمنها فضلات بشرية ومعادن ثقيلة من كروم ورصاص وكادميوم، إلخ.. وأقرت الأستاذة الجامعية المتخصصة في علم البيولوجيا بأن جسم الإنسان لا يعرف كيف يتخلّص من هذه المعادن التي تشكّل خطورة كبيرة على الصحة وعلى البيئة.
وخاطبت ممثلة الشعب في مجلس النواب الوزيرة والوزير قائلة إنّ الليبرالية المتوحشة تعتمد على الإنتاجية المفرطة، وهي بذلك تنتج نفايات بملايين الأطنان، تبقى تكلفة تدويرها باهظة، و يبدو أنها وجدت الحلّ للتخلّص منها على حسابنا، حيث تسعى الدول الأوروبية إلى تصديرها إلى البلدان التي ليس لديها نظام مراقبة ناجع. وذكرت الأستاذة منيب بأن المغرب ليست له حتى "ثقافة فرز النفايات"، كما أنه لا يتوفر على تكنلوجيا متطورة لتدوير النفايات، وخاصة الخطيرة منها، حيث لم نتمكن من تدوير ما يقارب 90 ٪ من نفاياتنا. ونبهت صاحبة الرسالة مرة أخرى إلى أن اللجوء إلى طمر النفايات يمكن أن يتسبب في تلوث التربة والمياه الجوفية والهواء، ويمكن أيضا أن يكون سببا في جعل الحقول التي فيها يتم طمر النفايات غير صالحة لشيء، إضافة إلى الأخطار البيئية و تراجع التنوع البيئي و تهديد صحة الإنسان.
كما أحاطت النائبة البرلمانية الوزيرين علما بأن بعض الدول سبق لها أن أعادت النفايات إلى مصدّريها نظرا لتكتّمهم على خطورتها، مستشهدة بماليزيا التي أعادت النفايات إلى إسبانيا، وبالفليبين التي أرجعت النفايات إلى كندا، بالإضافة إلى دول أخرى.
وأكدت النائبة منيب أن بلادنا بحاجة إلى فرصة لتحقيق تنمية مستدامة وجلب الاستثمارات الصديقة للبيئة، ولهذا يجب تعديل القوانين ورفض استيراد النفايات بالجملة وبتصنيفات غير دقيقة من المحتمل أن تتضمن مواد خطيرة. كما يجب على بلادنا أن تتعامل مع الموضوع بجديّة و مسؤولية وذلك بتطوير صناعة الفرز والتدوير لنفاياتنا قبل استيراد ما نحتاجه، ربّما، من نفايات كما تفعل الصين عندما تستورد الزجاج و بعض المواد التي يمكن إعادة تدويرها والقيام بالصناعة التحويلية وبيع المنتوجات.
بناء على ما سبق، سألت النائبة البرلمانية الوزيرين عن الإجراءات التي سيقومان بها لإلغاء استيراد النفايات التي لا نعرف تدويرها والتي تشكّل خطرا ٱنيا ومستقبليا على بيئتنا؛ وذلك للحفاظ على سيادة قرار بلادنا وسلامة بيئتها وصحة المغاربة و سمعة البلاد، حيث أصبح حديث استقبال المغرب للنفايات الأوروبية حديث كلّ المنابر عبر العالم.

#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل